مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-17-2024, 03:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-11-2003, 04:55 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 49071

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد (Re: Deng)


    شكرا يا دينق

    لقد قرأت البارحة مقالا للكاتب العراقي خالد القشطيني يتحدث عن تاريخ التعايش بين أهل جميع الديانات في بغداد في الزمن الماضي.. ارجو أن يعجبك المقال ..



    لا سؤال في صبابيغ الآل

    خالد القشطيني
    ما الذي حملني على تحدي كل المراقبين المتشائمين الذين توقعوا مذابح دموية في بغداد بعد سقوط صدام؟ طبعاً معرفتي بأهلها ومعرفتي بأن بغداد كانت عاصمة الامبراطورية الاسلامية لنحو خمسة قرون فرضت على أهلها احتضان كل ما في هذه الامبراطورية من اجناس وطوائف. تجلى ذلك بصورة خاصة في محلة (حارة) صبابيغ الآل الشعبية. فهي خليط عجيب من السنة والشيعة والنصارى واليهود والصابئة والبهائية يعيشون بانسجام تام بيتاً جنب بيت. لا احد منهم يسأل الآخر عن انتمائه. رأيت يوماً شرطياً يركض فيها وراء أحد الشبان هارباً منه. استوقف القوم الشرطي وسألوه: انت اش بك تركض وراء هالولد؟ اجابهم قائلاً: شيوعي يريد يقلب الحكومة. قال له احدهم: «يا عمي شنو هي الحكومة؟ يعني هي الحكومة تنكه (خـ....ة) حتى يقلبها! فضج السامعون بالضحك بمن فيهم الشرطي الذي كر راجعاً خجلاً من نفسه.
    هذه هي محلة صبابيغ الآل صورة مجسمة لروح التسامح العراقية. فيها ولد ونشأ صديقي موسى علاوي رحمه الله. روى لي فقال انه مدين بحياته لجيرانه النصارى.. توطدت علاقة حميمة بين الاسرة الشيعية والاسرة المسيحية. كانوا يتبادلون الطعام باستمرار. كلما طبخت ام موسى مرقة سبزي التي يجيدها الشيعة بعثت بصحن منها الى جيرانها النصارى. وكلما عملت ام جوزفين كبة برغل وهي ما يجيده النصارى بعثت منها الى جيرانها المسلمين. خطر لهما ان تبادل الزيارات والاكلات ربما يثير الشبهات والتكهنات ولا سيما انه كان للعائلة المسيحية صبيات جميلات. اهتدوا الى هذا الحل. ثقبوا الحائط المشترك بينهما ثقباً يتسع لمرور الصحون والقدور. وهكذا دأبوا على تبادل الاطعمة عبر الكوة التي عملوها بعيدا عن أعين الحساد.
    فجعت الوالدة العلوية بفقد أولادها الذكور واحداً بعد الآخر، واخذت تتحرق كأي امرأة عربية لولد ذكر. اخيراً انعم الله عليها بصديقي موسى، سمته موسى على اسم نبي اليهود. بعد أشهر قليلة اجتاح العراق وباء الجدري فأمرت السلطات البريطانية بتطعيم سائر الاطفال. ارتعدت الوالدة من ذلك وخشيت ان التطعيم سيميت ابنها فقررت الامتناع عنه. كانت جوزفين تعمل ممرضة في المستشفى واكتشفت ان الانجليز سمعوا بوجود الطفل وقرروا ارسال ممرضة مع عدد من الشرطة لمداهمة البيت وتطعيمه جبراً. اسرعت جوزفين واخبرت ام موسى بكل ذلك. عقدت العائلتان، المسلمة والمسيحية، مؤتمراً للنظر في الأمر. قرروا ان الحل الوحيد هو أن يهربوا الطفل من ثقب الحائط. تتسلمه ام جوزفين وتعتني به طوال النهار، تنظفه وتغسله وتطعمه ثم تعيده الى أم موسى عبر الثقب عند الغروب ليقضي الليل مع والدته.
    فكان كلما جاءت الشرطة خلال النهار تبحث عنه فلا تجده في البيت وتعود خائبة. وتحير الناس في الزقاق. اين اختفى موسى؟ نبي الله موسى عليه السلام، شق له الله عز وجل البحر فعبره، وابو جوزفين شق الحائط لموسى الطفل ليعبره كل يوم ذهابا وايابا حتى زال الوباء عن العراق واستوى الأمر. روى لي المرحوم موسى هذه الحكاية ثم قال، الا تتفق معي أنني مدين بحياتي لتلك العائلة المسيحية وابنتهم جوزفين؟
    والآن دعوني اضيف شيئاً من عندياتي، كان والدي رحمه الله رجل دين يضع العمامة على رأسه ويذهب كل يوم ليدرس التلاميذ الدين الاسلامي. ولكنه عندما رزق بأخي احسان بعثه ليدرس في كلية بغداد اليسوعية. وعندما كبر احسان ورزق بابنته جهان ارسلها لتدرس في مدرسة الراهبات. واثناء ذلك بعث جارنا المسيحي د. عبد الله القصير، ابنه زهير الى والدي ليعلمه القرآن ودين الاسلام. وهكذا كان والدي يعلم اولاد المسيحيين الاسلام ويرسل اولاده للنصارى ليتعلموا المسيحية. وتركني وشأني فتعلمت على يد كارل ماركس. بوركت يا ارض العراق لا زهير القصير أسلم ولا احسان القشطيني تنصر، ولا الداعي هنا تمركس.
    بوركت يا ارض العراق، بلد المعتزلة والمرجئة والفكر الحر.
                  

العنوان الكاتب Date
مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Deng05-11-03, 04:24 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد اساسي05-11-03, 04:35 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Tumadir05-11-03, 04:38 PM
    Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Elkhawad05-11-03, 04:55 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Yasir Elsharif05-11-03, 04:55 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Deng05-11-03, 09:08 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد سجيمان05-11-03, 09:11 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد waleed50005-11-03, 09:19 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد zumrawi05-12-03, 06:36 AM
    Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Sudany Agouz05-12-03, 07:26 AM
      Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد waleed50005-12-03, 10:43 AM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد ولياب05-12-03, 08:18 AM
    Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد ebrahim_ali05-12-03, 09:20 AM
      Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد manubia05-12-03, 10:20 AM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد adil amin05-12-03, 10:24 AM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد الكيك05-12-03, 10:40 AM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Sudany Agouz05-12-03, 02:30 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد elsharief05-12-03, 04:16 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Sudany Agouz05-12-03, 05:16 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد elsharief05-12-03, 06:29 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد Sudany Agouz05-12-03, 07:22 PM
  Re: مقالة جيدة بقلم عثمان ميرغني مهدية للمتطرفين الإسلاميين في البورد elsharief05-12-03, 07:59 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de