سمعت هذه الجملة من احد سائقي التاكسي في الخرطوم منذ فترة والان اصبحت علي لسان كل مواطن سوداني بل إنها بمضمونها و ليس بشكلها تنتقل إلي مستويات أعلي و هذا ما يمكن أن نسميه "أزمة الحد الأدني" و هي أزمة لا تتضمن عامة الشعب و لا خاصتهم و لا السودان فقط بل تمتد إلي دول العالم الثالث كله و لا تضم المسائل السياسية و الإجتماعية بل كل المستويات
فالحد الأدني لمطالبنا يتراجع يوما بعد يوم من توفير حياة هانئة تليق بالبشر علي أن يكون الرغيف " العيش " بشلن , و من تقدم إقتصادي إلي تمني ثبات سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار و من طلب توفير السكن لكل مواطن إلي طلب وقف بناء السكن العشوائي و من البحث عن زنقار او كرومة آخرين إلي ضرورة منع إنتشار حنان بلوبلو و من خطط التأهل لكأس العالم إلي عقبة جيبوتي و من إلي و من إلي و من إلي قائمة طويلة من الأشياء التي لا يبدو للقارئ وجود أي تشابه بين عنصرها إلا في نقطة واحدة هي التراجع
و هذا التراجع له أسباب كثيرة إنعدام الثقة بالنفس السلبية الرضا المبالغ فيه بأي شئ اليقين من أن الأمور لا تسير بأمرنا , عدم المبالاة و أسباب أخري يطول ذكرها فما بالك بشرحها , لكن إختصارا فإن هذا التراجع مدمر للغاية و يكون عادات سيئة للغاية فأنت لا تحارب من أجل ما تريد بل تفضل الإنسحاب لخط الدفاع التاني و التالي و الذي يليه و الذي يليهما و هكذا إلي أن تجد أن خط الدفاع القادم سيتخطاك سيصبح وراءك فماذا عساك أن تفعل ماذا ستفعل هل ستحارب يا من لم تحارب أبدا ؟ هل ستستسلم ؟ وقتها لن يمكن لك أن تحارب بعد ذلك أبدا
إن أول خطوات التخلص من هذا التراجع هو أن تؤمن أنك قادر علي أن تحارب نعم هناك خسائر لكنك ستنتصر لابد أن نؤمن بذلك تماما هذه أول خطوة و يليها أن تثق بنفسك و هو منطقي في ظل إيمانك بالنصر و هو ما سيمنع عنك صفة السلبية و عدم المبالاة إنها سلسلة طويلة متصلة تبدأ بقرار تتخذه في قرارة نفسك من أشهر ما قاله نابليون "الهجوم خير وسيلة للدفاع" لكن في ظل هذا التراجع أعتقد أن التحدث عن تكوين عقيدة كهذه يعد ضربا من المستحيل ... مش كدة ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة