|
تأملات حره
|
يؤكد العلم أن الأفعى لا تسمع شأنها في ذلك شأن السلحفاة ولكن الحقيقة الشائعة بين الناس منذ آلاف السنين هي أنها تتوفر على حاسة السمع بطريقة أو أخرى. لهذا المنطق تم اختراع مهنة ترويض الأفاعي بالمزامير وذلك بترقيصها في حلقات يؤمها الكثير من جمهور النظارة لمشاهدة تلك الحيات وهي تتراقص على نغمات المزمار شأنها في ذلك شأن أى راقصة محترفة في شارع الهرم الشهير وعلى الواحده ونص إن شئتم. لم يصرخ أحد حتى الآن في وجه أصحاب هذه المهن لماذا تزعمون أن الأفاعي تسمع والحال أنها صماء؟ لماذا تكذبون؟. يبقى السؤال معلقا لكن بنقل التأمل لزاوية أخرى يُلاحَظ أنه لو كان الثعبان لا يسمع لفطن الإنسان إلى ذلك يومَ أن استعمل المزمار لأول مرة قصد ترويض أول أفعى ولو فطن لذلك لكف عن هذا الفعل عديم المعنى والفائدة ربما ولكنه لم يكف والسبب فيما يبدو هو النتيجة العملية التي يتوصل إليها إثر استعمال المزمار ؛ يحصل شيء ما. هذا الشيء هو ما تم ترجمته بالاعتقاد القائل إن الأفاعي تتجاوب مع الموسيقى. يبدو أن هذا الشيء هو تواطؤ بين الإنسان والحيوان، تواطؤ يتأصل في حدث منسي يُسْتَعادُ على الدوام، وتشارك فيه الأطراف المعنية على الدوام دون أن تعرف معناه، أو على الأقل تمنحه معنى لا علاقة له بالحقيقة العلمية الواقعية للطرفين. ما رأي الموسيقيين في ذلك؟
|
|
|
|
|
|