|
Re: الذكرى التاسعة والثلاثون لرحيل العقاد (Re: سلفر)
|
حقائق الإسلام وأباطيل خصومه يعد هذا الكتاب واحداً من أبرز كتب عباس محمود العقاد‚ حيث جرد المفكر الكبير سلاح قلمه لدحض الأباطيل التي افتراها خصوم الإسلام والمسلمين على مر العصور‚ ويقول العقاد: إن أكبر الشبهات التي تعترض عقول المتشككين والمفكرين هما شبهة الشر‚ وشبهة الخرافة‚ وخلاصة الشبهة الأولى أننا لا نستطيع التوفيق بين وجود الشر في العالم وبين الإيمان بإله قدير كامل في جميع الصفات‚ وخلاصة الشبهة الثانية إننا لا نستطيع التوفيق بين العقائد والمحسوسات والمعقولات التي تنكشف عنها معارض البشر كلما تقدموا في معارج الرقي والإدراك‚ ويناقش العقاد هاتين الشبهتين وينتهي إلى أن وجود الشر في العالم لا يناقض صفة الكمال الإلهي ولا صفة القدرة الإلهية‚ ويسأل المؤلف القائلين بشبهة الخرافة: إذا كان التدين على هذه الحالة التي وجد بها غير حسن في تقديركم فكيف يكون الحسن‚ وكيف تتصورونه ممكناً على نحو أقرب إلى العقل وأيسر في الإمكان؟ ثم يتحدث العقاد عن شمول العقيدة الإسلامية والمزايا التي امتازت بها عقيدة الإسلام‚ ويبين كيف أن أحكام الإسلام لا تعوق المسلم عن أية غاية تفتحها أمامه أشواط العلم والحضارة‚ ويقول إن في الإسلام زاداً للأمم الإنسانية في طريق المستقبل الطويل يواتيها بما فيه غنى لها‚ ويعرض العقاد بعد ذلك لعدة موضوعات في العقيدة الإلهية والنبوة والعبادات‚ ويرى أن العقيدة الإلهية في الإسلام جاءت مصححة متممة لكل عقيدة سبقتها في مذاهب الديانات أو مذاهب الفلسفة ومباحث الربوبية‚ وعقد المؤلف مقارنات منطقية بين الإسلام والديانات الأخرى خلص منها إلى أن الإسلام جاء بالدعوة إلى اله واحد أحد منزه عن لوثة الشرك‚ منزه عن جهالة العصبية‚ منزه عن التشبيه الذي تسرب من بقايا الوثنية إلى الأديان الكتابية‚ وفي تعرضه لأباطيل الخصوم‚ يفند العقاد هذه الأباطيل‚ فبالنسبة لموضوع تعدد الزوجات في الإسلام نجده يقول: «لم يأت الإسلام ببدعة فيما أتاح من تعدد الزوجات‚ وأما الجديد الذي أتى به أنه أصلح ما أفسدته الفوضى من هذه الإباحية المطلقة من قيد‚ وأنه حسب حساب الضرورات التي لا يغفل عنها الشارع الحكيم‚ فلم يحرم أمراً قد تدعو إليه الضرورة‚ ويجوز أن تكون إباحته خيراً من تحريمه في بعض ظروف الأسرة أو بعض الظروف الاجتماعية العامة‚ لكن الإسلام مع ذلك اشترط العدل‚ ونبه الرجال إلى صعوبة العدل بين النساء مع الحرص عليه‚ ثم تطرق العقاد إلى موضوع زواج النبي #‚ الذي يتخذه خصوم الإسلام ذريعة للقدح في شخص الرسول الكريم والتشكيك في دعوته المباركة‚ ويقول العقاد إنه ما اتفق خصوم الإسلام عن سوء نية على شيء كما اتفقوا على خطة التبشير في موضوع الزواج على الخصوص‚ فكلهم يحسب أن المقتل الذي يصاب منه الإسلام في هذا الموضوع هو تشويه سمعة النبي #‚ وتمثيله لأتباعه في صورة معيبة لا تلائم شرف النبوة‚ ولا يتصف صاحبها بفضيلة الصدق في طلب الإصلاح‚ وفي الحقيقة فإن المسلم الحق يعرف أنه ــ صلوات الله وتسليماته عليه ــ كان صادقاً في سيرته في زواجه وفي اختيار زوجاته‚ وليس للنبوة من آية أشرف من آيتها في معيشة نبي الإسلام من مطلع حياته إلى يوم وفاته‚ وبعد ذلك يتناول العقاد قضية الرق‚ فيقول إن الإسلام شرع العتق ولم يشرع الرق‚ إذ كان الرق مشروعاً قبل الإسلام في القوانين الوضعية والدينية بجميع أنواعها‚ وكانت اليهودية تبيحه‚ ونشأت المسيحية وهو مباح فلم تحرمه‚ والذي أباحه الإسلام من الرق مباح اليوم في أمم الحضارة التي تعاهدت على منع الرقيق منذ القرن الثامن عشر الميلادي إلى الآن‚ لأن هذه الأمم التي اتفقت على معاهدات الرق تبيح الأسر واستبقاء الأسرى إلى أن يتم الصلح بين المتحاربين على تبادل الأسرى أو التعويض عنهم بالفداء والغرامة‚ وهذا هو كل ما أباحه الإسلام من الرق أو الأسر على التعبير الصحيح‚ يقول سبحانه وتعالى في محكم آياته «فإما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب أوزارها»‚ وبعد ذلك يتعرض العقاد لما شاع عن الإسلام من أنه دين السيف يقول: لم يعمد المسلمون قط إلى القوة لمحاربة أية قوة أخرى إلا إذا صدتهم عن إقناع الناس بالإسلام‚ فإذا رصدت لهم دولة ما جنودها حاربوها لأن القوة لا تحارب بالحجة والبينة‚ وإذا كفوا عنهم لم يتعرضوا لهم بسوء‚ لذلك سالموا الحبشة ولم يحاربوها‚ وحاربوا فارس والروم لأنهما أرسلا قواتهما لمحاربة المسلمين‚ ويستمر العقاد في مناقشة الأباطيل الأخرى التي يروج لها الأعداء‚ مفنداً لها‚ كاشفاً ما فيها من افتراءات مستنداً إلى حجج قوية من التاريخ والحقيقة والعقل والمنطق‚
|
|
|
|
|
|
|
|
|