يجلس فى احد الشوارع الرئيسة فى احد الاحياء الراقية.... يحمل آلة ام كيكى آحادية الوتر او كما يحلو للمصرين تسميته السمسمية... كان معذورا كفيف البصر... وتشوهات خلقية... بتسميتها بيده الشمال اصبعين الخنصر والبنصر... واثار برص فى باقى جسمه... جلسته على الارض توحى بانه خريج خلاويا او نار احياء القرآن... اتكأ على على قطعة من الاسمنت من بقايا بناية حديثة.. وبدأ يداعب الوتر الوحيد بالقوس السبيبى... كانت الآلة تبكى بنغمات حزينة.... تأتى متقطعة.... وهو مشدوه بكله مع العزف وحركة الصباعين فى الرقم سبعه مع نتوء .....
حركة الشارع اعتراها صمت بدأت خطوات المارة تنتظم مع ايقاعات النغم الحديث كمارش عسكرى.. حتى اصوات ابواق العربات فى ذلك الشارع المزدحم.. تلاشت وكل مشدود الى مصدر النغم الشئ كما تقسم النغم بين الاصبعين كانت خطوات المارة تنتظم..... كايقاع الدليب..... كان ضمن المارة موشح بحزن متملكه كان يمر ولا يرى الا جزرا ترحل.. ولا يسمع الا صدى الصوت الذى كان كالسهم يسكن فى جراحه النازفة.. كان يحلم ان يجاور هذا الغريب ويجالسه.... وكان يتمتم ويقول انه التنكيل والقتل العمد.. انها الجريمة.. والاحتقار.... وكان يحلم بأنها تحمل فى يسراها ورده لآخر وفى يمناها منديل لشخص ثالث... وفى عينيها دعوة الى مرافئ مستحيلة راحلة فى عز هياج البحر.... تملكه الظمأ وهو على حافة شواطئها... وتعثرت خطاه خارج الايقاع... متكعبلا بخيالها .... وهو يناجيها لا تقتلينى انى جزر تمددت فى جوف بحرك.... وتنازلت طوعا عن حدود الوهم التى تفصلنا ولكنك كالفيضان تغمر الجزر التى تداعبك وكشظيا قنبلة تحريق وجهه من ولى وجهه صوب منابعك
ورغم كل هذا احاط احساسه ببعض من الكبرياء ... وفى غفوة انهمرت دمعة حسيرة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة