|
كاتب إسلامي يدعو لعلمانية الخرطوم
|
المفكر السوداني محمد ابو القاسم حاج حمد مؤسس الحركة السودانية (حسم) ومستشار المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن والمستشار السابق للرئيس الأريتري رجل ملا الدنيا وشغل الناس بافكاره وآرائه المثيرة للجدل سواء في السياسة منذ أن اصدر سفره المميز : السودان المأزق التاريخي وآفاق المستقبل ، وكذلك كتابه الصادر عن المعهد العالمي : العالمية الإسلامية الثانية جدل الإنسان والغيب والطبيعة
إنه اول مفكر إسلامي يدعو لعلمانية الخرطوم
(علمانية الخرطوم) مطلب إسلامي قبل مشاكوس يختصم الفريقان ـ حكومة الإنقاذ وحركة قرنق ـ على "علمانية" الخرطوم أو "تدينها" بوصفها عاصمة "قومية" حيث مرتكزات الدولة "الاتحادية" ومؤسساتها الدستورية العليا. بهذا المنطق يرى جون قرنق أن تكون الخرطوم "مُلكاً للجميع"، وبما أن البعض من هذا الجميع من بين الجنوبيين خصوصاً غير ملتزم بالدين الإسلامي وشريعته فالمطلوب هو علمانية العاصمة الخرطوم بحكم "قوميتها". وخلافاً لهذا المنطق يرى فريق "الإنقاذ" أن الخرطوم هي أساساً "شمالية" بما يرادف "مسلمة عربية" أو حتى مسلمة عربية وإفريقية. وبالتالي لا مجال فيها للعلمانية، على أن يعيش فيها العلمانيون ولكن مع "مراعاة آدابها" وأن يمارسوا بحريتهم الكاملة ما يريدونه من العلمانية في عاصمة الجنوب جوبا. هناك الكثير الذي أقحم في مشاكوس وعليها، فمشاكوس هي لحل مشكلة الجنوب بحدوده الإدارية المرسومة في العام ،1956 من دون جبال النوبا وآبين والانقسنا، والحل المطروح هو قيام "نظام" في الجنوب يرتبط بكنفدرالية "معتدلة" مع الشمال، وأن التفاهم بشأن الجنوب "ثنائي" ما بين حكومة الإنقاذ ـ على رغم تمثيلها "الجزئي" للشمال، وحركة قرنق ـ على رغم تمثيلها الجزئي أيضاَ للجنوب. وسينتهي النظام في الجنوب ليكون إفريقياً وعلمانياً وليبرالياً ومتعولماً لأقصى درجات العولمة الأميركية على رغم أن القاعدة الاجتماعية في الجنوب "قبلية" ومن دون مستوى الكتابة للغات الدينكا والشلك والنوير والقبائل الأخرى بأحرف وطنية خاصة بها. وعلى رغم أن اقتصاد الجنوب "طبيعي" على المستويين الرعوي والزراعي، فإن دراسة ثقافات الجنوب وأديانه تتم في إطار الحقول "الأنثروبولوجية" وليست حقول الدراسات "الحضارية" كالأوروبية والصينية والعربية وغيرها. فللجنوب ما للجنوب، ومشاكوس للجنوب، وهي ليست للشمال، وحين يتم التوجه نحو الشمال لا تكون هناك منظومة "الإيقاد" ولا يكون "شركاؤنا" ولا يكون حتى "قرنق"، ولا تكون يوغندا ولا كينيا. كلمة الشمال لدى القوى الوطنية الديمقراطية فيه، وهي قوى "مستلبة الإرادة" ـ حالياً ـ بحكم "الاستحواذ الأحادي" لحركة الإنقاذ. وهي قوى تتطلع إلى أوروبا عبر "الاحتجاج المدني" في الداخل وعبر "المقاومة المسلحة" في الشرق. ولهذه القوى أجندتها التي وإن تضمنت واحتوت على الكثير من أجندة قرنق في مشاكوس إلا أنها تختلف عنها، لأن أجندتها ليست جنوبية تناقش الحدود الإدارية ونظامين في دولة واحدة. أجندة هذه القوى هي كما حددت في مؤتمر "أسمرا" للقضايا المصيرية في فترة انعقاده (15 ـ 23 يونيو/ حزيران 1995) وتقضي بفك الارتباط بين الدين والسياسة وتفكيك مؤسسات حكومة الإنقاذ وإقامة نظام ديمقراطي حر. فحتى العاصمة القومية الخرطوم مآلها أن تكون "علمانية ليبرالية" ليس بحكم التشارك "السيادي" و"الدستوري" فيها عبر ثنائية مشاكوس بين الإنقاذ وقرنق ، أو بحكم أنها عاصمة "قومية" للجميع، ولكن بحكم أن "أجندة" التجمع الوطني في مؤتمر أسمرا مؤسسة على هذه العلمانية والليبرالية. فحتى إذا استثنى قرنق الخرطوم من العلمانية فإن "التجمع الوطني" لن يستثنيها. لهذا يجب على حكومة الإنقاذ عقد هدنة في الشرق مماثلة لتلك التي عقدتها مع قرنق في الجنوب، لأن هدنة الشرق ستفتح أجندة "التجمع" وبأكبر من أجندة مشاكوس، إذ أن أجندة الشرق التفاوضية سترجع إلى قرارات مؤتمر أسمرا
|
|
|
|
|
|
|
|
|