|
Re: انطلاق موقع الجالية السودانية في اليونان (Re: Moawia)
|
انة سودانية لفجيعة فلسطينية الا رحم الله ماجدا بقدر ما اعطى
الاهتمام الذي ابداه الصحفي لوفيرذوس في برنامجه الصباحي المعروف في قناة نت الحكومية، بقضية استشهاد الدكتور الفلسطيني ماجد الصفدي الذي راح ضحية حادث سقوط طائرة الاسعاف الاسبوع الماضي، لا تحجب (رغم نبل المقصد)، الصورة المرعبة للتفرقة التي ظلت تمارسها اجهزة الاعلام اليونانية بصورة مستمرة ضد الاجانب والمهاجرين. فهي تهرع بسرعة عجيبة لابراز الجوانب السيئة وسط الاجانب بحمية وحماس لا نظير لهما على رغم انها احداث لا تمثل الاغلبية العظمى، ولكنها سرعان ما تفقد هذا الحماس وتصمت تماما عندما يتعلق الامر بمساهمة ايجابية او عمل نبيل من اجنبي وهي اضعاف اضعاف الاعمال السلبية التي تقوم بها القلة المنحرفة منهم. وهل هناك اكثر من ان يضحي المهاجر بحياته في سبيل خدمة المجتمع الذي استضافه؟ ومع ذلك فان ذكرى وسيرة شهيد الواجب ماجد الصفدي، الفلسطيني اللاجىء وكبير ثمانية اشقاء، مرت في اغلب اجهزة الاعلام في مجرد كلمة (اجنبي)، من دون اية وقفة عمن هو؟ ومن اين جاء؟ وماذا قدم؟ وما اذا كان لديه اسرة او اصدقاء او زملاء؟ مثلما استعرضت سيرة الشهداء اليونانيين الاخرين. هذه الصورة القاتمة اللئيمة للاجنبي التي نقشها الاعلام اليوناني نقشا في مؤخرة ذاكرة كل انسان وصلت مرحلة بات الاجنبي نفسه يصدقها ويقبل على اساسها، ان يبتلع ويتجاهل اي شىء بما فيها انسانيته، ويتعايش بكل اتساق وانسجام مع فكرة انه نكرة.
لم يشفع لماجد حيازته حق المواطنة كي يتعب الصحفيون الذين لاحقوا تطورات الحادث المؤسف لأن يبرزوا ولو لبعض ثوان، كفاح الرجل في مساواة شهادته الجامعية من رومانيا بالشهادة اليونانية، في وقت كان يهرب فيه الجميع من تعلم اللغة اليونانية، وكيف كافح الى حين اتمامه سنوات التخصص في مستشفيات البلاد، وهو اللاجىء الذي لم تتح له الفرصة كي يعرف وطنا، وكيف ناضل حتى اصبح طبيبا اخصائيا، في ظروف لا تقدر عليها الا القلة النادرة، وكيف كافح حتى يندمج في المجتمع بامكانياته الفردية حتى يصبح قادرا على التعامل معه، بل واستلام مهمة شاقة مثل مهمة الطبيب، ثم الاهم كيف واصل العطاء الانساني في منطقة قلما يقبل ايا من ابناء البلد الذهاب اليها بكل اريحية وصبر واخلاص، ختمها بالتطوع في الطائرة المنحوسة ليستشهد وهو يؤدي الواجب، ولكنه لم يجد حتى على من يترحم على حياته؟ هل هناك صورة ابشع من هذه؟
والواضح ان كلمة (اجنبي)، كلمة سحرية حقا. فالاعلام اليوناني لا يستطيع ان ينظر الى ابعد منها. فليس وراؤها أي شى، وانما فضاء ومجهول لا يمكن الوصول اليه. لا اصل ولا فصل ولا تاريخ ولا عطاء ولا انسانية ولا ثقافة. كلمة (الاجنبي) حائط رقيق ولكنه بصلابة صخر كوكب المريخ، لا تليّنه الجوزات او البطاقات او عشرات السنين من الاقامة، او مدى الاندماج، الا رحم الله ماجدا رحمة واسعة بقدر ما قدم واعطى، ولتشمل الرحمة جميع اولئك الذين قضوا، من صحبه وزملائه، في خدمة بلدهم واهاليهم والبشرية جمعاء.
|
|
|
|
|
|
|
|
|