Quote: فالنصوص المقدسة مجردة وبالتالي هي مطلقة، ولكن نصوص تفسير النصوص ليست كذلك، ولا يجب ان تكون كذلك، فهي اجتهاد رجال وليست وحياً من اله قادر، او قولاً مؤكداً لنبي معصوم
بالقول:ـ
Quote: من هنا نبدأ
وأنا لا أتفق مع الكاتب في القول بأن النصوص المقدسة مطلقة، هكذا على إطلاق العبارة، حتى لو كانت هذه النصوص هي آيات قرآنية.. قول الكاتب غير دقيق.. الأصح أن نقول أن لكل نص معني قريب ومعنى بعيد.. المعنى البعيد عند الرب، وهو في الإطلاق، أما المعنى القريب فهو قد تنزل لمستوى البشر الذين يفهمون اللغة العربية في ظاهرها.. هذا الفهم يلتمس في قول الله عز وجل: "حم * والكتاب المبين * إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"ـ..
هذه الآية تطالب المسلمين بإعمال العقل في النص القرآني.. المطلوب هو النظر في الحكمة من وراء النص، وليس الوقوف عن ظاهر النص.. وهناك آية أخرى أظهر في هذا الأمر تقول: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم ولعلهم يتفكرون"ـ إذن التفكر هو المطلوب.. وسأضرب لذلك مثلا بالآية القرآنية الصريحة التالية: "الرجال قوّامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم.. فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله.. واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن.. فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، إن الله كان عليا كبيرا" هذا النص القرآني يشتمل على أوامر وتقريرات واضحة ولا تحتاج حتى إلى تفسير.. فإذا أخذنا برأي الكاتب "بأن هذا وحيا من إله قادر"ـ فنحن لن نخرج من مستوى قوامة الرجال على النساء بالرغم من انتفاء شروط القوامة وهي "بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم" حيث أن فضيلة الرجل على المرأة، بصورة عامة، كانت بسبب قوة البأس والكسب في مجتمع الفضيلة فيه لقوة الساعد، فهو الذي يصرف على المرأة ويحميها.. ولكن مجتمع اليوم لا تقوم فيه الفضيلة على قوة البأس وإنما على قوة العقل والخُلق، والكسب لم يعد وقفا على الرجل دون المرأة.. فماذا نحن فاعلون؟؟ سؤال أوجهه لمن يصر على القوامة في هذا الزمن.. إجابتي على السؤال: هي إحالة القوامة على القانون، فهو القيم على كل من الرجل والمرأة سواء بسواء، بشرط أن يكون قانونا دستوريا يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية وحاجة الجماعة إلى العدالة الإجتماعية وإلى الأمن..
هناك مثل آخر قد يكون أظهر من المثل الذي قبله: قال تعالى: "واستشهدوا شهيدين من رجالكم، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" هذا نص واضح من ناحية اللغة العربية ولا يحتاج إلى تفسير.. فإذا أردنا الوقوف مع ظاهر هذا النص باعتباره نصا مطلقا، يعبر عن الكلمة الأخيرة للدين في مسألة شهادة المرأة فسنكون قد حكمنا على المرأة المعاصرة بأن تبقى إلى الأبد أسيرة كونها على النصف من الرجل في الشهادة.. أما إذا نظرنا إلى الحكمة من النص فقد نصل إلى فهمه ووضعه في إطاره حيث أن المرأة كانت متخلفة عن الرجل لظروف كثيرة، ولذا فهي مظنة الضلال والنسيان.. ولكن هل هذا الوضع للمرأة هو نصيبها السرمدي أم أن للأمر وجها آخر؟؟ وهذا سؤال أوجهه لمن يقولون بإطلاق النص الإلهي في ظاهره، وأخص بذلك النساء في هذا البورد، وفي النساء أخص الأخت الكريمة الدكتورة مهيرة. أما إجابتي عن السؤال فهي: لقد كان النص معلولا بأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى، وهذه نقيصة تقل كل يوم جديد.. وقد وصلنا اليوم إلى أن نجد من النساء من هن أستاذات للقانون في الجامعات.. ولذا لا يجب أن نقف عند ظاهر النص ونطالب بتنفيذه بأن تكون المرأة على النصف من الرجل في الشهادة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة