هل يستحق هذا الرجل أن يتذكره السودانيون ؟

سلام جميعا

هناك تساؤل ورد من احد الاخوان هل كان لازم الاخ بكري يفتح هذا الباب بتاع المشاكل
في اعتقادي انه محق في ذلك، رغم اني لا اتفق مع ما جاء في تناوله للموضوع،
مثل هذه المواضيع يجب ان تخضع للنقاش و الحوار ، لان من مسئولية طلائع هذا الوطن النقاش حول المواضيع الشائكة و االشائكة قبل كل شيء
لانها لن تحل نفسها تلقائيا

الواضح انو التطور في التفكير السوداني و العقل السوداني الجماعي يتراجع بخطى حثيثة للوراء، فبعد ان تطورت الاحزاب تطور سلبي باستيلاء و تغول الطائفة على الاحزاب التقليدية ، و ظهور و تمكن التيار السلفي في السياسة، يظهر الان نمط تفكيري قبلي بغيض ، وهو يقود في النهاية الى البعد عن الحس القومي الذي جسده علي عبداللطيف في العشرينات من هذا القرن حيث سئل عدة مرات في التحقيق عن قبيلته و كان يرد دائما على السؤال انا سوداني

تمسك السودانيين بانتمائهم القبلي ، دليل واضح على فشل المشروع القومي للدولة السودانية المعاصرة، عشان كده الزول بحاول ينتمي للكينونة اللي بتحقق ليه اي نوع من المنعة و القناعة، و عندما تكون القبيلة اكبر تجد الزول يفتخر بخشم بيت فيها او باسرت،
و لقد لاحظت اثناء اغترابي المزمن هذه الظاهرة تتفاقم و الاحظها جليا في الوافدين الجدد من السودان حتى اصبح اهتمام السوداني منصب فقط في اسرته، لان الوطن صار لا يوفر له الاحساس بالانتماء، و قد عبر احد الكتاب السودانيين عن ذلك ايما تعبير حين كتب ان السودانيين لا يحسون بانتمائهم للسودان كوطن الا عندما يكنون في بلدان اخرى تزول فيها الفوارق بينهم

من الاشياء التي احزنتني و انا اتابع هذا البوست، هي الطريقة التي تتم بها بعض الحوارات و التعقيبات، و هي اساليب اقل ما يمكن الكلام عنها بانها غير علمية و غير منطقية في الحوار، لان الكثيرين لا يردون على ما يسوقه الاخرون من قرائن وبراهين، و هذا ما لم اكن اتوقعه ممن يعتبرون طلائع لهذا الوطن، حيث يجيدون استخدام ارقي ما انتجته الحضارة الانسانية من تكنولوجيا، و لا يجيدون فن الاختلاف

حقو نحاول نتعلم و نؤسس لحوار مثمر و جيد في كل المواضيع، ومثلما ان راي فلان خطاء يقبل الصواب قد يكون رايي انا صواب يحتمل الخطاء، و يمكن ان تكون كل الاراء صحيحة لكن مختلفة في تناولها للموضوع لاختلاف وجهات النظر

آسف للاطالة

تحياتي