|
بناء على رغبة الأخ محمد النور كبر وآخرين
|
وصلنا مطار الخرطوم الدولي حسب اللوحة التي تزين صدر مبني المطار في صباح يوم لاهو حار ولاهو بارد كما طلب أحد شيوخنا من إبن تلك الحوارة الفاتنة وانتظمنا في فوضى إن إردتم أم لا أمام مسئولي الجوازات لأخذ إذن الدخول وهاك يا واسطات حتى في تأشيرة الدخول المهم أخذنا وقت أكتر مما يجب بسبب الفوضى والمحسوبية وما في واحد فتح خشمو لأنو ممكن بتاع الجوازات هذا أو مسئول الأمن يستخدم الجوكر تماما مثل مباريات تيلي ماتش ونخسر بالتالي إذن الدخول لأن القانون في بلادي عادة ما يحمي المغفلين من عسكر وحراميه وغيرهم ، المهم دلفنا إلى الصالة في إنتظار العفش وما أدراك ما العفش ثم بدء سير العفش في الدوران مترنحا ومصدرا أصوات تنذر بالتوقف الإجباري في أى لحظة ، وخلال ذوقان الأبصار وبلوغ القلوب الحناجر بدأت تباشير الشنط والكراتين تلوح متبوعة ببطانية فعل بها السفر ما فعل فأضحت كئيبة المنظر وإن كان لونها فاقع إلا أنها لا تسر الناظرين ورغم كل هذا بدأ التدافع والتزاحم بالمناكب وعربات العفش من خلال هذا الكم الهائل من التعب والمعاناة جاء عفشي يتهادى فحمدت الله في سري ، وما أن بدأت في إحصائه عدد ا إلا وجاءني أحمد عمال الصالة عارضا خدماته فوافقت على إستحياء دلفنا إلى الجمارك ، كانت نظرات الكل مصوبة نحونا تماماً مثل تلك الأسلحة الفتاكة التي يستخدمها رامبو وبني عمومته في أفلام الخيال العلمي ، لم تقل لي موظفة الجمارك حمدا لله على السلامة أو أى كلمة طيبة تكون لها صدقة وتكسر بعضاً من جليد الكراهية والتوتر بيني وبينها أخذت جواز سفري ونظرت فيه مراراً وتكراراً ثم سألتني بعد أن فتحت حقائبي عما أحمل من ممنوعات تذكرت عادل إمام في المسرحية الشهيرة شاهد ما شافش حاجه ، ودنوت منها قائلاً ممنوعات ممثلة في عراريق وجلاليب وبعض الشالات وشئ من طواقي وسبح وقليل من الصابون إضافة إلى دلاقيني ودلاقين أولادي. وبعد الإنتهاء من معمعة الجمارك بعد مساومات عامل العفش وكانت غلطتى الكبرى بأنني لم أتفق معه مقدما على قيمة العتالة والتي تمثلت في دفع عربية العفش لا أكثر المهم بعد جهد جهيد قبل بأكثر مما يستحق وقال لي ده السوق الحر يا بلدينا لو عاوز حاجه ، دخلت إلى ذلكم السوق ووجدته سوقا قد إنفض وقلت يا ربي يمكن يكونو رحلوا المهم إشتريت كرتونا من اللبن المجفف مع ملاحظة أننا نملك عشرون نعجة وثلاث أبقار ذلول وستة عنزات ، وبعد أن دفعت القروش كان لي باقي ولأنو الفكه مشكلة حتى في السوق الحر تم إعطائي بدل دراهمي المتبقية شوية بسكويت محشي ولبان. الشئ الذي أحمد الله عليه أننا نملك عربيه من الحجم العائلي عشان كده ما دخلت مع ناس التكاسي ولا البكاسي في أى مساومات أو مضايقات من العتاله الذين ينتظروك ويأخذون عفشك بالقوة شئت أم أبيت فمن أين لهم أن يأكلوا طالما أن أمثالي عتاله بطبعهم وطبيعتهم. المهم وصلنا البيت بالسلامة ولمن أنجم وأشرب الموية بكمل ليكم باقي القصة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|