سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 01:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-25-2003, 05:33 AM

Moawia Yassin
<aMoawia Yassin
تاريخ التسجيل: 09-10-2002
مجموع المشاركات: 31

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات

    • يرقد الزميل الكبير الأستاذ سيد أحمد خليفة على سرير أحد مستشقيات العاصمة البريطانية لندن بعدما أصيب فجأة بداء السحايا. وقد سارعت الى الاتصال بشقيقته التي كان يقضي عطلة معها، وكانا يتأهبان للقيام بزيارة خاطفة الى روسيا لزيارة زوجة نجله أمير. غير أن الأقدار تشاء أن يصاب سيد أحمد بالمرض في لندن، حيث الطبابة أفضل كثيراً منها في السودان والبلدان العربية، ليتم اسعافه وإنقاذه. وحمداً لله أنه يتماثل الآن للشفاء في غرفة عادية في المستشفى، وأتمنى أن يسبغ عليه الله لبوس العافية ليعود لأصدقائه بضحكاته المجلجلة وحكاياته التي لا تنتهي، وقدرته الخارقة على الإدهاش والاستحواذ على اهتمام السامعيه.
    سيد أحمد، أو سيد خليفة كما هي شهرته وسط العاملين في بلاط صاحبة الجلالة، صحافي عصامي. بنى نفسه من العدم. تقلب في شتى ضروب المهن حتى دلف الى الصحافة وتعلم صنعتها، وغدا كاتباً ذا قلم مسنون. وقد بدأت شهرته في دنيا المهنة بمناصرته لأصحاب الحي الذي أضجى يعرف الآن بمدينة الصحافة. وكان تبني سيد خليفة لهذه القضية وراء تسمية الحي باسمه الحالي الذي يستغرب كثيرون صلته بالصحافة وهو أبعد ما يكون عن دواوين الصحف وحوانيت المطابع. وقد تولت صحيفة "الصحافة" التي غدت تخضع الآن لما يسمى "الشركة الذكية" على عهد صاحبها ةمؤسسها الأستاذ عبد الرحمن مختار عرض قضية الحي ومتابعتها وأدارت النقاش الذي انتهى الى تسميته باسمه الحالي.
    كانت "الصحافة" أنذاك لا تقل مستوى عن "الديلي ميل" أو "الديلي اكسبريس" اللندنيتين، لجهة صدورها بالحجم الصغير (التابلويد) والتبويب ورشاقة التناول. وأذكر أني في صغري كنت أحرص على مطالعة صفحة المنوعات التي أذكر أن محررها هو الصحافي طلحة الشفيع الذي تشاء المصادفات أن اكون زميلاً له نقتسم مكتباً واحداً، ونتشارك تحرير صفحة المنوعات نفسها التي أضحت بالحجم الكبير، وتغير اسمها الى "الناس والحياة"، وهو اسم اختاره لها الصحافي الراحل محمد الخليفة طه الريفي قبل أن ينتقل الى صحيفة الأيام حيث حرر صفحة أخيرة أكثر نجاحاً حملت اسم "مرايا".
    لم يسعدني الحظ بالتعرف الى سيد خليفة في تلك الفترة، إذ كان قد هاجر الى المملكة العربية السعودية حيث عمل في صحيفة "المدينة المنورة"، وواكب سنوات الطفرة النفطية التي شهدتها السعودية بعيد حرب العام 1973.
    وحين تخرجت في جامعة الخرطوم العام 1979 والتحقت ببلاط صاحبة الجلالة، لم يكن من السهل عدم الرضوخ لمغريات الهجرة التي كانت "موضة" ذلك الأوان. وكانت بلدان الخليج متعطشة للخريجين والخبراء في كل المجالات. وكان أن اتصل بي الأستاذ محمد الحسن أحمد بعدما ترك رئاسة مجلس إدارة وتحرير الصحافة ليعمل في القطاع الخاص ليبلغني بأنه رشحني للعمل في صحيفة "المدينة المنورة". هناك التقيت سيد خليفة.
    كان قد مكث سنوات في جدة. عمل في أقسام التحرير المختلفة. واستهواه الإعلان في تلك الفترة الطافحة بالبترودولار. وعمل بعد ذلك مراسلاًَ متجولاً للصحيفة معنياً بشؤون القرن الافريقي، حيث كانت علاقاته وطيدة للغاية بالزعماء الصوماليين والثوار الاريتريين. وكانت علاقته بنظام الامبراطور هيلاسلاسي ونظام الكولونيل مانقستو هايلي مريام بين مد وجزر حسب حالات توجس قادته من هذا السوداني الذي لا يواجه صعوبة في التنقل من عواصم القرن وهي في أشد حالات الاختصام والتنافر.
    وشيئاً فشيئاً أخذ سيد خليفة ينجذب نحو تيار السياسة السودانية، خصوصاً أن صحيفة "المدينة المنورة"، بحكم انتماء مديرها العام الشيخ أحمد صلاح جمجوم الى التيار الاسلامي، وبحكم إسلامية انتماء رئيس تحريرها الفذ الأستاذ أحمد محمد محمود، معارضة لنظام الرئيس جعفر نميري. والحقيقة أنها بسبب ذلك التنافر مع نميري احتضنت عدداً من عناصر تنظيم الاخوان المسلمين، فقد عمل الأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد مديراً لتحريرها. وكان يختلف الى مقرها كثيراً الأستاذ أحمد عبد الرحمن محمد، وغيرهما من قادة ما أضحى يسمى لاحقاً الجبهة الإسلامية القومية.
    لم يكن سيد خليفة مهتماً كثيراً بالشأن السوداني قبل ذلك، لأن متباعته للقرن الافريقي كانت تصدع رأسه وتستغرق وقته. كما أن عمله في المجال الاعلاني كان يشغل ما بقي من وقته. غير أن صلاته بالسياسة السودانية منذ سنوات الستين لم تنقطع. فقد رأيت الشريف حسين الهندي عياناً بياناً للمرة الأولى في حياتي بصحبة سيد خليفة. كما أن صلة سيد خليفة بالسيد الصادق المهدي لم تنقطع مطلقاً، بل كان صادق يدعوه الى زيارته في ليبيا إبان فترة الجبهة الوطنية التي توجت بمحاولة "غزو" الخرطوم انطلاقاً من الأراضي الليبية في 1976. وفي عام 1983 تمكن سيد خليفة من إقناع الصادق المهدي بأن يطبع كتابه عن "مستقبل الإسلام في السودان"، الذي يعرض فيه لقضية تطبيق الشريعة الإسلامية التي أعلنها نميري، في مطابع "دار العلم" المملوكة لمؤسسة المدينة المنورة للصحافة.
    وما لبث الصادق أن انتقد علناً شريعة نميري، بعدما تسربت نسخ كتابه المثير للجدل الذي حظرت الحكومة السودانية توزيعه. ونشط عملاء جهاز الامن القومي في مطاردة سيد خليفة في جدة ومقديشو وأديس ابابا. وتطلب الأمر مضايقة أسرته في الخرطوم بغارات الدهم وعمليات التفتيش المستمرة. واضطر أبو السيد الى السفر الى الخرطوم بعدما تلقى تأكيدات بأنه لن يمسه سوء. غير أن زبانية الجهاز كمنوا له في مطار الخرطوم ليقتادوه الى سجن كوبر، ثم ما لبث أن نقل الى المستشفى العسكري (السلاح الطبي) في أم درمان، وكان الصادق المهدي قد نقل قبله الى هناك، وتوطدت الصلات بينهما. وهي العلاقة التي جعلت صادق يختاره رئيساً لتحرير صحيفة "صوت الأمة" التي لم يكن مقتنعاً بإصدراها أصلاً لولا نجاح سيد خليفة في إقناعه بذلك. وقد عمل سيد خليفة بعد اطلاقه من معتقلات نميري مديراً لمكتب "المدينة المنورة" في الخرطوم، ومراسلاًُ متجولاً للصحيفة لمتابعة شؤون القرن الافريقي وشرق القارة.
    وخلال الفترة الديمقراطية استطاع سيد خليفة أن يصدر صحيفة "الوطن" وكابد أهوال سوق الصحافة والطباعة، وتعرض لمكائد ودسائس، لولا أنه "مدردح" حقاً، وصلب وقوي، لكانت أوهنت عزيمته وضيقت عليه سبل الاستمرار في المهنة التي كرس حياته من أجلها. وعلى رغم قيود التحزب، كانت "صوت الأمة" صحيفة مصادمة، حوت كثيراًًًًًً من التحقيقات الصحافية الرفيعة، وعنيت بهموم الناس وألامهم، وسهرت على تحقيق أمالهم وطموحاتهم، وهي مهمة بدأها سيد خليفة منذ عهده بجريدة "الصحافة".
    وجاءت صحيفة "الوطن" امتداداً طبيعياً لتجربة ومصادمات "صوت الأمة". وكالعهد به فإن سيد خليفة بقي مثيراً للجدل في كل خطواته، ولعل خطوته الأكثر أهمية في سياق تجربته قراره ترشيح نفسه في دائرة جبرة (القريبة من الصحافة) منافساًَ للدكتور حسن الترابي. ولا شك في أن مواقف سيد خليفة وكتاباته وندواته في تلك الفترة أتاحت إلحاق هزيمة نكراء بالترابي كانت – من دون شك من العوامل التي جعلته يتبنى فكرة الانقلاب على النظام الديمقراطي. وهو الانقلاب الذي انتقم من سيد خليفة بطريقة منظمة، تشهيراً به، ومحاولات لاغتيال شخصيته وتشويه سمعته، وإغلاق صحيفته، ما اضطره الى طرق باب الهجرة من جديد. وحتى بعدما عاد، وحصل بشق الأنفس على ترخيص لإصدار "الوطن"، أخذت سهام الرقابة وحراب زبانية جهاز الامن تتناوشه من كل جانب. كم من المرات صودرت الصحيفة بعد طبعها. وكم من المرات عطلت صفحاتها قبل الطباعة ليفشل توزيعها في اليوم التالي. وكم من المرات تم استدعاؤه الى مقر جهاز الامن. وكم من المرات مورس ضده "تقطيم" لسد أبواب الإعلان الذي هو رئة الصحيفة المستقلة التي لا تعتمد على حزب أو نظام.
    ولا أعرف شخصاً يدعي أنه التقى سيد خليفة مقطب الجبين أو فارقته بسمته وضحكته المجلجلة، وبديهته الحاضرة لخلق الملحة والدعابة من العدم. ولم ينس عصاميته في أحلك الأوقات وأعتى الأزمات، فحين يعمد النظام الى إغلاق صحيفته التي يقتات منها، يلجأ سيد خليفة الى المهن التي لا تعوزه الحيلة للنجاح فيها، فهو تارة صاحب محل بيع مرطبات، وأحياناً صاحب مكتب تجاري. وهي بالطبع مهن موقتة يحتال بها على سوء الزمان ورداءة الحكام الى أن تنجلي الغمة.
    ولا شك في أن العلة التي دهمت سيد خليفة في "اللندرة" ستكون من حكاياته التي سيكتبها إن شاء الله بأسلوبه المميز الساخر. فقد شاءت إرادة الله أن يهرب من حر السودان ليجد أن صيف الخرطوم هاجر قبله الى لندن وفرنسا وايطاليا والبرتغال ليحصد آلاف الأرواح. والحمد لله أن إرادة المولى شاءت إنقاذ أبو السيد في أفضل مشافي العاصمة البريطانية. وقد أكد هذا القلق على صحته حب مئات الأشخاص الذين اتصلوا بشقيقته ونجليه اللذين خفا الى لندن للوقوف على صحته. ومن المؤكد أن آلافاً من قراء سيد خليفة ومتابعي مغامراته الصحافية ووقفاته الشجاعة مع الحق والمظلومين، وضد الطغاة الذين امتصوا قوت الشعب وأعدموا الحريات، يسعدهم جميعاً أن يكنب لأبي السيد عمر جديد، ويتعافى من وعكته الطارئة ليفكر من جديد في معاودة إصدار "الوطن" في ظل نظام "الرؤوس الثلاثة" المقبل (البشير-قرنق-علي عثمان). وهو تحد أنا واثق أنه سيجعل سيد حليفة يهزم المرض بإذن الله ليعود الى أم يوسف وقرائه في أكمل صحة وعافية.
    كلمة كان لا بد منها في شأن أحد رموز الصحافة الكبار. أحد أفراد الرعيل الذي بقي وحده ممسكاً بعصا التحدي متمسكاً بأخلاق المهنة، بعدما رحل من أبناء جيله من رحل، وتقاعد من تقاعد، وهاجر من هاجر. تحية لسيد خليفة في مشفاه اللندني يحيط به أفراد الأسرة وزملاء المهنة وأعضاء الجالية السودانية في العاصمة البريطانية. وحمداً لله كثيراً على السلامة وعاجل الشفاء بإذن الله.

                  

العنوان الكاتب Date
سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات Moawia Yassin09-25-03, 05:33 AM
  Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات سجيمان09-25-03, 07:13 AM
  Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات WadalBalad09-25-03, 08:30 AM
  Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات ahmad almalik09-25-03, 09:55 AM
  Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات الكيك09-27-03, 07:13 AM
    Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات ABU QUSAI09-27-03, 09:09 AM
  Re: سيد خليفة ... على السرير الأبيض ... كفارة.. سلامات الكيك09-28-03, 12:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de