|
تزوجت كل النساء..الا "ام المعارك"ا
|
كان هذا فى بداية التسعينات،عندما غزا صدام دولة الكويت المسكينة فى واحدة من حروبه الغبية التى دفع ثمنها الشعب العراقى،،"ام المعارك "التى لم يتزوجها احد كما قال عنها الشاعر الراحل نزار قبانى، كنت اعمل معلم فى مدرسة ام در مان الفنية فى السودان،ولان الطيور على اشكالها تقع كان نظام البشير فى السودان يخرج المسيرات يوميا لتاييد صدام رغم معرفة جل ابناء السودان للدور الكبير والفاعل لدولة الكويت الشقيقة عبر سفيرها المخضرم المرحوم عبد الله السرييع فى التنمية فى السودان فى السبيعنات الذهبية وبالاخص فى مناطق الجنوب المهمش والذى استعرت الحرب فيه خلال السنوات العجاف الماضية وادت الى مقتل اكثر من اثنين مليون مواطن...الكويت الشقيقة التى يحبها كل ابناء السودان،والهوان الذى احس به السودانيين لهذا الموقف المخزى والممتد الى يومنا هذا ..تركت المدرسة والطلاب قد تم حشدهم فى مسيرة جديدة واستقليت الحافلة الى مدينة الخرطوم الي ميدان الشهداء كانت المسيرات قد تجمعت من كل حدب وصوب وعند سوق الخضار شاهدت الجماهير سيارة السفير العراقى المرسيدس الفارهة الذى نزل منها وصعد الى اعلى يخطب فى الجماهير..تحركت نحوه بصورة مباشر حتى التقت عيناى بعينيه ونظر فى ارتباك الى سحنتى المقلوبة وعرف تماما ان هناك شخص واحد فى هذه المسيرة العملاقة كان له راى اخر ويعرف حجم الكذب العاهر الذى ينساب فى آذان الجماهير المغييبة والتى تشكل جزء من الحالة العربية المريضة ،وانصرفت فى الاتجاه المعاكس اشق جموع الجماهير المنتشية،وكان ذلك آخر عهدى بالمسيرات والمدرسة والسودان ايضا .. ومن غير اى اسف
|
|
|
|
|
|
|
|
|