هذا بمناسبة الجو الربيعي البديع في السودان ..هذه الأيام ..زخات الأمطار نهارا..والشمس ..غايمة..والأعصاب هادئة..
الراوي ..المبدع الراحل المقيم علي المك في حمى الدريس ....والزمان ..زمااااان ..ويبقي الحال ..من زماااان يا هو نفس الحال.. "قصة المناخ في المدينة حلقة لا يعرف احد لها بداية ولا نهاية ..تبدأ بنار الشمس حتى ليظن ان جهنم قد جعلت لها ممثلا مقيما في المدينة ..، فإذا ضاق الناس بالحر اللآفح والنزلات المعوية ..والدسنتاريا والذباب والملاريا والسحائي عادوا يتحسرون علي زمان البرد ( آه .. يا زمن البرد حليلك..) وجعلوا يطلبون إلي السماء أن ترحمهم بالهواء ، فيجئ الهواء المرتجي عواصف تراب ايضاً ، ثم يغشاهم يأس كثيف وتعود اليهم الحسرة ( آه يا زمن الغيظ متي تعود) ثم يلحفون بالسؤال والرجال يصلون ان يهطل المطر يغسل الحر والغبار ..الذي امتنع على ماء المواسير والصابون وليمنع الملاريا والدسنتاريا والسحائي والذباب ..نشأوا من التراب ويحيون الآن فيه وبه واليه -آخر الأمر - يرجعون. ويرحمهم الله بالمطر فيزيد الطين طينا ويستأثر بضعاف البيوت ، وصغار الأشجار والحيوان البائس ، وذوي الدخل المحدود ..وقد كان الناس محقين في خوفهم من المطر، فهذا المطر - ان زاد عن حده- قتل النخل او قل يقتل الأنوثة و الأمومة في النخلات فلا يثمرن ..وموعد المطر الموسمي في سجلات الدولة منتصف يوليو ، ولكنه الآن يبدل عاداته فيأتي بغتة وقت يشاء ، كأنه لص ، وكأنه الموت فيهدم ويدمر ويسبي ويستبيح..وقد لا يجئ أبداً (آه يا مطر هذا الزمان !!) ..
مثل عاشق الأزرق "ود المك" الرائع المناخ في بلادي..وهو كذلك ..فقط يظل من الماء يخرج كل شي حي ..وأجري يا نيل الحياة..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة