مملكة كوش الاثيوبية

مملكة كوش الاثيوبية
القى الاستاذ فيصل محمد صالح بخبر عاجل عن اكتشافات جديدة لفريق من علماء الاثار المصرين يعمل بالتعاون من المستر ديفيس امين المتحف البرطاني شعبة الاثار المصرية-السودانية القديمة ونويت ان ادلي بتلعيق حول الامر الا ان البوست اختفى ولم اتمكن من معرفة العنوان الرئيس حتى ابحث عنه واعيده للوجود... لذا اجد نفسي مضطرا لتفجير الحوار هنا حول ذات الموضوع.... وسأواصله في البوست الاصلي اذا ما بعث مجددا:التاريخ قوة دافعة ، وشحنة حماسية ، ومصدر فخر وتباهى لا تسغنى عنه أي امة أو شعب، بل انه مادة ثقافية ثرة ومدخلة من مدخلات الوعي الوطني والتوجيه المعنوي في أوقات السلم بتفجير الطاقات في العمل وذلك بشحذ الهمم واستقدام المواقف التاريخية المشجعة في ذلك ، مثلما هو عنصر دفع في أوقات الحروب حين نستدعي من الذاكرة التاريخية أمجادنا وبطولات أجدادنا. ********************************************************************** اشهر بزهو غير عادي حين اقرأ لسلاطين باشا قوله حول فرسان المهدية الأشاوس " قتلناهم ولكن لم نهزمهم"... وفي ذات الوقت حين يقول احد المؤرخين ما معناه " حتما حين يأتي يوم ينتشر فيه الوعي والتعليم في ربوع السودان ويبدأ السودانيون بإعادة كتابة تاريخيهم فيصعب أن يتجاهل مؤرخ ما سيرة هذا الفارس العربي محمد احمد المهدي" ... ومن منا لا يزداد إعجابا بأهله وهو يسمع ونجت باشا يتحدث عن الخليفة عبد الله بعد استشهاده حين قال يستنطق يونس ود الدكيم " ان الخليفة عبد الله لما عجز عن الوصول إلى الجيش أراد أن يدور حوله ولما لم يفلح نزل عن جواده وأمر أمراءه فنزلوا عن جيادهم أيضا ثم افترش فروته وجلس عليها على عادة فرسان العرب في السودان فجلس الخليفة علي ود حلو عن يمينه واحمد فضيل عن يساره وجلس باقي الأمراء حوله حلقة وجعلوا حرسهم الخاص صفا واحدا أمامهم على 20 يردا منهم ومكثوا ينتظرون الموت بجنان ثابت ".... ******************************************************************* ففي التاريخ قوة جذب سحرية ، حين تستقدمي البؤر المضيئة فيه يمتلأ وجدانك بزهو وعظمة ، واعتداد بالذات تهون امامه الصعاب، . التاريخ دراما ومشهد سينمائي متحرك عبر الزمن ، يتجدد بفعل الاحداث المحزنة والمبهجة التي يحدثها الانسان....وهو يطوع الطبيعي واخيه الانسان من اجل تحقيق مشروعات حضارية بعضه قابل للتحقق والاخر اوتوبيا ********************************************************************** " عرفت مملكة كوش في الاثار المصرية باسم اثيوبيا التي حكمت الاجزاء من القارة الافريقية الممتدة من الشلال الاول عند اسوان في مصر المعاصرة الى اقاصي بلاد الحبشة جنوبا "اثيوبيا الحالية" ومن ناحية الشرق من سواكن ومصوع في ساطئ البحر الاحمر الى الصحراء الليبية في الغرب " كلمة : اثيوبيا هي مصطلح يوناني اطلقه اليونان جميع بلاد السود ، معناها الوجه الاسود او المحرق فهو على اطلاقه يشمل بلاد السودان والحبشه والعرب الا انه كما ورد في كتاب تاريخ السودان لنعوم شقير خص به بلاد اثيوبيا والتي تضم كافة الامصار الخاضعة لنفوذ مملكة كوش في التاريخ القديم كلمة كوش: مصطلح ترجع نسبته الى كوش بن حام بن سيدن نوح الذي يروى بان اولاده هاجروا الى افريقيا بعد الطوفان وتفرعت منهم قبائلهم وعناصرها السكانية المتناسلة في هذه القارة عبر الاجيال والدهور. ********************************************************************** ان الاثار التي فك طلاسمها وشفرتها فريق يقوده فيفيان ديفيس وخبراء اثار مصريين افادت تلك الحفريات وعلى نحو ما بين الاستاذ فيصل بان مملكة كوش كانت قوة ضاربة ومهيمنة حيث ذكر المستر ديفيس " من اوجه عديدة هذا الاكتشاف وعلى مدى الحياة يعد من نوع الاكتشافات التي تغيير مجرى موضوعات الكتب " اي مجرى ما يكتبه المؤرخون ... ونحن بلا شك قد زهلنا وصعقنا به اي بالاكتشاف المذكور... ويضيف السيد/ او السيدة/ فيفيان ديفيس بالقول " لم يعرف علم الحفريات والنقوش في السابق معارك مهمة غير مسبوقة "منذ عهود الآلهة" - بداية العهد الزمني " ولقد تيقن الخبراء بان عار الهزيمة الذي لحق بقدماء المصريين هو ما جعلهم يفضلون طمس او اخفاء هذه الواقعة في مدوناتهم وحساباتهم التاريخية." شهد في اواخر الثمانينات والتسعينات الجدل الواسع بين المؤرخين السودانيين والمصريين حيث ان السودانيين يشعرون بان تاريخ السودان كتبه الاجنبي سواء كان مصريا او بريطانيا وانه آن الاوان الاعادة كتابته او تنقيته من شوائب الغرض الذي دسه فيه مؤروخون هم في الاصل كانوا اقلاما لمخابرات الدول المستعمر من امثال نعوم شقير وسلاطين باشا و هولت وغيرهم... وان رغبة اهل السودان في اعادة كتابة تاريخهم تمليها ضرورات الوحدة الوطنية و اهمية دور التاريخ في ذلك...الا انني فوجئت كما فوجئ الكثيرون في بعض تلك الندوات والورش اصرار بعض المؤرخين المصريين بعدم اعادة كتابة تاريخ السودان لاعتقادهم بان بيان حقائق الماضي فيه ادانة لمصر التي اسهمت في استعمار السودان مرتين الاولى كانت في العهد التركي والثانية في العهد الانجليزي المصري .. وما اكتنف هذه الحقب من استعباد واتجار بالرق في السودان كان لبعض المصريين والشوام دور رئيس فيه... هذا بالاضافة الى المسئولية المصرية تجاه الحملات الانتقامية التي نظمت ضد السودان في مقاومة المهدية وحتى بعد تدمير دولة الخليفة عبدالله. ******************************************************************** ولكن يبقى التاريخ سجلا ليس للدولة المعنية به فحبسب بل في ظل الاهتمام العالمي الواسع بالاثار وعلم الحفريات والمنقوشات يبقى التاريخ شأنا كونيا ... وها هي المرة الثالثة في اقل من عشر اعوام يخرج الينا بحث يؤكد عمق الحضارة السودانية واستقلاليتها في التاريخ القديم... كان هناك باحثون وعلما اثار في اواخر الثمانينات اكدوا ان الحضارة الفرعونية ماهي الا حضارة نوبية سودانية من صنع اسلاف السودانيون المعاصرون الان وسارت في نفس الاتجاه باحثة يابانية عملت في الاثار المصرية مع فريق مصري في اوائل التسعينات وصلت لذات النتيجة...... بالوقوف على الاكتشاف الاخير حول مملكة كوش وقوتها ونفوذها ، يرجع المرء منا الى الوراء ليتأمل كتاب تاريخ السودان الذي تدرس مادته لابنائنا ونتخذه نحن المثقفاتية مرجعا للعديد من معلوماتنا التوثيقية وان كان به حقائق تاريخية هامه وجهد مقدر الا انه حمل الكثير من المغالطات التاريخية حيث انه يعلي من الدور المصري في السودان منذ ما قبل التاريخ والى تبرئة مصر وساحتها في احداث التاريخ المعاصر في الحقبتين التي كانت شريكا فيهما في حكم السودان سواء كان مع الاتراك او الانجليز. في كتاب تاريخ السودان لنعوم شقير وخاصة عندما يتحدث عن النوبة القديمة والمهدية يجد المرء منا نفسه متضائلا ومطأط\أ الرأس لكثرة ما تحامل على حقائق التاريخ السوداني وطوعها بنيوية تنسجم مع طريقة تفكير رجل المخابرات الذي يعمل على تقزيم العدو وطمس هويته بقدر المستطاع ، ان ممالك النوبة في تاريخ نعوم شقير هي دوما المهزومة والمقهورة وهي دوما دافعة الجزية والهدايا والقربان لملوك مصر القديمة الذين يبتهجون بجلب الذهب والعبيد ويتسلون بالاقزام من البشر الذين يؤتى بهم من مملكة اثيوبيا او كوش يشعر الدراس المتبصر في تاريخ الشعوب وفلسفة التاريخ بان الغرض واضح من مثل هذه الكتابات وهو الهزيمة النفسية لشعب تجاه شعب..... وهنا اضرب مثلا: من واقع اللعبة الرياضية وهو كرة القدم... نرى فريق الهلال او المريخ او فريقنا القومي يلعب باقتدار ومهارة عالية ويفوز هنا وهناك ويصول في فرق افريقيا .... وينهزم بصورة مخزية تجاه الفرق المصرية بصورة ويلعب بصورة لا يمكن مقارنتها بادائه مع الفرق الافريقية الاخرى والتي في بعض الاحيان يكون بعضها قد هزم الفريق المصري وفي نفس المونديال الذي هزمه فيه فريقنا.... ما سر هذا الانهزام ما لم يكن عقدة التاريخ والانكسار النفسي الذي يضخم كل شئ مصري في اذهاننا ويقذم كل شئ سوداني في وجداننا ان المؤرخ المصري حريص على تثبيت الحقائق التالية في منظومة افكارنا ومخيلتنا الحضارية: اولا ان المصريين من الاسرة السادسة والى الاسرة العشرين هم اصحاب القدح المعلي في كل معاركهم وغاراتهم على السودان وهم الفاتحون والمنتصرون دوما. ثانيا ان الفنون والمهاجر والمعابد والصنائع والتطور العمراني الذي شهدته الممالك النوبية في كوش او اثيوبيا ماهو الا نتاج لهجرة بعض قدماء المصريين الىتلك الممالك ونقلوا اليه المعارف المصرية اي انه ليس نتاج عقل مبدع في تلك الممالك لانها مسكونة بالبرابرة المتخلفين هذه هي الصورة التي يعمل كتاب تاريخ السودان في تثبيتها في ذهن كل قارئ لتاريخ السودان القديم وجعل مصدره هو هذا الكتاب الذي يكاد يكون مرجعا لكل من كتب في هذا الشأن حتى من الباحثين السودانيين الذين لم يكلفوا انفسهم مشقة البحث كثيرا في نتائج ما توصلت اليه الحفريات وقراءة النقوش المنقولة على الاثار. يقول المستر ديفيس : رئيس الفريق الذي كشف عن سطوة ونفوذ مملكة كوش " ان الوصف التاريخي المصري ، قاد المؤرخين الى الافتراض بان ممكلة كوش كانت مملكة ضعيفة وانها دولة مجاورة بربرية لمئات السنين ، الا انها اي كوش يسكنها مجتمع معقد متباهي بثرواته الكبيرة من الذهب ، يتحكم في الطرق الرئيسية للتجارة في قلب افريقيا،.. وهنا تؤكد نتيجة هذا الكشف بان كوش قد هزمت مصر القديمة بالفعل في القرن الثامن قبل الميلاد وهذه حقيقة لا تجدها في اي كتاب من كتب التاريخ المصري او ما كتب لنا نحن اهل السودان من تاريخ باقلام مصرية . كنت اتمنى ان يكون في مثل هذه الابحاث والتنقيبات في الحفريات حول تاريخ مصر والسودان القديم ان يكون هناك باحث عالم اثار او باحث سوداني مشارك ، ولكن دوما تجد الاخوة المصريين هم الاكثر سبقا منا للمشاركة مع المتحاف العالمية بل وتسخيرها للبحث عن اكتشاف تاريخهم وهذه صفة احيهم عليها ، حتى وان جاءت نتائج الاكتشافات مخيبة لامل البعض منهم وحسبت للسودان اكثر مما تحسب للممالك مصر القديمة و لا ادري بل كنت اتمنى ان تنشر دائرة الاثار المصرية بوزارة الثقافة هذا الاكتشاف ونتلقفه منها قبل ان نتلقفه من الخواجات حتى لا يقل انهم اصحاب غرض في تسريب مثل هذا الخبر والذي قيل ان المصريين القدماء كانوا متكتمين عليه ، يقول المستر ديفيس " الان اصبح واضحا بان كوش كانت قوة عظمى تملك القدرة على غزو مصر " كان غزوا كبيرا اثار المنطقة كلها وحدث تاريخي خطير لم يتم توثيقه في الماضي ".. المؤرخون المصريون التقليديون قد يرون في مثل هذا الكلام تحفيزا للاجيال الجديدة لاعادة انتاج الخصومة مع مصر او الطمع فيها متى ما قوية شوكة السودان الحالي وهذا الخيال المريض يراوض الكثيرين الذين يشكون في امكانية ان يكون السودان دولة قوية ومسالمة في ذات الوقت دون ان تدخل في صراع اقليمي مع مصر بناءا على شواهد التاريخ الذي يمتد الى الاف السنينن قبل الميلاد او التجربة المهدية التي حتما لم يكن في يوم من الايام من اهدافها التوسع على حساب مصر وهنا ايضا يقول المستر ديفيس رئيس الفريق الذي فك لغز النقوش والحفريات الاثرية الذي اتحفنا به الاستاذ فيصل محمد صالح يقول مستر ديفيس " ان كانت لديهم الرغبة في احتلال مصر ، لأستأصلوها اي الكوشين ، وهذا يبين كيف ان مصر اوشكت على الاندراس والانقراض . الا ان المصريين التزموا الهدنة من اجل البقاء ، وفي مدى زمنى قصير استهلوا عهد امبراطوري جديد عظيم عرق بالمملكة الجديدة. ان الكوشين لم يكونوا يرغبون في احتلال مصر ، انهم يخرجون في غاراتهم من اجل اهداف سامية ونبيلة انها رمز الهيمنة والنفوذ" هذا يبين ان مملكة كوش الاثيوبية ما كان لها اي اطماع في محو مصر من الوجود رغم قدرتها على ذلك بل حافظت عليها الى ان نهضت مجددا لتكون امبراطوريتها التي تابعت تعاقب اسرها المالكة جيلا بعد جيل. من الاشارات الجميلة في كتاب تاريخ السودان هي ان الملك احمس اول ملوك الاسرة الثامنة عشر وبعد ان غزا رعاة عمالقة من اسيا مصر ودمروها لجأ الى السودان وهناك تزوج من ابنة ملك اثيوبيا اي كوش الذي ساعده بدوره على استعادة ملك مصر بعد ان حكما الرعاة اكثر من ستمائة عام... ولكن حكام الاسرة الثامنةعشر لم يحفظوا الجميل ولم يصون حرمة الجوار فقد قام احد من ملوكها وهو تحوتمس ثالث ملوك هذه الاسرة المالكة ليغزو مملكة كوش ويهزمها على نحو ما ورد في كتاب نعوم شقير.... هل كشفت لنا حقائق التاريخ التي اصبحت تترا علينامن بين الفينة والفنية عن حقيقة تاريخية مطموسة او مسكوت عنها هل كشفت لنا الايام حقيقة هزيمة تحوتمس للملكة كوش الاثيوبية يا اخوان البنات تعالوا اوصيكم* اودعكم نبيا لا يخون فيكم اعقدوا الطروف ما تجونا بقفيكم* الموت في الخلا وفي الحلة راجيكم وشكر لك اخي فيصل محمد صالح اتحت لنا مادة للحوار اخوكم/ ابوساره بابكر حسن صالح ************************************************************************ مكتوب لك الدهب المجمر تتحرق بالنار دوام

[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1: << 1 >>

احدث عناوين سودانيز اون لاين الان

اراء حرة و مقالات	Latest Posts in English Forum
Articles and Views	اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases	اخبار و بيانات

الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة

About Us
Contact Us
About Sudanese Online

اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين

News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums

If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]