|
مهارات فض النزاعات
|
في اطار برامجه التدريبية لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال السلام، اقام مشروع بناء السلام التابع لبرنامج الامم المتحدة بالخرطوم ورشة تدريبية يوم 15ـ17 يونيو بالخرطوم بعنوان مهارات فض النزاعات ادناه ملخص لما قدم مع اعزازي جمال كرار
الخيارات الإستراتيجية للتعامل مع النزاع في مرحلة المواجهة أو الأزمة
كثيراً ما تجد المنظمات صعوبة في التأقلم مع التغييرات السريعة التي تحدث في أوضاع النزاع وعادة ما تكون الاستجابات التي تتم غير مبنية علي تحليل عميق أو فهم وتقدير جيدين لتبعات تحليل هذه الاستجابات وفرص نجاحها وحتى عندما يتم التحليل ويفهم الوضع فنادراً ما يتم العمل بناءاً علي نتائج ذلك مما يعنى ضياع الكثير من الفرص للتعلم. متخذي القرار عادة ما يعتقدون أن هناك خيارات فقط عندما يواجه البرنامج نزاعاً عنيفاً هما إما البقاء او المغادرة. إلا أن الواقع أثبت أن هناك (5) خيارات في مثل هذه الأوضاع و من المهم جداً التأكيد علي أنه ليست هناك طريقة محددة ( صحيحة ) وأخرى (خطأ) حيث أن كل وضع له مواصفاته وظروفه المتفردة و التي تحتاج إلي استجابات متفردة أيضاً .
فعلي سبيل المثال قد يكون الانسحاب فعلاً قد تم بعد دراسة متأنية ويؤدى إلي تجنب حدوث كارثة ويفسح المجال لأعمال المناصرة للفت الانتباه للأوضاع غير المحتملة، وقد يكون الانسحاب تراجعاً متعجلاً بواسطة المنظمة التي لم تكن قد أعدت خططاً للطوارئ وتود ضمان سلامة العاملين بها بأي ثمن .
أدناه مجموعة من الإستراتيجيات المتاحة للمنظمات التي تعمل في مناطق النزاع للتعامل مع النزاع في مرحلتي المواجهة و الأزمة .
1) الانسحاب : Withdraw تقرر المنظمة سحب كل أو أي جزء من عملياتها مع الوعي بأن كلاً من البقاء أو الانسحاب يثبتان موقفاً له تبعات مستقبلية . 2) التفاعل React: تستمر المنظمة في برامجها بنفس الأهداف مع إجراء التعديلات الضرورية للاستمرار مثل أخذ موافقة أطراف النزاع علي استمرار البرنامج وحرية التحرك في المكان.
3) التكيّف Adapt : تقوم المنظمة بتقييم الوضع من أجل التأثير المتوازن أو المتفاوت ومن ثم تتكيف مع ذلك لضمان المساواة ومشاركة كل الأطراف المتنازعة .
4) الدعم Support : تبحث المنظمة عن المبادرات المحلية التى تتصدى بفعالية لمعالجة النزاع ثم تقوم بدعمها بهدف الحيلولة دون تفاقم النزاع أو تحسين التواصل والعلاقات بين الأطراف المتنازعة .
5) التدخل Intervene : تقوم المنظمة بالتدخل الفاعل في النزاع بتوفير التواصل بين الأطراف المتنازعة أو توفير التدريب والموارد التي تؤدي إلى توقف الأطراف عن النزاع. أمثلة لفوائد النزاع على المستوى الدولي (1) الوحدة الأوربية:- نشأت الوحدة الأوربية نتيجة لنزاعات الحرب العالمية الثانية والتنافس بعد الحرب مع روسيا. ومن ثم قامت الوحدة الأوربية بتعزيز التعاون ووضع تشريعات للتنافس الاقتصادي.أدى ذلك في مجمله إلى توحيد العملة وجملة من القوانين المشتركة التي قد تؤدى في المستقبل إلى إنشاء الولايات المتحدة الأوربية.
(2) سوق ميركوسر "Mercosur":- التنافس والندية التاريخيين بين الأرجنتين والبرازيل أديا إلى تطوير مجموعات تجارة إقليمية في أمريكا الشمالية وأوروبا. أدت هذه بدورها إلى تكوين سوق مشتركة لدول "المخروط الجنوبي" والتي تضم أيضاً الاورغواى والباراغواى.
(3) العلاقة بين كندا والولايات المتحدة (1791 حتى الآن):- هذه العلاقة الطويلة نشأت نتيجة لجملة من النزاعات شملت حرب عام 1819، التهديد بالغزو عام 1864 والتهديد بالغزو عام 1903 هذا بالإضافة إلى الجدل التجاري المستمر في القرنين التاسع عشر والعشرين. أدى ذلك كله إلى علاقات مستقرة وتحالف سياسي واقتصادي نهائي. في السنوات الأخيرة ساعدت المباحثات بن الدولتين على حل الجدل التجاري وتعزيز التواصل بين المجموعات ذات التوجه المتقارب في البلدين خاصة في مجالات البيئة ، العمالة، الأعمال والمصالح ذات العلاقة بالتجارة. (4) الحرب الأهلية في السلفادور (1979-1992):- من معاناة الحرب وعمليات فض النزاع تم تنشيط وإيجاد الوضع الراهن المتمثل في إنشاء مؤسسات جديدة لمعالجة الأسباب الخفية للحرب بما فيها هياكل جديدة للدولة، إطار لتطوير حقوق الإنسان، وتحديد أولويات جديدة لإحداث تغييرات هيكلية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
(5) النزاع الأمريكي السوفيتي حول الأسلحة النووية والانتشار العسكري (1949- 1991):- هذا النزاع أدى إلى تهديد الأمن والسلام العالميين وتعزيز عقلية " المع و الضد" في كلا البلدين. لكن ذلك أدى إلى نزاع متحكم فيه. ونتج عن ذلك توقيع اتفاقيات سولت SALT(1) عام 1972م وسولت (2) SALT(2) عام 1979 وINE عام 1987 واقتراح START عام 1993م. وكان محصلة ذلك أن كمية الأسلحة الاستراتيجية الموجودة الآن اقل كثيراً عما كان عليه الوضع في السابق.
بناء السلام Peace-Building الأمم المتحدة تميز بين عدة أنماط مختلفة من التدخلات للوصول إلى السلام فبالإضافة إلى العون الإنسانيHumanitarian Aid والمساعدات الطارئة Emergency Assistance والتي تم تصميمها لتوفير الوسائل الفورية لبقاء الناس الذين في خطر ، هنالك أنماط أخري من التدخلات والتي تشمل :- 1-تحقيق /صناعة السلام:Peace -Making وهي تدخل صمم لإنهاء العدوانيات وعمل إتفاقيات بإستخدام الوسائل الدبلوماسية , السياسية والعسكرية إذا إستدعي الأمر. 2-حفظ السلام :Peace-Keeping هو متابعة وتدعيم تنفيذ إتفاقية بإستخدام القوة عند الضرورة . وحفظ السلام يشمل التأكد مما إذا كان هناك إلتزام بالإتفاقيات والإشراف على أنشطة بناء الثقة (Confidence-Building) المتفق عليها.
3-بناء السلام :Peace-Building هو عمل برامج مصممة لمعالجة أسباب النزاع ومظالم الماضي وللترويج للإستقرار والعدالة على المدى البعيد.
بناء السلام لا يُعني في الأساس بسلوك النزاع لكن يعالج الأطر والإتجاهات المستبطنة والتي ينتج عنها العنف مثل:- - عدم الفرص المتساوية في العمل - التمييز - عدم الإعتراف وعدم العفو عن المسئولين عن جرائم الماضي - إنعدام الثقة - الخوف - العدوانية بين المجموعات - الإجحاف والضرر
لذلك فإن بناء السلام عمل مستمر يمكن القيام به في كل مراحل النزاع، لكنه يكون أقوى أما في المراحل المتأخرة بعد التسوية والحد من أو إيقاف السلوك العنيف أو في المراحل المبكرة قبل ظهور النزاع المفتوح.
بناء السلام يستخدم في العادة لوصف العمل الذي ينتج عنه مخرجات تحسن من أوضاع السلام والذي يولي أهمية كبيرة لكيفية حدوث الأشياء . بمعني آخر أنه يعني بالعملية بإلإضافة إلى النشاط نفسه ومخرجاته.
مثال لذلك:- إعادة بناء جسر في كابول بعد أن تم تدميره في الحرب يمكن وصفة ببساطة بإنه إعادة بناء. ولكن على الرغم من ذلك فإن منظمة الأمم المتحدة المعنية رأت الفرصة وقامت بتأن بالتدخل لبناء السلام من خلال إشراك الأطراف المتنازعة في السابق معاً في عملية التخطيط ، العمل البدني والصيانة والتحكم في المستقبل.
|
|
|
|
|
|
|
|
|