فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 10:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2003, 05:49 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا

    " !!

    خــالد عــويس

    لشدّ ما يؤلم المرء في هذا الزمن الموبوء بالفكر المسمم ، أن يضحي الدين أىّ دين لعبة في أيدي السياسيين ، ومطية لأهوائهم وأمراضهم المزمنة . ولشدّ ما يحزن ، أن تستحيل القدوة الدينية في مجتمع ما الى مسخ مشوّه يستحل دماء الآخرين ويمتص الحياة من مجتمعه . نام علماؤنا الأفاضل في السودان ردحا طويلا من الزمان ولمّا أفاقوا من "غيبوبة" قرون طويلة لم يجدوا ما يفعلونه سوي اشاعة موضة جديدة سرعان ما أستشرت لتعم طوائفهم ، اذ نزع بعض هؤلاء مؤخرا الي مجاراة نظام الانقاذ في هوس انفلت من عقاله وبات تواقا للتشبث بالسلطة كيفما اتفق . وحسنا فعل العقيد جون قرنق باصراره على الوحدة في وقت كانت تراهن سلطة الانقاذ على الاستفراد بحكم الشمال ومنح الجنوب للرجل الذى أثبت للسودانيين أنه أكثر حرصا على السودان من المتشدقين بالدين والوطنية ، الذين باتوا يستشعرون قرب زوال دولتهم ، فمالوا الي اضفاء طابع غرائبي على مسرح الأحداث الذى مورست على خشبته كل الغرائبيات طيلة أربعة عشر عاما .
    ما الذى يفهم من تكرار بيانات اهدار الدم والتكفير في السودان في ظرف شهر واحد ، وفي ضوء ظروف معقدة لا يمكن أن يستثني نظام الانقاذ بالاتكاء على معطياتها من العمد الى اللعب بأخطر الأوراق في السودان قاصدين بذلك احداث التفافات دينية محضة حول مشروع سياسي تشبّع بالفشل ويشيّع حاليا باللعنات الى مثواه الأخير في حين أن "مزبلة التاريخ" نفسها تعف عن احتواء رفات سياسة الانقاذ وسياسييها الذين أبتدعوا العجائب من الأساليب الوحشية ، والسحل والقمع ، علاوة على ترويج الخزعبلات والترهات حتي اذا وضعوا على المحك ، مارسوا الانبطاح كأسوأ ما يكون مصير "المباديء" . هم أنفسهم الذين "رقصوا" على أنغام وأغان تشير صراحة الى الاستعداد الكامل لمنازلة الامريكيين والروس معا ، وهم الذين روّجوا لمقدرتهم على خوض حرب ضد واشنطن لم تفكر فيها الأخيرة من الأساس ، وحين وجهت الى العاصمة السودانية بضعة صواريخ "كعينة" تجريبية رأينا كيف يستحيل مسؤول أمني رفيع مستأسد الى نعامة لم تحر جوابا على أسئلة هيئة الاذاعة البريطانية !!
    هؤلاء تقلبوا على وجوه النعمة ، وتنكروا لشعاراتهم بالانحياز الى الشعب ، فناموا على المخمل وتركوا ملايين الأسر تعاني من واقع التشريد والفصل التعسفي . هؤلاء قتلوا السودانيين بدعاوي الانقلابات العسكرية واخفاء المتمردين وحيازة العملات الأجنبية في حين أن وزيرا مهما وعضو في مجلس "قيادة الثورة" لقبه السودانيون باسم عملة أجنبية في اشارة ذكية لاتجاره بها !!
    هؤلاء أسندوا وزارة الثقافة الي مهووس يحمل صفة هوسه وعنفه الاجرامي كصفة يتشرف بها وتذكّر على الدوام بوزير الدعاية النازية جوبلز الذى كان يتحسس مسدسه كلما سمع كلمة ثقافة ، أما هذا فلم يكن محتاجا الي مسدس ، فالثقافة في "عهد السيخ" أضحت ثقافة للهوس واغتيال الفنانيين ونفيهم وحبس الشعراء ، والسماح فقط بثقافة الانبطاح والنفايات الفكرية من خلال تكريس ظواهر أنصاف المبدعين وأرباعهم من المدّاحين والهتّافين والحناجر الموبوءة حتي أضحت رموز الثقافة في البلاد هي رموز الوباء والطاعون الثقافي !!
    صمت علماؤنا الأفاضل عن كل جرائم الانقاذ ، ولنكن أكثر جرأة في تفسيرنا لصمتهم المخزي ، فهو لا يدخل في باب عدم المعرفة ، بل في حيّز التقية ، والخوف من بطش حاكم يعرفون قسوته ، وعنف جلاديه . هؤلاء يعرفون عن بناية "الأمن " في القيادة العامة وما يجري فيها من تعذيب وامتهان للكرامة لكنهم يتغافلون !!
    ويدركون كيف نامت ثمانية وعشرين أسرة سودانية على الحزن والفجيعة في رمضان 1990 م ، لكنهم بحثوا في كتب الفقه عما يبرر لهم صمتهم حيال الجريمة ، وتسوّلهم أمام القصر الجمهوري !!
    هؤلاء يجعلون من واحدة من أقوي السلطات في المجتمع السوداني " السلطة الدينية" أكثر وهنا من خيوط العنكبوت حين تكون الاستحقاقات أكبر من سقوف ضمائرهم ، ويطوعونها قوة رهيبة و"باطشة" حين لا يتعلق الأمر بالقصر الجمهوري أو جهاز الأمن الذى تسبب لهم في سكتة طويلة الأمد !!
    هؤلاء لا يجدون أىّ حرج في تكفير جماعة سياسية بأكملها عمرها من عمر نضال السودانيين ضد الانجليز ، لكنهم يجدون حرجا بالغا حين يكون مطلوبا التحدث عن أعراس الشهداء المبتدعة ، وروائح المسك وبحث "القرود " عن الألغام والموتي الذين يكملون قراءة سور القرآن . يصمت هؤلاء تماما ولا نسمع لهم نفسا واحدا حين يتم العبث بالدين الاسلامي ، ويهرعون من فورهم حين يطلب منهم الاحتشاد للتصوير مع رئيس الجمهورية لتأريخ موقف حول الشريعة الاسلامية وهم أكثر الناس علما كيف أن هذه الشريعة أضحت حصان طروادة الذى يحمل الاسلاميين الى السلطة فوق ظهر الدبابة ، وكيف أنها أصبحت السيف المسلّط على أعناق الفقراء لتقطع يد من يسرق مائة جنيه ، ويترك من يسرق أموال طريق بحاله كطريق الانقاذ الغربي !!
    لم يعن لعلمائنا الأفاضل أن يسألوا رئيس الجمهورية عن "فاطمة بنت محمد" اذا سرقت !!
    لم يسألوه عن البغلة التى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخشي من عدم تسوية الدرب لها في العراق ، وطائرات الأنتينوف تروّع أطفال توريت وكاجوكاجي صباح مساء !!
    لم يستفسروه عن مئات العملاء من الاستخبارات الأمريكية و"الاف بي آي" الذين أستحلوا الخرطوم حتي أضحي ليس ثمة فرق واضح " في الوقت الراهن بين واشنطن والخرطوم" !!
    لم يسألوه أين يذهب مال بيت مال المسلمين !!
    لم يجدوا الجرأة في توجيه سؤال واحد "صعب" بحكم مسؤولياتهم أمام الله وأمام رسوله ، فكل الذي يقدرون عليه "ترقيع" الفتاوي لمصلحة النظام وتوطيد أركان حكمه !!
    أين كان ينام علماؤنا الأفاضل طيلة أربعة عشر عاما عاني خلالها شعبنا كل الويلات ، والعلماء يلفهم صمت القبور ؟!
    لماذا نام علماؤنا عن قضايانا ، وحين استفاقوا وقت الضحي بعد أن أضاعوا فريضة الفجر ، قرروا أن يمهدوا الدرب أمام الفتن النائمة ؟!
    أىّ فتوي صدرت عن هؤلاء تفيد بمشروعية الانقلاب العسكري ؟!
    وأىّ فتوي صدرت تفيد بمشروعية الكذب ، حين ذهب واحد الي القصر والثاني الي سجن كوبر ؟!
    أىّ فتوي صدرت تحلل الحنث بالعهد الم يكن عهد الرئيس الحالي ويمينه العسكرية مسؤولة أمام الله والشعب السوداني بأداء مهمته الموكلة اليه فحسب ، وهل تضمن يمينه حين تخرج في الكلية العسكرية أن يسطو بليل على حكم السودان ؟!
    ما هو حكم هؤلاء على من يقتل ويعذّب ويسرق وينهب ويبتز ويخون ويكذب ؟!
    تراهن الانقاذ حتما في هذا الوقت على آخر ما تبقي لها من أوراق اللعب ، لكنها تتغافل عن أن هذه الورقة بالذات سبق استخدامها ، بل وتكرر حتي أضحت ورقة مستهلكة ينفر منها الشعب السوداني ، ليس لأنه شعب به شبهة في دينه ، انما لأنه يترفع عمن يريد الصاق شبهة بدينه ، ويرفض أن يتاجر بالدين على هذا النحو المريض ، وفوق هذا وذاك فانه جرّب "تجار الدين" الذين أثبتوا على مدي عقدين من الزمان أن الدين في ذاته لا يهمهم في شيء بقدرما تهمهم اللعبة السياسية ، تري ما هي ورقة "الانقاذ" القادمة بعد أن فضحت علمائنا الأفاضل ، ووضعتهم في حرج بالغ ؟!
                  

العنوان الكاتب Date
فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا خالد عويس07-05-03, 05:49 PM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا رقم صفر07-05-03, 06:21 PM
  فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا ودالسافل07-05-03, 06:40 PM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا rummana07-05-03, 08:42 PM
    Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا فيصل النعيمه07-06-03, 01:11 PM
      Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا Ro3ah07-06-03, 01:40 PM
        Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا رقم صفر07-06-03, 02:18 PM
        Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا إسماعيل وراق07-06-03, 02:48 PM
          Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا خالد عويس07-06-03, 04:30 PM
            Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا rummana07-06-03, 08:22 PM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا lana mahdi07-06-03, 04:49 PM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا Yasir Elsharif07-06-03, 05:19 PM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا abas07-06-03, 08:41 PM
    Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا رقم صفر07-07-03, 02:14 PM
      Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا خالد عويس07-08-03, 08:32 AM
        Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا rummana07-08-03, 09:58 AM
          Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا مارد07-08-03, 10:35 AM
            Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا خالد عويس07-08-03, 11:05 AM
              Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا rummana07-09-03, 09:58 AM
  Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا musadim07-09-03, 10:14 AM
    Re: فقهاء السلطان في السودان صمتوا دهرا ونطقوا "تكفيرا خالد عويس07-09-03, 11:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de