اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-28-2024, 03:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-17-2003, 00:49 AM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدل

    اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدلية غائبة - د. إسماعيل نوري الربيعي



    سراب التفاصيل
    التمركز في الصحيح والمتكامل، هذا هو الموقع الذي ارتضاه الخطاب العربي دوناً عن غيره. والأمر لا يقف عند موقع أو مساحة جغرافية يتم فيها استيعاب مكونّات الخطاب، بقدر ما يكون الاحتكام الي طبيعة العلاقة التي ترسّخت بين جموع المثقفين، الذين باتوا يلهجون بالانتماء الصميم الي مقولاتهم الخاصة، والعمل الي تصعيد الخصوبة بل الرفض والإلغاء للمقولات الأخري التي يتنادي بها الطرف الآخر. ومن هذا الاصطراع تلّبس الواقع خطاب لا يقترب منه بأي علاقة. بل أن التقديم والعناية والرعاية تكون من حق الخطاب علي حساب الواقع، هذا باعتبار التطلّع الرئيس الذي يغلب علي الآمال والاتجاهات والغايات، مستندهُ الاهتمام، بما يكون انعكاساً لطبيعة الأهداف الأساسية التي أبرزت تجليات ومعالم خطابه.
    البحث عن التفصيلات المستمدة من الواقع، بانتقائية قوامها التطابق مع الأفكار والاتجاهات التي حملها الخطاب. فيما تجرّ المصداقية أذيالها خائبة مخذولة، في أوار هذا الصراع المحتدم بين التيارات المختلفة، والتي جعلت من الواقع العربي في دوامة من التوصيفات التي تعكسها الاحترابات. فالماركس يتشبث بكل البراهين التي تدل علي مصداقية أفكاره وتطابقها مع الواقع. وبذات القدر من الحماس يشمر القومي عن ساعديه لانتقاء المتطابق مع مقولاته. ويخوض العلماني في مجال الدين لله والوطن للجميع، ويركز الإسلامي علي شعار الإسلام أولاً. وينتصر الحداثي للتغيير من خلال النهل عن تجارب الآخر، ويركز التقليدي علي مقولات الأصالة ويجعل منها مسبارا لتقييم الأفكار.
    إنه الانجذاب الساحق لهذه الصورة الواحدة، التي يصنعها الخطاب الفرعي، محاولاً انفاء وجود المقولات الأخري، أو بأقل تقدير تهميشها وإقصائها. وذلك عن طريق البحث المحموم عن حالة التطابقات مع الواقع، والعمل علي جعلها الظواهر الأهم والأبرز. وعبر هذا الانشغال الذي تغيب فيه الرؤي الصادقة والحرة، يتم إنقاص الواقع بترصّد قوامه العشق بقرائي. حيث التغييب المبيّت والمقصود للتنوّع والاختلاف الذي يكتنز به الواقع العربي، لحساب الانتصار لصالح تيار فكري معين محدد الأبعاد والسمات. ومن هنا تحديدا تتجلي ملامح الانكسار في مجال التعميم المجزوء الذي تندرج فيه فعاليات الخطاب الفرعي، لتظهر ملامح الإنهاك والتردي في أقصي صورها. حيث الغياب أو التغييب المقصود لملامح وأجزاء أساسية يكون موقعها في صلب الواقع ولحمته. ولكن فروض الاجتهاد المحدود، والذي يبدر من جهات مختلفة ومتعددة، يجعل من الواقع الاجتماعي أجزاء ومزقا يصعب تدبرها، أو حتي الوقوف علي الملامح العامة له.

    ترادف المعاني
    المطلق الذي يخوض فيه الخطاب العربي، يندرج في مجال الخضوع للصورة الذهنية التي تم رسمها للواقع، من قبل أصحاب الاتجاهات الفكرية، الذين تركزت تطلعاتهم في ترصّد ظواهر لا تقبل الانزياح عنها. ولعل هذا الحال، طبع مجال التفكير في نطاق شديد المحدودية. وبالمقابل نجد الخسارة المتبادل والنزيف المستمر للجهود الفكرية، التي يتم هدرها في مضامين تم تحديدها سلفاً، وغدت شديدة الخضوع للمسميات والتحديدات التي لا يمكن الإفلات منها. وتحت هذه الوطأة صار الكلي هو الذي يتسيد كل شيء.
    فالنظرة الواحدة هي التي تطبق علي مفاصل العلاقات، من دون تمحيص أو فرز. حتي ليكون التشكّل الواحد والرأي المسبق هو الحاضر الأوحد. وهذا ما تفصح عنه طبيعة النظرة الي التيارات الفكرية، التي يتم دفعها ووسمها بالواحدية الغير قابلة للتنوع والتعدد. فنظام الخانات يحضر في تقسيم المتقابلات ويجعل منها بني شديدة التماسك لا تقبل الانشطار أو التشَّظي. وسط كل هذه التداخلات يبرز سوء الفهم ليعلن عن نفسه في تحديد مواطن الاشتباك بين التيارات المختلفة بناء علي نظرة كلية شمولية لكل تيار بازاء الآخر. في حين أن التيارات نفسها لا يمكن أن تتمظهر في مثل هذه التشكيلات، ومهما بلغت درجة الالتزام الانتمائي فيها. لقد بلغت الحال في مجال التداول للمفاهيم، أن أصبح الترادف في المعاني والمضامين شديد الموثوقية. وفي لجة هذه اللعبة شديدة الخطورة صار الخطاب مجرد وسيلة يتم من خلالها إلصاق العيوب الطارئة والجاهزة بالطرف المقابل. فما أن سقط الاتحاد السوفيتي، حتي غدت الأيديولوجيا لعنة العصر وسبتّه، وكذلك الحال مع الشيوعية والاشتراكية واليسارية والثورية والتقدمية. وفي ظل هذا النزف المربك من إسقاط المفاهيم الجاهزة من الحقيبة الفكرية. يبرز مكمن التداخل الذي وقع فيه الفكر العربي المعاصر. فإذا كانت الأيديولوجيا تمثل الوعاء الذي استوعب الماركسية، فإن الماركسية هنا لن تمثل لوحدها الأيديولوجيا. وكذلك الحال مع التناقضات الأخري التي تبرزها حالة الوعي المجزوء مع المضامين الأكثر التصاقاً وانتشاراً. وهنا نستذكر التساؤل الذي أطلقه المفكر العربي السيد يسين والقائل؛إذا سقط الاتحاد السوفيتي فهل يعني هذا سقوط الاشتراكية؟وهكذا هو الحال حيث الغلبة للعمومي علي حساب الموضوعية والدقة والتفصيل في استقراء العلاقات الفاعلة والمؤثرة. فالعين الواحدة هي المتسلطة والتي تفرض حضورها علي طبيعة العلاقات السائدة.

    حضور الجاهزية
    لا يختلف الأمر في طبيعة النظرة الجاهزة الي باقي التيارات، فالعلماني لا يستطيع كتمان دهشته ومفاجأته، بل والإعلان الصريح عن استغرابه إذا ما التقي بأحد الإسلاميين ووجد فيه المرونة والتسامح وملامح التنوير، والقدرة علي إطالة الحوار. كل هذا يحدث وأن التيار الواحد لا يستوعب ميولاً واتجاهات وفروقاً في الوعي والهضم والاستيعاب. إنه الاستلاب الذي سيشّخصه حضور الواحدي الكلي، من دون بذل العناء لاستجلاء الملامح الحقيقية وسط العمومي الواسع. وبذات القدر من المفاجأة ما زال المثقفون يستذكرون علي سبيل الدعابة، أن أعضاء الحزب الشيوعي السوداني وقيادته في إحدي مؤتمراتهم، قاموا أداء الصلاة عندما سمعوا صوت المؤذن. وكأن الشيوعيون جميعاً كفرة وملاحدة لا علاقة لهم بالإيمان والتوحيد.
    هي النمذجة في أقصاها تخترق العقل العربي، لتجعل منه أسيرا للتقييم الجاهز الذي لا يعرف الفواصل والتدرّج ومستويات الهضم للأفكار التي ينتمي إليها الطرف الآخر. بل أن درجة العداء والكراهية لطالما تم تحديدها بناء علي هذه التصوّرات الثابتة والتي لا تعرف سوي رسم الواقع الذي يصنعه خيالها هي لوحدها. ومن هنا تبرز عقدة الانضواء الأيديولوجي عندما يخفق ويترهل فيه التصور العلمي. فالنظرة القاطعة الباترة الصارمة تتسيد كل شيء والتجييش هو الحاضر الأوحد، الذي يبرم بصوت العقل والتحليل وفسحة التفكير. حيث التهمة الجاهزة والتي تقوم علي مفاد الترّهل المبدئي وضعف الانتماء والنفاق العقائدي. بل أن البعض من المنضوين الي تيارات فكرية عكسوا هذا الجانب علي المستوي الاجتماعي. حتي ليتفاخر البعض بأنهم عقدوا صداقات مع أناس من تيارات فكرية أخري، وكأنهم أتوا بالمعجزة الخارقة. بل أن (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) ربما كان المبرر الجاهر الشديد الحضور، من أجل إسكات صوت التأنيب الذي يصلهم من رفاق التيار الواحد.
    تصلّب الشرايين المعرفي تجسده حالة اللقاء مع الأفكار، فالقطع لا بد أن يحضر من أجل مدي إخلاصك لهذا التيار. بل أن المساجلات وليست الحوارات التي تحتدم في واقع الثقافة العربية، كثيرا ما تنتهي بجملة ((حدد موقفك))!! وإلاّ فانك ستكونُ مترددا، غير متمكن من المحتوي الفكري للتيار الذي تم دفعك أو ربطك فيه. انك مطالب دائماً بالحسم واتخاذ القرار القاطع وإلاّ فانك ستكون محل شبهة واتهام!!
                  

العنوان الكاتب Date
اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود..جدل zumrawi06-17-03, 00:49 AM
  Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. zumrawi06-17-03, 00:49 AM
    Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. زوربا06-17-03, 04:18 PM
  Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. zumrawi06-18-03, 09:42 AM
  Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. zumrawi06-18-03, 07:57 PM
  Re: اضواء - الثقافة العربية في عصر التحولات (1-2) - أنا مثقف إذن أنا موجود. zumrawi06-18-03, 07:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de