|
مرتضى الغالى يكتب عن .....المال السائب
|
د‚مرتضى الغالي: الحائط القصير الثلاثاء 20 مايو 2003 04:08
تقرير الاداء المالي للمؤسسات الحكومية في السودان الذي صدر عن احدى لجان البرلمان الحالي فيه قدر (لا بأس به) من الوضوح في رصد بعض علل وامراض التعامل مع المال العام‚ وقد قلنا بالامس انه احتوى على بعض ما يمكن ان يبعث على الدهشة حتى في افئدة الذين ماتت عندهم الدهشة وبواعثها منذ عهد بعيد استنادا على حكمة تقول (ما خفي كان ‚‚‚!) وان تحت التبن ماء اكثر‚ لان لجان التقصي لم تستطع الوصول الى عناوين بعض الوحدات الحكومية‚ وهي فعلا تبدو مهمة صعبة وقد سمع الناس في وقت سابق ان العدد الحقيقي للشركات الحكومية في بعض الولايات مجهول ولا ارقام دقيقة حوله لان بعض الشركات قد ادركتها (المواجيد الصوفية) فهي لا تحب (الظهور والاعلان)‚‚! والتقرير يشير الى ارقام بالمليارات في حساب (العهد والامانات) بما يعني ان هناك اموالا يتم تجنيبها الى حين الحصول على مستندات الصرف الحقيقية‚ وهذا نمط معمول به في بعض (السواقط والهوامل) من المبالغ لحين تصفية حسابات لم تكتمل بسبب بعد المنطقة عن مركز الخزينة او الى حين (حضور الايصال) او شفاء المريض او (عودة الغائب)‚‚ ولكن هل يمكن ان يتمدد حساب العهد والامانات في وزارة ما حتى يتجاوز 193 مليارا جنيه وفي اخرى الى 23 مليارا وفي هيئة حكومية ثالثة الى 86 مليار وفي وحدة رابعة الى 148 مليارا ووزارة خامسة الى 23 مليار جنيه؟ ويقول التقرير ان حسابات الجامعات تشمل فقط الدعم الحكومي ولا تتضمن الايرادات الخاصة التي يجب ان يشملها الحساب الختامي لكل جامعة‚ فكيف تتيسر اذن مراجعة المبالغ الضخمة التي تم توريدها للجامعات‚‚! نحن هنا لا نتحدث عن (سوء نية) في مواجهة (سوء تصرف) او اختلاسات (حاشا لله) ولكن نتحدث عن قصور الاجراء الذي يفتح الثغرات بحيث يبدو المال العام وكأنه يتيم ضائع‚ ومن المسلم به ان (قصر الحائط) يغري اللص العابر والسارق المتردد و(المختلس المبتدئ) ويقذف بالشجاعة في قلب الناهب الجبان المتلصص ويضمن له السلامة مع الملاحقة والمحاسبة‚ كما ان القوانين واللوائح غير الحاسمة تجعله في موقف الاطمئنان حتى وان شاء له حظه العاثر ان يقع في الشباك لانه يعلم حينها ان هناك اكثر من خط دفاع وان المسألة لها (الف حلال) وانه يمكن ان ينجو عبر (التسويات) او (التحلل) من المال المخطوف‚
الوطن القطرية ارسل هذا الموضوع
|
|
|
|
|
|