الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
|
عنصرية البعض وليست عنصرية الجمال
|
عنصرية البعض وليست عنصرية الجمال أنا أزرق ، ومرتي زرقا ، وأولادنا زرق ، لكن كلنا ما شينين ، ملكات الجمال الإفريقيات نافسن بقوة على عرش جمال العالم ، وفزن باللقب في بعض الحالات ، وقد قدمت جميلات عديدات من زرق العالم الأبيض ونافسن على اللقب ، وكان حظهن كبيرا ، ليس كل أبيض جميل ، وليس كل أسود شين ، والله في ناس بيض ما بتقابلوا ، وأحيانا أنظر إلى بعض البيض وأقول يا أخي ده لو ربنا مع خلقتو دي أداهو لون أسود كان حايكون شكلو كيف ؟ بعدين عايز أسأل سؤال : المرأة عندما تلد أولادا كلهم زرق ويطلع واحد شوية فيهو بيضة يقولوا البطن بطرانة ، والسؤال : ماذا يقال عن بطن المرأة التي تلد أولادا كلهم بيض ويطلع واحد منهم أزرق ؟ أم أن هذا لا يحدث ؟ وبمعنى آخر : هل لون البطر أبيض فقط ؟ أم أن له ألوانا أخرى ؟ أحس أن الأزرق طاعم أكثر من الأبيض ، أحس أن الأسود جسمه يظل مشدودا ومتماسكا ، وأن الأبيض يترهل . أحس أن الحناء والدخان والدلكة وريحة الخمرة ( بضم الخاء ) والثوب أبو قجيجة كلها أصيلة في الأزرق ، ونشاز في الأبيض . أحس أن الجلابية والعمة والشال ، وشيلة العصا الأبنوس أصيلة في الأزرق ونشاز في الأبيض . ولا أعلم إن كنت عند البعض عنصريا في مزاجي ، أنا لا أجد فرقا عاما ، كلهم عندي بشر ، لكنني أشعر بالفرق الخاص ، أشعر بالنكهة . كيف ؟ يعني لحم الخروف الأسترالي ولحم الخروف السوداني كلو عندي لحم ، لكنني أستطعم السوداني ، وأفضله . هل فهمتموني ، وسيأتي أحدكم ويقول أنا استطعم الخروف الأسترالي ، وأنا أقول له على كيفك ، أنا حر فيما أختار وأنت حر فيما تختار ، وكثير من البيض تزوجوا بالسمراوات ، وكثير من السود تزوجوا بالبيضاوات ، وفي كل رونق وجما ، وفي كل قبح وشناة . أقول أن الأبيض ليهو حوبة والأسود ليهو حوبة ، والشعر يهمني طريقة تصفيفه وليس طوله . أبونا آدم وأمنا حواء ، هل هما أسودان أم أبيضان ؟ أم أن كل واحد منهما كان له لونه الخاص ؟ كيف تشعب البشر الذين هم من نسل آدم وحواء فكان منهم الأسود والأبيض والملون ؟ الطين الذي خلقنا منه بالتأكيد أسمر ، لأنني ما رأيت طينا أبيض ، فمن أين أتى البيض ؟ إنه الله يخلق ما يشاء ، العرب التاريخيين ، والأفارقة الأصليين في السودان لم يكونوا عنصريين ، والبرهان : الاختلاط الكبير الذي كنا نتاجا له . العرب المختلطين والأفارقة المختلطين في سودان اليوم ليسوا عنصريين والبرهان : الاختلاط مستمر ومتنام ومتسع . توجد صيحات عنصرية محدودة هنا وهناك ، ناتجة ‘ن أن البشر مثلهم مثل كل مخلوقات الله ليسوا سواسية ، ولا بد من وجود الحالات الشاذة ، وهذا موجود لدى الأسود والأبيض . إنا كرمنا بني آدم . ومن كرمه الله فهو يستحق منا التكريم ، وكل واحد بيعجبو الصّارو . وكل واحد يختار اللي هو عايزو ، بدون أن ينظر للآخرين بدونية .
|
|
|
|
|
|
|
|
|