عندما كانت الثورة الموزمبيقية مستعرة ضد الاستعمار البرتغالي ، كانت لدي الثوار مشكلة أرقتهم زمنا، وهي نقل الأسلحة من مكان لآخر وسط الأحراش. واستقر الرأي على أن أنسب وربما أرخص وسيلة لنقل الأسلحة هي استخدام الحمير. نقل الثوار الطلب للرئيس جعفر النميري وسرعان ما صدرت أوامره بتجهيز المطلوب وإعداد العدة لإرسال تلك الناقلات – الابرام السودانية- وتم تجميع الحمير استعدادا لنقلها إلى الثوار.. إلا أنه سرعان ما برزت مشكلة لم تكن في الحسبان: نهيق حميرنا مزعج وربما فضح الثوار ودل على أماكن تجمعاتهم داخل الأحراش. ولكن : ما الحل؟. تم عرض الأمر على الأطباء البيطريين الذين قرروا إجراء عمليات للحمير لاستئصال حبالها الصوتية. ثم تم شحن الحمير حيث أدت مهمتها على الوجه الأكمل. طبعا السودان محظوظ حيث أن برجيت باردو في ذلك الزمان الغابر كان اهتمامها منصبا على جمالها وإغرائها ولم يكن لديها الوقت الكافي للتحدث عن قسوة البياطرة السودانيين وما أقدموا عليه من عمليات بشعة أفقدت الحمير مقدرتها على الغناء والدوباي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة