|
الملوخية الأمريكية
|
محمد حسن صحفي سوداني غادر الوطن بعد أن خلعت الصحافة ثوبها وصارت مهنة للكسب الرخيص ، حصل محمد حسن على تأشيرة دخول للمملكة العربية السعودية بمهنة مزارع خضر لم يعبا كثير لتلك المهمة الجديدة على الأقل انه يأكل من عرق جبينه ،وودع الوطن بعد وضع كل شهاداته الجامعية وشهادات الشكر والتقدير وتلك الميداليات التي تدل على جدارته وحبة للصحافة وضعها داخل صندوق في آخر زاوية من المخزن وهو واثق انه لن يحتاجهن بعد اليوم. استلم محمد حسن عملة الجديد وأمسكت يداه (الطورية) بعد أن كان يزينها ذلك القلم الجميل ، وكان عليه أن يزرع ويبيع ما زرع في سوق المدينة وفي مرة حمل محمد حسن ما زرعه من (الخضرة) ( الملوخية) وذهب (للحلقة)أي السوق المركزي ووجد هناك كميات من الخضرة بالسوق وبدا يبيع بعد اعتلى ظهر (الدفار) وصار يصيح ملوخية ريالين ملوخية ريالين ملوخية ريالين ولكن لم يأتيه احد للشراء فغير السعر وصار ريال وأيضا لم تثمر شيئا وأخيرا قرر أن يستخدم القول السوداني (المال تلتو ولا كتلتو) وصاح بأعلى صوتة ملوخية نصف ريال وكانت دهشته عظيمة إذ لم يأتيه أحدا للشراء ، وقف برهة وفكر كيف يخرج من هذا المأزق وأخيرا قال وجدتها وجدتها وسحب نفسا عميقا ثم صاح ملوخية أمريكي ملوخية أمريكية ويا للعجب! اجتمع حوله الناس ودار هذا الحوار: زبون :بكم الملوخية يا شيخ محمد حسنت بثلاثة ريال اعطني خمسة زبون :اعطني ثلاثة آخر اعطني عشرة آخر : ثنين آخر سبع زبون اعطنى ثلاثة محمد حسن : آسف خلصت الزبون امتى بتجي ثاني محمد حسن : انشاء الله بعد أسبوعين استدار محمد حسن راجعاً للمزرعة ولا يدري أيضحك أم يبكي ولكنه قرر العودة للوطن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|