الإمبراطور هايلي سيلاسي و الإنقلابات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 00:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-22-2003, 00:25 AM

Nimir


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإمبراطور هايلي سيلاسي و الإنقلابات

    الإمبراطور هايلي سلاسي
    والانقلابات

    صديق الجمري أحمد

    عزيزي القارئ الكريم...

    إن ما ستقرأه هنا هو عبارة عن ذكريات حية في أذهان من عاشوها وقد سبق لهذه الذكريات أن صدرت في ((مجلة الحياة)) السودانية في عام 1968 تحت عنوان مختلف مع التحفظ على ذكر وقائع كانت قد تثير الحساسيات في ذلك الوقت ورأيت أن أذكر بعضها هنا وإغفال البعض الآخر ((على الأقل في الوقت الحالي)) لما تتسم به من حساسيات مفرطة.

    قبل أن أبدأ بسرد الوقائع أود أن أبعث من خلال هذه الذكريات بعاطر تحياتي وأطيب تمنياتي للأخوة من الأحياء الذين شاركوني معاناة تلك الأيام الحرجة وأسال الله الرحمة والمغفرة لمن انتقلوا إلى جوار ربهم وأخص بالذكر المرحوم السفير/جمال محمد أحمد الذي أبدى شجاعة وجسارة لا حدود لهما من خلال حرصه على الخروج في أحرج الظروف المحفوفة بالأخطار بحثا عن زملاء لنا لا نعرف مصيرهم أو لكي نتسقط الأخبار بحثا عن الحقائق.

    لكي أدخل في الموضوع مباشرة أبدأ بيوم 30 من شهر نوفمبر من عام 1960 الذي كان يوما صحوا جميلا وكنت ترى كبار رجالات الدولة الأثيوبيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية يهرعون إلى مطار أديس في عرباتهم الفارهة وملابسهم الرسمية لوداع جلالة إمبراطور أثيوبيا الذي سيقوم بزيارة رسمية إلى كل من غانا وليبريا ثم البرازيل.

    انتهت مراسيم الوداع بالمطار والكل يدعو لجلالته سفرا سعيدا وعودا حميدا. مرت الأيام والأحوال هادئة. نهار هادئ يغريك بلبس القميص من غير ربطة عنق لولا الالتزام بمظهر يحتمه عليك الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه، مرت الأيام هادئة حتى أتى ذلك اليوم الذي لن تنساه العاصمة الأثيوبية ما بقى الدهر إذ أنه سيخلد في سجل تاريخها.

    الثلاثاء 3/12/1960:
    كانت الساعة السابعة صباحا عندما حضر إلى منزلي الأخ حسن أحمد النعيم – ضابط لاسلكي سفارة السودان بأديس ابابا – في ذلك الحين – وقد رأيت علامات الحيرة ترتسم على وجهه الطيب الباسم دائما. فاستوضحته الأمر فقال أنه يشعر أن هنالك تحركات غير طبيعية بالمدينة لتواجد قوة من الجنود حول بنك الدولة الأثيوبي وجنود شاكي السلاح هنا وهناك في " البيازا " أي الميدان العام حيث تتواجد أكبر المتاجر والشركات.

    لم أرتح لهذه الأنباء إلا أني لم أشأ أن ابدي عدم الارتياح هذا للأخ حسن الذي قدم حديثا إلى أديس ابابا فقلت له ربما كان ذلك أن بعض اللصوص سطو على البنك ليلة البارحة – عاد حسن إلى فندقه الذي لا يبعد كثيرا عن منزلي أو البنك وبعد أن خرج أسرعت في ارتداء ملابسي ويخالجني شعور خفي – لا لسبب معين – أننا مقبلون على أمر جلل.

    عند مروري بالبنك هالني ما ضرب عليه من حصار وقد لفت نظري أن الجنود الذين يكونون قوة الحصار هم من جنود الحرس الإمبراطوري كما لفت نظري أن عدداً غير عادي منهم شاكي السلاح يمرون في الشوارع الرئيسية – هدوء شامل وهمس يدور بين أفراد مجموعات صغيرة لا يتعدى عدد أفرادها أكثر من شخصين أو ثلاثة لا تكاد تقترب منهم حتى يولونك ظهورهم متفرقين أو تظاهروا بعدم معرفة ما يجري – قوم هذه طباعهم، غموض وحذر وتشكك.

    رأيت الذهاب إلى السفارة، وصلتها في حوالي الثامنة ولم أقم إلا ربع ساعة أو نحوها حتى حضر العم عبدالسيد غردون الموظف بحكومة السودان سابقا والذي يعمل لإحدى شركات المراجعة بأديس ابابا في ذلك الوقت، كان حال العم عبدالسيد لا يحسد عليه، وجه شاحب وأطراف ترتعش – بادرته بالتحية وسألته ما خطبه فقال لي أنه يعتقد أن هنالك انقلاب إلا أنه لا يدري لصالح من فقلت له ولا أدري أنا أيضا لكن حتى هذا يجب إلا يفقدنا أعصابنا فقال أنه فعلا مضطرب ولديه أسبابه وهي أنه إذا ما نشب صدام مسلح فهو لا يدري أين يجد الحماية ومنزله بعيد عن دار السفارة، فطمأنته بأنه في إمكانه أن يعتبر نفسه ضيفا على السفارة من هذه اللحظة حتى تنجلي الأمور، وبينما نحن نتحادث قدم السيد جمال محمد أحمد، رحمه الله رحمة واسعة، سفير السودان لدى أثيوبيا آنذاك. وبعد أن أفضيت إليه بما عندي أكد للعم عبدالسيد أنه هنا في أمن وأمان ويمكنه أن يعتبر نفسه في منزله من هذه اللحظة – عاد للعم عبدالسيد هدؤه وصفاء ذهنه ثم خرج ووعد بالعودة إذا رأى أن ذلك ضروريا.

    رأى السيد جمال أن نخرج بحثا عن الحقيقة وفضل أن نخرج في سيارتي حتى لا يلفت منظر سيارته الرسمية إلينا الأنظار.

    بدأنا بالبنك ووجدناه كما تركته، جنود بلبس الميدان لا يردون على أي تساؤل منك إلا بإشارة من بندقيته الصغيرة سريعة الطلقات أن أذهب من هنا سريعا، وكذلك بدار الإذاعة ومكتب البريد والبرق ومحطة السكة الحديد – حول جميع هذه الأماكن يتكرر نفس المشهد تجمعات صغيرة قوام كل منها شخصان أو ثلاثة يدور بينهم همس والقلق مرتسم على الوجوه لا تكاد تقترب منهم حتى ينقطع الهمس ويحل الجمود على الوجوه – كثيرا ما كنت أعرف الجماعة أو بعضهم أو تربطني ببعضهم صداقات نميتها طيلة الخمس عشرا عاما التي أقمتها بأثيوبيا حتى ذلك الحين وبعضهم تخرج من المدرسة على يدي عندما كنت أعمل معلماً للغة الإنجليزية بوزارة المعارف الأثيوبية لمدة ست سنوات – كلا الصلتين لم تشفعا لي في ذلك اليوم لأن الأمر لم ينجلي بعد و التكهن ليس من طبع الأثيوبي , كما أنه لا يتعجل الأمور، يزن كل كلمة يقولها لأنه يعلم جيدا أنها محسوبة عليه، لا يثق بالغرباء عامة والأجانب خاصة – أذكر أنني عندما اقتربت من صديقين بالقرب من محطة السكة الحديد بادرني أحدهما بتحية الصباح خاطفة وتعجل الحديث قائلا "بحيث إني أعلم جيدا يا صديقي العزيز أنك تبحث عن الحقيقة شأنك شأننا ولكن كل ما أعلمه هو أن هؤلاء – وأشار إلى الجنود الذين يحاصرون المحطة – هم جنود الحرس الإمبراطوري وأما داخل أسوار المحطة حيث لن تستطيع رؤيتهم "يقال"، هنا ضغط على كملة "يقال" يرابض جنود الجيش"" – كنا نتحدث بالتقرينجة وهي لغة مقاطعتي إرتريا والتقراي ولما حاولت أن أتحدث بالأمهرية لأشرك معنا الصديق الآخر وهو من قبيلة الأمهرة أسرع الأول قائلا "لا حرج عليك" أترك مجاملة هذا لي وتولى أنت أمر مجاملة ابن عمه الذي تركته بسيارتك ظناً منه أن السيد جمال أثيوبيا من قبيلة الأمهرة كما سبق لكثيرين غيره أن وقعوا في نفس الخطأ"" – عندما أبنت له الحقيقة لم يزد على أن سحب الصديق الآخر من يده واستدار من غير أن يودعني وهكذا تخلص مني ببساطة.

    ... يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
الإمبراطور هايلي سيلاسي و الإنقلابات Nimir03-22-03, 00:25 AM
  الحلقة الثانية Nimir03-25-03, 08:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de