كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 08:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-02-2003, 10:47 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج

    خــريف

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذا البحر
    يخرج من حفرة الينابيع
    بذاكرةٍ ترخي ثياب السفر
    تلوِّح للعابر
    بالمناديل التي يحتاجها طير المسافات
    كلما نفض جناحيه في مكان بعيد
    يضئ روح العشب وسيقان الشجر
    يفتح شريان الينابيع
    بالمعاول التي قالها البحر
    حينما سفح المياه بموازاة المطر .

    أغسطس 2002
    لهاث

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    ما زال يحفر الصحراء
    برعونته الخجولة
    يشاطر الحيوان موسم الخصوبة
    والذهاب إلى السهل بمخالب العشيرة
    مثل وعل خانته الذاكرة
    كان يمص عصير المانجو
    بمزمار الحنين
    على عتبات الليلة الأولى .





    مذهولة أكياس الصدفة
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1)
    أحياناً تخرج الزغـاريد
    إلى عاشق يصفف أحزانه بالنشيد
    طالعا من لعنة الجسد .

    (2)
    الحلم
    جنة الليل
    وفاكهة الغربة على آنية الأصدقـاء
    كلمـا أوغل الظل في عتمة المكان
    يخرجون من شهوات مؤجلة في الرَّصيف
    إلى كسرة في الليل
    أشهى من دخـان المقاهي .







    (3)

    المصابيح صعدت وحدها لشجر في الذاكرة
    تلعق التضاريس من وجـوه النساء
    والنهار قابعا في الكواكب البعيدة المزاج
    يلوك لعاب الشمس القديم
    والأصدقاء/ الصعاليك
    على بوابة البحر
    يفتحون ذاكرة الليل
    نحو نجمة عارية
    تقبل الرمال بشفاه باردة
    ورعشة بالغة الضياء.



    (4)

    على نجمة الروح
    جليلة أوراق العاشقين
    تمشي برائحة الوقت البهيج
    كلما أشعل النور نافِذة الحب البعيدة
    يخرج الحزن عابراً طحلب الفاجعة
    إلي وردةٍ تغسل السواد من جدارن المكان .


    (5)

    غريباً على صـهوة اللَّيل
    يخرج من سرير الجسد مبللاً بالنساء
    والرِّيح على قاربٍ كانت
    تنفض الورد عن أكياس الصّدفة
    شهـوةً
    شهـوةً
    على كراسي الحلم الوثيرة السدَى
    ليحترق الصمت
    ويخرج الناس من دهشة البارحـة
    عابرين إلى الشمس
    برغبة واحدة في الصباح .






    (6)

    كان اللَّيل وحيداً في الجَّبَل
    يرمِّمُ وحشته بحليب يهطل من جنة المَاعز
    تَرْعَى ماءه بعشب الصعاليك / العناكب .
    وحيداً يسكن طهارته في الحلم
    ينتظر أعشاب البحر لتثمر حُـورِيَّة سَمْراء
    بينما قطعة الخبز طافية على نشيج الموج
    تسرف كلما خرج الطين من عباءة المـاء

    (7)

    يبيع أشواقه في الحانة
    ليسرق النساء سـاقطاً في الجسد
    والصَّقِيع يمسح وحشته بالماء لاهِثَاً في الجَّليد
    مثل راعٍ بعيد يجفف شهوته في الحجر
    يكنس الغيوم من سحابة الدخان .
















    (

    الليل والصَّحراء توأمان في قيامة الفراغ
    ينسجان تربة السهوب والزمن
    والغريب في ضلالة السفر
    يسرد الحنين فارهاً لنجمةٍ
    تصارع المساء كي تخُط واحةً بآخر الطريق .

    أغسطس 2001










    .. يصنعُ شمعتهُ الأخيرة
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)

    في غفلة اللَّيل
    كلما نزلت نجمة من أعالي السقوف
    يكتب النور أوقاته من حرير السماء
    يسـوى شمعة في الفناء الوسيع .




    (2)
    نهر من الضوء يمشي عالياً نحو الينابيع
    بلهفة يطهو مواعيد الغروب
    يتوكأُ نجمة في الطريق إلى السماء
    يلم أشجار الظلام التي كانت تخيط اليباس





    لحظةً من بهاءِ الخروج .
    والأفق يدخلُ في ثيابهِ الرَّماديَّة الأسى
    حليقاً من ضـوءِ القَّمرْ
    يرصدُ الغُبارَ في الشبابيك الموصدة .






    (3)

    خيوطٌ من الرِّيحِ
    تسُـوقُ الضَّبابَ،
    حِزْمَةً من ضلال التراب
    قطيعاً من العتمةِ
    ينجـو من سرير الظلال الكسولة الخُطَى .
    (4)

    شجر يرمي أوراقه اليابسة
    خلف المواعين المُدلاة من صفق النهار
    والجليد المتساقط كالرطوبة
    يكسو حواف الزجاج بقعاً من الماء
    تضئُ في الممرات الأخيرة من شهوة الرَّعـد .
















    (5)

    يسكبُ النُّور أوقَاتهُ
    في الليل الوحيد من ترنيمة الروح
    يكنسُ الضباب
    والغبار والكهوف من معابر النشيد
    يوزع الصباح في معابد الصحراء .

    ديسمبر 2000










    فنجان العرافة يقرعُ منقار الطَّـير
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1)

    الجوع يمشي على الدرب
    مشتبكاً بخيط التماسيح
    الخَرَجَتْ من مخلب القط قبل عام الرمادة . !


    (2)



    سيِّدٌ يقرعُ منقارَ الطيرِ
    قد ضاعت بهيمته وهي ترْعى في البريَّةِ
    بعدما أكمل الرَّاعي
    كساء ثَديـيْها بأحماض الحشائش المستعادةْ
    مشْتهياً كأس الحليب الطازج عند السادسة مساءً ،







    يقرأُ حلزون المتحف الطبيعي منقوشاً عليه موطن العصافير
    وهي تراجع شُرْطة الجوازات قبل أن تُهاجر ،
    في طريقها،
    تـمزِّق عجز المسافة عن قهر ذاكرة المكان
    من فضاء الفراغ تمنح يديها جرأة العبث ،
    تفض رسائلها وتقرأ ما تبقَّى من تواقيع
    حجبتْـها أظافر الحراس في خط الحدود ،
    لم تتـذمَّر من الدائرة المعدنية برجلها اليسرى
    / فلتكُن لديها إشارة لضبط المكان / !
    وعالم الاثار يهتم بعناصر المعرفة
    وتكوين التاريخ مفتوناً بغرابة الأشياء !


    (3)


    تعاطت هزيمتها بوجعٍ يخصّها :
    قيدٌ واحدٌ يفْرك ساقيَّ بعنفِ حركة الرِّياح
    سيشعل قلق الذاكرة ويحجب نافذة النسيان
    عن تسريب أزمنة الفجيعة السوداءْ
    / سأذكر ساعة ازدحمت صفوف النعش
    في عرض الشوارع وهي ترفض سجن هذا القبر / .



    (4)


    الطيرُ تغادر دائرة العُش المنسوج بقصبِ المناخ البارد
    لآخر الأوكار في عصب الخريف
    حيث الكائنات أنيقة، تقبع في فضاءٍ واسعٍ
    تتحسَّس فيه غناء مصطفى سيد أحمد :





    ( والله نِحْنَ مع الطيور الما بِتَعْرِفْ ليها خَرْطَةْ
    ولا في إيدا جواز سفرْ )*
    همس الرَّجل الباحث عن بهيمتهِ :
    إذنْ
    في ذات الاتجاه تـُهاجر الكائنات
    تشقّ عباب مملكة الضِّياء
    تكسر ما تآمر من قيود العاصفةْ
    ما تواطأ من متاريسِ الهواءْ
    وتنتمي رزم المفاتيح العصية للفضاء
    تغرز ما تواضع من قناديل المدينةِ
    في البيوتِ المشتهاة .
    إذنْ
    هي الدرب التي صنعت بدايات الأمل
    هي الدرب التي غرزت نهايات الأسفْ .

    (5)

    تنمو الأجنحةْ
    الرِّيش ناصعاً يداعب الهواءْ
    وتسقط أحماض الحشائش المُستعادةْ .
    الكائنات تسائل نفسها عنيفاً / تحديداً الكائنات الواعية :
    لماذا يحلب ثدييـها الغرباء
    وطفلها يقتات الجوع ظهيرة كل يومٍ فاقع ؟ !




    (6)


    البهيمة سدرت في نهار الريح
    أقصى الهتاف الواسع
    تهيئ حنجرتها لأناشيد البحار
    المواويل التصارع موجة التيار المعاكس
    والشوارع الرَّمادية الضحى
    تقف رأسياً في اتجاه هجرتها ،
    المسافة اقرب من جدول السقيا
    والترعة أيضاً
    تؤدي تمارين اللياقة اليومية
    بينما ،
    أقوال الماء
    تعطن فُرْشاة الصبي في الدم الشاهق .
    / الطفل يا…. ناجي العلي أشبه بحنظلة القضية /
    والنّار تصعد من يديه العاريتين
    تقبض الصَّرْخة والريح
    تعرك الفرْشاة في الطين الأخضر
    واللَّوْحة اجترحت بدايات الوطن ،
    الأشجارُ تسكَّعت في الماء حتَّى سدَّت الأفق بأوراق النَّبات ،
    صاعداً جهة الفناء المحتمِل صالات عرضٍ شيِّقةْ ،
    بطاقات الدخول مرقومة بكأس الهواء
    المتوفِّر بإدمان في البوابات الخليعة من أقفال
    ومفاتيح بحشرجات حادة ،
    تحديداً - لم يكتب على الضِّفة :
    الدَّعوة عامَّة ،
    الأبواب تفْتَح عند السَّاعة الثَّامنة صباحاً
    وتغلق عند السَّابعة مساءً
    يُسْمح باصطحاب الأطفال
    وتوجد وسائل نقل بعد العرض
    / لم تعد هذه العبارات استثناء / !
    أزْهرَتْ في الأرض أشواق الفرح
    وتجوَّل الأطفال في الطُّرقِ الجميلة …
    الرَّوْعة غسلَت نفسها وجلست قريباً من الشَّمسِ
    تترنَّم بإيقاعِ ( الهُـودَنَـا )** .



    (7)


    أيضاً نُطفة الماء،
    تبحث عن حريَّةٍ أشبه بقطْرةٍ أُخْرى ،
    تكْره فنجان العرَّافة ،
    أصْداف البحر المنثورة في الرَّمل
    وصبايا يجلسن القُرْفصاء ،
    في غباءٍ يبْحثنَ عن حظّ اليَجِـئْ .
    / سقطت عن فجوة القلب أشكال الخرافة /
    وخطوط الكَّـف العرجاء ترتوي بغبش التراب ،
    بينما العرَّافة كعادتها ،
    تُسَرْطِن قُبَّة الغيب ،
    تحرق إفادة الرَّاعي
    وتحني عُنْقَ طفل يافِع :
    - ماذا ترى ؟
    فقاقيعٌ تتفلَّت من قبضة الإناء الضَّيق ،
    سماءٌ تقتلع المشانقَ
    وحرَّاس يهربون من قاعة السجنْ .
    - قُلْ الأرض تفلت من يدي ،
    الماء تخرج من حلوقي اليابسة ،
    وثني يحطم رأسه الكاذبْ .
    وتنقصف المقاعد والكراسي ،
    الزبائن يدخلون البئر خوْفاً من جحيم العاصفة
    الأرض صارت ضيِّقةْ . !



    (


    اللَّوْعة حزمت أمتعتها وانتظرت … ؟
    هكذا……
    عافية الشوارع تنمو في الهواء الطلق ،
    تنهض بأعلام جديدة ، ترعرع شمس المناخ الدّافئ
    وقبيلة النَّجم المضيء :
    تقيم الكرنفال لأسراب الطيور المهاجرة
    وتستمع جيِّداً للنَّشيدِ
    ( مـيرِي* كلِّمـِينَا‎
    عَـشَّةْ ذكِّـرِينَا
    كلُّ سُـونْكِي لازِمْ يَبْقَى مَسْـطَرِينَهْ )***
    والنَّهار يتصفَّح وردة الأرض ،
    صفحة الماء ،
    موْعد النُّور الأتَـَى من جُبَّة الصَّمت
    واللّحظة أغنيةٌ عاجيَّةْ :
    شَـهْقة الميلاد جاءت من نوافير الوطنْ .

















    هامش ـــــــــــــــــــــــ
    * من قصيدة عامية للشاعر حافظ عباس
    ** من الألعاب الشعبية للاطفال
    *** من قصيدة عامية للشاعر محجوب شريف
    انحراف
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    يفلت النجم
    من ربكة الأرض
    طِيلَة اللَّيل
    يفرن الظِّلال والسَّـواد
    يلعن السَّماء
    محاذيـاً قوس قزح
    بلونه الملتبس
    ينجز خيانته في السكون الأخير
    من لهفة العُشْب .






    فاكهة المرعى
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحارس لقبة النيازك
    بِعَصَـاةٍ
    يَلْكِز الرُّعَـاة الخالدين في سلك المجرات
    يضيئون عشيرة الضّـان
    بالحشائش الخرجت من وعاء التربة .
    خليط العلف
    والجـزر الخضراء .










    نسل الطمي
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    بينما الشِـبَاك
    تقبض الثَّلج
    خائراً مثل ضـوء يشيخ
    كانت طحالب الماء
    تدس الغذاء في خياشيم الأسماك .














    حسرة
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    اللَّيلُ،
    بنكهـة الزّنـوج
    يضمحل في حوض الكسوف
    ينزوي بالهزيمة مثل فارس هـرم
    يحـرس جـياد الخليفة
    حزيناً لتاريخ الدم
    والصرخة العالية .












    مجاعة
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحجر
    بطاحونة القرية القديمة،
    مشتاق لسحن الذرة بذائقة الفقراء
    والحاكم يلغو في المدينة عن مطر يجرف الوديان
    غبار المخازن
    أسرج خيل الهواء
    يتسلل الأنفاق البرية والحقول اليابسة
    غائباً عن مجـرَّة العاصفة .









    آخر القمر
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    هذيان القمر والغاً في الرحلة والصمت
    ذات ليلةٍ فاجعةٍ
    يلوِّن زرقـة السماء بالعتمة الحائرة .














    شحَّـاذ يرمق الغيم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    (1)



    هنا
    على قارعة الممشى
    يشرع راحته للعابرين
    يرمقونه
    بحفنة بالية من بقايا سلام
    وأرصدة بالية من ابتسامات قديمة .


    (2)

    آنية فارغة
    يفضها كل أمسية
    بحسرة حارقة
    ليلعق طعم فتات البَّارحة .
    ويصعد منهكا إلى سرير الخشب الحافي
    بجسد بلَّلَه الغبار .
    وقتها
    كان يرمق الغيم
    شريك السراب في الخديعة والهباء
    ممزقاً بضلالة
    أوْرَدَتْهُ خواء البَّرق
    بَيْنَما كان خائباً يمْشِي على رصيفِ قوس قُزحْ .


    (3)


    بدُعاءٍ مُرْتبكٍ
    يفتح نافذةً جهة الله ،
    مُتمْتِماً بتعْويذَةٍ
    نَسِيَهَا حارس المقبَرة
    بِلحاف موته الراهن
    تعويذة دثَّرت خيانة المدينة
    بقطعة من جلد بهيمة برية
    استغرقت في موت عميق ،
    يكفي لأحجبة فارهة الخرافة .




    (4)



    فزعاً
    يَتَوارى مجبولاً باللعنة والخوف
    ودعاء خاسر
    ظلَّ يُرَاوِح مصْلاةَ الرِّيح
    وتربة كوخ متهالك
    يترنَّح مخمُوراً بكُؤوسِ الجُوعِ اليومِيَّةْ .

    (5)

    كما عصفور
    يقاوم غصناً
    تهزّهُ عاصفة الشِّتاء بقسوة نادرة
    يلُمُّ نَثَارَ غطاءه
    بلهفة
    لا تكفي نهار غربته الفقيرة .


    (6)

    ينصت للخَارجِ ،
    لينتقي
    شهْوة الحُلم عنْ وجبة طازجة
    تراود هتافاً ضالعاً في شوارع المدينة
    عالقاً بحنجرة المشردين ،
    بعدما أحرقوا الإطارات بشارع النيل .

    (7)

    عبر عالياً
    بحقيبة خاطها ليلاً
    من بقايا قماش قديم
    موعداً للرحيل
    بتذكرةٍ استعارها من فراشة
    كانت ترشُّ ديار صمته المرعبة .














    (

    من قوقعة الجوع
    خرج شرساً
    علَّق صحيفته البيضاء
    على شارعٍ تعبره دوريات الشرطة
    رُبَّما يسْقُط هِتْلرْ
    واقفاً على حبَّةِ خَرْدَلْ .










    البَّـحر
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إلى محمد الصادق الحاج




    (1)




    يتمشى البحر
    في العراء الذي كان صلداً ،
    يمسك ردفيهِ بمغناطيس الغرابة المترعرع
    كعشب الخريف تحت جُلباب ذاكرتهِ الطَّريَّة
    يحفر ممْشى واحداً - في القارَّةِ الواحدة
    بماء الوهْلة الزرقاء
    يُحاصر هيكل الأرض بقطبٍ مالحٍ
    يكسو الحواف أرصفةً
    بقواربٍ / ذات ليلة / عبرْن المُدن الساحلية .
    أو :
    سمِّها مقاعد البحر الهَيَّـئَها لرحلته المديدة في عراء الكون
    يفتح قاعة الماء للتضاريس التي تكتب الموج
    انحناءةً على صدر المدى المائي الطويل
    تُلامس كفَّيْها قبلةً من شمس النَّهار
    تكثِّف البخار أعلى
    حيث مدْخنة السَّماء تخبز المطر
    كتابة تمشي ناحية السَّحاب الكائن بحراً شفَّافاً
    تجرحه الشمس فيبكي عذباً على شفاهِ الأرض اليابسة
    الأرض التي خدعها البحر يوماً
    فشطر أخاديداً تؤدي قربان سيرتها وجبةً لعاهل الماء الفسيح /
    كما تجلس حورية في الخفاء تحكي عن البحر الذي يخلع ثوبه
    ليفرز ملحاً جديداً – خاصَّة الدفاع التي يحتفي بها .





    (2)

    بهدؤٍ يتقدَّم البحر لابساً بدلة الثلج
    هارباً
    من نحاس الشتاء الذي يعبر / قاسياً / جسد الماء
    ماسحاً حذاءه بأُكسجين الهواء
    الداخل عبر بوابة المستنقعات
    حينها
    أنشد البحر :
    الريح أُنْثاي المقدَّسة ،
    على فراش المناخ الطليق
    توزِّع رقاع دعوتها النزيهة
    إذن
    فليبحث العابرون عن جسدٍ يحول الأنثى
    قصيدةً يخبئها البحر أسطورة غائبة ،
    أشبه بالثورة في رحم الشارع تقبع
    في قلب الشارع تنمو من حنجرة الطرق الجوْعى
    تخرج ذاكرة البحر / الثورة .
    (3)

    غابة الحبر جاهدةٌ بشاطئ البحر تكتب سيرة الماء
    كما
    ابن بطوطة يوماً :
    عبر البحر كي يكتب سيرته
    بردةً خطَّها على صدر طنجة
    حتَّى لامست متاهة الرِّحلة
    بقعةً من جغرافيا التضاريس السائلة
    بينما الشواطئ تمدِّد رجليها حدَّ المظلات الملونة
    بمسائل من فضَّةِ الرمل









    (4)

    هكذا البحر عاشق الحبيبة الغائبة
    أو :
    هي العذراء قربان اليمّ
    حين يأوي إلى ذاكرة الطين الخضراء
    غائراً تحت بذرة الصلصال يصنع حوريةً
    ريثما تأتي النساء بالفتاة الجميلة / عذراء الموسم ،
    التي تخضِّب أطراف الجسد المراهق
    بحنَّاء الطمي الحزين
    باكية ترتدي فستان الزفاف
    وتخطو لبيت عرسها الأخير / الموت من أجل القبيلة/









    (5)


    الموج عاطفة البحر الأرِقةْ
    أغنية ترتاد مياه الماء
    لتحفر حوض الطِّين الأزرق
    بمعاول من غضب
    تخرجه ليصير الثقب بحيرة
    والبحر لسان يعبر حاسَّة ذوق الأرض
    معفي من شرط الغربة .
                  

العنوان الكاتب Date
كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:47 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 10:54 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:01 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:04 AM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 11:23 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-02-03, 12:06 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-02-03, 03:30 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد03-02-03, 03:48 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج zumrawi03-02-03, 06:40 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : مخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج سلفر03-02-03, 08:29 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج MOHDY03-03-03, 05:22 AM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-03-03, 02:30 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-04-03, 07:06 PM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج طارق اسماعيل03-05-03, 08:16 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري03-06-03, 08:49 PM
  Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد04-27-03, 04:46 PM
    Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-27-03, 11:28 PM
      Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-28-03, 07:43 AM
        Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج هدهد05-30-03, 04:52 PM
          Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج فتحي البحيري05-30-03, 05:25 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de