|
|
 من سيبكي معي؟؟؟؟
|
دارفور لا بواكي لها
نواح و صراخ قومي وضجة إعلامية كبرى اثيرت لما فاض نهر "القاش" في السودان واختطف مدينة "كسلا" ودمر غالبها .. لكن كم ماتوا ؟ أقل من خمسة مواطنين .. ثم نواح و أنين قومي لان بعض السيول اجتاحت بعض أطراف ولاية "القضارف" ولم تقتل أحدا ولم تخرب بيتاً .. ثم أمس الأول "مشروع" نواح وطني لأن العواصف والزوابع الرعدية أطاحت ببضعة عشر من أعمدة الطاقة الكهربائية و ثلة من بيوت المواطنين ..
لكن لا أحد في السودان يحس بالطامة الكبرى التي تجري فصولها في غرب السودان .. دارفور لا بواكي لها ..بالتحديد في مدينة "كُتُم" و القرى المحيطة بها.. فقد دخلت إليها الجماعات المسلحة المتمردة على الحكومة واحتلتها ليوم كامل لكنها – وللحقيقة – لم تعتد على المواطنين بل أخبرتهم أنها ستنسحب من المدينة عاجلا حتى لا يفتك الطيران الحربي بالمواطنين عن طريق الخطأ عندما يحاول اصطياد المسلحين الذين احتلوها.
ولكن ما أن انسحبت القوة المهاجمة وتركت المدينة حتى أحاطت بها قوة أخرى من القبائل التي تدعمها الحكومة و بدأت في قتل شخصيات مختارة في فصل واضح من التطهير العرقي .. ثم انتشرت هذه المليشيات القبلية في القرى واحرقت العشرات منها .. ولم يجد مئات الآلاف من المواطنين العزل ملجأ إلا الفرار في كل اتجاه وذهب أغلبهم إلى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
الحياة التعيسة التي كان يحياها المواطن السوداني في دارفور تعطلت تماما فلا الأطفال يذهبون إلى المدارس ولا الرجال يبحثون عن الرزق الحلال ولا النساء يرعين الأسر التي تشردت وتشتت في كل مكان .. صورة بشرية حالكة السواد مأساة وكارثة بشرية لم تشهدها المنطقة حتى في زمن المستعمر البريطاني رغم أنه كان غريب الدين واللسان والثقافة لكنه ما عبث بالنسيج الإجتماعي لهذه القبائل المتعايشة منذ الازل في هذه الرقعة الجغرافية الغنية بالموارد.
ولا أحد ينوح على كارثة السودان في دارفور.. فـ"دارفور" لا بواكي لها ..!!
في الوقت الذي بكت فيه أجهزة الإعلام الرسمية كارثة الفيضان في "كسلا" و أطلق العويل لكل العالم ليقدم مساعدته لإنقاذ السكان فيها .. وشتان ما بين الموت "غرقا" والموت "حرقا" .. خاصة إذا كان الأول بفعل الطبيعة والثاني بفعل الإنسان نفسه ..ضد أخيه الإنسان..
لا أحد في السودان وربما خارجه يحس بالحريق المندلع في دارفور .. لا أحد يفجعه مئات الآلاف الذين شُردوا من منازلهم والآلاف الذين قُتلوا ويقتلون كل صباح في دارفور.. لا أحد يسأل ما الذي يجري في دارفور ولمصلحة من ؟؟
لم يعد مفيدا الحديث عن ابعاد الأجندة الأجنبية من القضية .. عندما تصبح القيمة "صفرية" للإنسان فإنه لا أحد يسأل عن بطاقة من يطفيء الحريق .. حتى ولو كان السفاح "شارون" نفسه .. بلحمه وجلده الثقيل ..!!
بقلم عثمان ميرغني
-------------------------
نقلا عن موقع نيوز فور سودان
|
|
 
|
|
|
|
sama7-au
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست