|
|
 صفحات منسية في التاريخ السوداني
|
يكتنف التاريخ السوداني الكثير من الغموض وتتضارب حوله الأراء وتتعدد الروايات وما ذلك إلا لقصور البحث العلمي المنهاجي وإعتماد الدارسين على الأساطير والمراجع غير الموثوق بها علاوة على الروايات المتناقلة التي يبدو الغلو واضحا فيها كأسطورة الدجاجات التي كانت تبيض وعلى بيضها مكتوب أنه المهدي المنتظر أو أسطورة أصل الفونج أن رجلين من بني أمية قدموا البلاد وأستولدوا النساء علما أن الفياقرا لم تكن معروفة في ذلك الحين. كما أن كثيرا من صفحات التاريخ السوداني إما منسية وإما مجهولة بقصد وبدون قصد، وكثيرة هي تلك الصفحات مما يجعل الأمر مضنكا للتطرق إليها جميعا وقد إقتصرت في هذه العجالة على تسليط الضوء على أحداث ومواقف رأيتها هامة فيما لعبته من دور في مجرى الأحداث ببلاد السودان قديما وحديثا وما تركته من آثار واضحة في الثقافة السودانية; تلكم هي العلاقة الحبشية السودانية.
في القرن الخامس قبل الميلاد شهد العالم القديم مولد مملكة في الجزء الشمالي من بلاد الحبشة عرت في التاريخ بأكسوم، ولعبت دورا متميزا في مجريات الأحداث الدولية في ذلك الوقت بخاصة في الشرق الأوسط والساحل الغربي للبحر الأحمر وبلاد النوبة. وقد إختلف المؤرخون في أصل الأكسوميين والحضارة الأكسومية وذهبوا مناحي شتى. فمنهم من رأى أنها جماعات سبئية هجرت موطنها الأصلي في جنوب جزيرة العرب بعد أفول نجم المملكة السبئية بسبب إنهيار سدها الشهير والسيل العرم وتفرقهافي كل صوب وحدب ومن هنا جاء القول: وتفرقت أيدي سبأ. وبناءا على هذا الرآي فقد جاءت تلك الجماعات إلى بلاد الحبشة وهي في كامل رقيها الحضاري كوريث شرعي لمملكة سبأ وتزاوجت وإمتزجت بالشعوب الكوشية صاحبة البلاد. وعليه فقد صنف هذا المزج الحضاري كحضارة آفروـآسيوية ولغاتها ضمن المجموعة اللغوية السامية.
ويرى آخرون أنها حضارة محلية الأصل والمنشأ ويعزون التماثل الثقافي الجزئي مع جنوب الجزيرة العربية إلى عومل الأتصال بين الحضارتين أو أن الحضارة الأكسومية هي الأصل والأخرى هي الفرع. ويبدوا أن الكوشيين قد أسسوا ثلاث حضارات متميزة تختلف عن بعضا في الجزيئات وتتفق في الأصول، تلك الحضارات هي: الحضارة الفرعونية والحضارة النوبية والحضارة الأكسومية علاوة على حضارة البجه أو البليميس كما يسمونهم الأغريق.
الرآي الثالث لا يحظى بقبول أو تأييد معظم المؤرخين ويشير إلى أصول هندية للأكسوميين والبجه على حد سواء. وتمضي الرواية تحدثنا عن وصول هجرات متعاقبة من شبه القارة الهندية سكنت كلا ساحلي البحر الأحمر ومنهم جاء السبئيون والأكسوميون والبجه وشعوب أخرى. ورغم الأختلاف في منشأ الحضارة الأكسومية وأصول الأكسوميين إلا أن ما يعنينا هنا الدور الذي لعبته الشعوب والمملكة الأكسومية في مجرى الأحداث في بلاد النوبة.
كان الصراع على أشده بين النوبة والأكسومين للسيطرة على التجارة مع الهند والطريق التجاري المائي المتمثل في البحر الأحمر. ورغم العداء الظاهر بين الدولتين فقد كانت التجارة مزدهرة بينهما تشهد بذلك اللقي والدلالات الأثرية التي عثر عليها الآثاريون في مواقع كلا الحضارتين.
بعد غزو الرومان مصر وحربهم الضروس مع النوبيين دخلت بلاد النوبة في تحالف مع الرومان غير في مجرى الأحداث بالمنطقة فقد أصبح النوبيون في وضع أفضل من عدوهم الأكسومي. غير أن الرومان سرعان ما غيروا في سياستهم وإستراتيجياتهم العسكرية وأستبدلوا الصديق بالعدو ووجدوا في الأكسوميين خير حليف يخدم مصالحهم العسكرية والتجارية. منذ ذلك الحين والنوبيون يعانون العزلة والتهميش والصراعات الداخلية وهجمات البجه المتلاحقة. وفي عام 350 ميلادية تقريبا سار الملك الأكسومي عيزانا بجيوشه متوجها صوب العامة النوبية مروي التي كانت في وضع سياسي وعسكري لا تحسد عليه فدخلها دون عناء كبير وأشعل النيران فيها معلنا بذلك خاتمة المطاف لدولة لعبت دورا هاما ومؤثرا في الأحداث الدولية للعالم القديم حيث تشهد مخلفاتها بالمستوى الراقي الذي وصلت إليه في شتى مناحي الحياة.
ثلاثمائة عام عقبت هذا الحدث التاريخي الهام إتسمت باللبس والغموض تطل علينا بعدها ثلاث دويلات نوبية مسيحية مر عليها المؤرخون مرور الكرام. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن ماذا فعل الملك الأكسومي بعد أن قضى على غريمه النوبي؟ هل خف راجعا إلى بلده تاركا وراءه نيرانا ودخانا وحاملا معه من الثروة النوبية ما قدرت جيوشه على حملها على غرار ما فعله جنكيز خان والمغول؟ لا وجه للمقارنة هنا بين جنكيز خان والملك عيزانا فالأول محارب بدوي عشائري والثاني ملك لدولة متحضرة بمقاييس ذلك الزمان فالأحرى به ضم تلك الدولة المهزومة إلى نفوذ ملكه وسلطانه والأنتفاع بثرواتها المادية البشرية على مر السنين ما أمكن ذلك عملا بتوجهات وسياسات الأمبراطوريات القديمة.
لست هنا بصدد الجزم بما حدث فعلا بعد سقوط مروي ولكني أفترض أن الأكسوميين قد بقوا يديرون البلاد ويمتزجون بالسكان المحليين إمتزاجا نتجت عنه السحنة والهيئة الشكلية الحاليتين لمعظم سكان السودان الشمالي. وحالما يتحقق إثبات هذا الأفتراض بالبحث الأثاري المنهاجي فإن مسألة الهويةللمواطن السوداني الشمالي قد تجد في آخر الأمر ما يقطع قول كل خطبب. ونستشف من التماثل الثقافي والشكلي في وقتنا هذا بين الأنسال الأكسومية وقبائل السودان الشمالي ما يعزز هذا الأفتراض، وللقاريء الكريم أن يميز بحدسه وفطنته بين الخطأ والصواب المتمثلين بزعم العروبة وإفتراض الأنصهار النوبي الأكسومي
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Abu Suzan)
|
We notice today a high level of similarity between Ethiopain and Sudanese cultures despite the diference in faith that made the gap between the two cultures to increase rapidly. Our language contain uncountable numbers of Ethiopian words. Hair braiding, music, facial scars....to name a few are no doubt shared by the two cultures
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Abu Suzan)
|
The name Ethiopia - a Greek name means the people of burnt faces - was used to refer to the people who inhibited Upper Nubia, the Blue Nile and Some parts of the Ethiopian Highlands. The words Abysinia was also a Greek name and was used exclusively to refer to the Axumites.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Abu Suzan)
|
شكرا يا أبو سوزان
أحد الأدلة على أن جنوب الجزيرة العربية وإثيوبيا كانا على اتصال كبير هو اكتشاف الآثار التي تدل على أن اللغة الجعزية وجدت كل من إثيوبيا وجنوب الجزيرة العربية..
ولا يستبعد أبدا أن يكون هناك اتصل من الهند بشواطئ أفريقيا القديمة وبشواطئ جنوب الجزيرة العربية، كما لا يستبعد أن تكون الحضارات الهندية القديمة قد غزت هذه الشواطئ أو أخذت منها أسرى أو أرقاء .. كل هذا وارد ويقبله العقل.. يكفي أن نعرف أن اللغة الجعزية نفسها تشبه من حيث الحروف اللغة الهندية كثيرا..
ولك السلام، مع رجاء المواصلة وذكر المصادر والشواهد لأنها مهمة..
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Yasir Elsharif)
|
لك التحية يا أستاذ أبو سوزان .... و حقيقي ثمة فقرات من تاريخ السودان تكاد تكون مهملة تماماً ولا يُعرف عنها إلا أقل القليل.... نتمنى أن تكون المصادر التاريخية التي تستمد منه المعلومات صادقة ومتابعة للتغطية والسرد التاريخي لتلك الحقبات من تاريخ بلادنا ... ليتسنى لنا معرفة ما غمض علينا من حقائق وربما قد تبطل الكثير من الإدعاءات والمعلومات المغلوطة التي كانت ومازالت سبباً مهما في الكثير مما يتأجج من نيران النعرات القبلية في بلدنا الحبيب...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Abu Suzan)
|
ابو سوزان افادك اللة واصل,,
هنالك بعض المعالم التى لا تخفى على لبيب مثل الاسماء فى نواحى الخراب الباين للغزو الاكسومى,,واوافقك القول فى ماذا بعد الغزو !!واعتقد ان هتالك بقايا لذلك الجيش وعادات وتقاليد ووجدان,,البحث سوف يمتعنا فتاريخنا رغم غموضة فى الكثير الا وانة ماتع!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صفحات منسية في التاريخ السوداني (Re: Abu Suzan)
|
Dear Yasir, Bitalneel and Kofi...thanks for the comments. I based my interpretation not on one source or a few references. It's my experience in this area of Oriental & African Arachaeolgy for 12 years. However I might recommend you to read the publications of " East and West" published periodically by the Ialian Institute for Midle and Far East Studies known as IsMEO in Rome for which I worked as assistat researcher for a couple of years. A book in particular is most interesting to read by the Professor Garbini " Semites: peoples and Cultures". The publications of The American Foundation for the Study of Man and Harvard Semetic Museum are of more interest. About Ethiopian Archaeology I recommend reading the many books which I don't recall their titles by Richard Bankhurst. Professor Shini is most recommended to read for in regards to Meroetic Nubia
Thanks
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Yasir Elsharif
bitalneel
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست