|
بعد ايه جيت تصارحني
|
الانقاذ» مارست الاقصاء وتصفية الحسابات عضو بمجلس انقلاب البشير يحذره من مصير صدام
قال العميد صلاح الدين كرار عضو مجلس قيادة «ثورة» الإنقاذ المحلول والسفير الحالي بالبحرين ان الإنقاذ كغيرها من الأنظمة الشمولية التي سبقت في السودان وغيره اعتقدت أنها تستطيع التمادي في حكم السودان منفردة وتجاهلت الآخر.
وهو أمر في غاية الخطورة بعد أربعة عشر عاماً لأنه يؤدي الى نهايات شهد عليها التاريخ القديم والحديث وكان أخرها نظام صدام في العراق. وقال نحن الذين نتحمل مسئولية انقلاب 30 يونيو 89 واسميه انقلاباً وليس بكنيته الإنقاذ إمعاناً في التجرد والوضوح.
وأضاف ان الإنقاذ لم تستطع ترجمة نظرية الدولة الإسلامية الى الواقع وقد احبط المواطنون بعد أن رأوا طرح الحركة الإسلامية في الفترة الديمقراطية مقارنة بالتطبيق بعد قيام دولة «المشروع الحضاري» بل أن ما عايشه الناس بعد 1989م كان أقرب الى نموذج الدولة الأموية والدولة العباسية منه الى دولة المدينة الفاضلة.
وقال ان الإخفاق الآخر هو أنها مازالت تعيش حتى اليوم وكأن زمام الأمر بيد غيرها وهي تتعامل مع الآخرين بهذا المنطق وتنسى أنها أصبحت دولة مسئولة عمن يؤيدها ومن يعارضها بل إن مسئوليته عن أعدائها أوجب منها عن أصدقائها، وضرب العقيد كرار مثلاً بعمليات الإحالة للصالح العام وقال انها لم تكن سوى تصفية حسابات قديمة بين كثير من قيادات الحركة الإسلامية الطلابية والنقابية في عهد سابق بدلاً من تنزيل نموذج فتح مكة ودخول الرسول اليها.
وقال ان الإنقاذ لم تكتف بذلك بل أصبح الولاء مقدماً على الكفاءة مما اضعف الكثير من المرافق وهز هيبة الخدمة العامة مما أدى بالقلة التي أفلتت من الإحالة للصالح العام للانزواء او مجاراة وارضاء من دونهم في الهيكل الإداري حفاظاً على مواقعهم.
وأوضح العميد كرار عبر مقالة أرسلها لصحيفة «أخبار اليوم» السودانية المستقلة انه قصد في هذه الذكرى الرابعة عشرة للانقلاب أن يقصر الحديث على السلبيات وقال أن ما ذكره من الاخفاقات هي نماذج للتذكرة والعبرة ويمكن أن يسوق الكثير منها الذي قد يغضب البعض وقال أنه كما لا يقلل من انجازاتها فإن الانقاذ تبقى لتقاس بما بشرت به وما عابته على الآخرين في أول أيامها وما طبقته عليهم من قوانين خلال أربعة عشر عاماً استمدت شرعيتها من قيم إسلامية.
وكانت الشعارات الإسلامية التي تملأ الساحة خاصة في الأعوام الأولى تعبر عن ذلك، وألمح العقيد كرار في وصفه لأوضاع الذين قاموا بالإنقاذ وإحلال آخرين بأن الذي ركب القطار هو الشخص الذي حضر للوداع بدلاً عن المسافر وأردف بمناشدة الطيب إبراهيم محمد خير الوزير المكلف برئاسة الجمهورية والمستشار الأمني للرئاسة بإعادة الاعتبار لأعضاء مجلس قيادة الثورة أو وضعهم على الأقل ضمن القائمة الرسمية للدولة ودعوتهم للاحتفالات بأعياد ثورتهم.
وعلى هذا السياق ذكرت مصادر صحفية ان اللواء إبراهيم نايل ايدام عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ ومسئول جهاز الأمن في بدايتها ووزير الشباب والرياضة الأسبق وعضو المجلس الوطني (البرلمان) منع من الدخول للاحتفال بالذكرى الرابعة عشرة بالقصر الجمهوري وشوهد وهو يغادر القصر غاضباً.
الخرطوم ـ «البيان»: عدد يوم الاربعاء 2 يوليو 2003
|
|
|
|
|
|