|
ما بين النور والنار مقالة نشرت بجريدة عكاظ السعودية
|
أحتراق بمحطة برى الحرارية .. هل هو القدر أم الصدفة أم التقصير . تصادف و بنفس يوم الإثنين 03/يونيو 2003م موعد الحادثة و لقاء يتم الترتيب له مع وزير الكهرباء لمناقشة قضية قطوعات الكهرباء التي يعيشها السودان منذ زمن بعيد . وأدى حريق المحطة إلى الغاء البرنامج و توجه الوزير إلى مكان الحادث إنها مصادفة غريبة شدت أنتباهى و بدات أربط فيما بين الحدث و الحديث لنبدأ البحث عن الحقائق و نتحرى الأمر . سؤال ؟؟ هل الطاقم و الذي كان يعمل بالوردية لم يع بمفهوم أمن و سلامة العمل ؟ وهل تم أخذ الحيطة و الحذر و أتباع ارشادات الأمن الوقائي و الخاص بالمؤسسات و الشركات و المصانع الكبرى ؟ هل كان هناك أليات ينبغى توافرها للتعامل مع مثل هذه الأحداث و الكوارث أن صح التعبير ؟؟ و أخيراً هل تم تدريب و تأهيل العاملين بالمحطة أنفسهم على كيفية التعامل في مثل هذه الكوارث أم ترك الأمر برمته للإمكانيات المتواضعة جداً ، و كما شاهدناها على شاشات التلفاز من سيارات تحمل الماء فقط مع العلم بأنها محطة كبرى لتوليد الكهرباء ينبغى أن يكون التعامل معها عن طريق " الرغوة و المواد الكيماوية " لتواكب و ننقذ الحدث من الإستفحال و الذي أدى بنا إلى الكثير . و رغم المعاناة و الشح الذي نعانيه ليل نهار في مصدر الطاقة إلا أن الإصرار على نهج تبلد الحس و العقل و عدم التفكير حد بنا من الإرتقاء لإيجاد حل جذري و ترياق يشفى صدورنا من ألام السنيين . و اخشى أن ننتقل من الظلام الأصغر غلى الظلام الأكبر لننسى و نتناسى مع الأيام ما هى الأسباب التي أدت بنا إلى فرض " الظلمة " على الشعب السودانى و لماذا ؟؟ نقف دائماً مكتوفى الأيدي هلى هى الإمكانيات أم الإسطوانات التي مللنا ترديدها و التي شاخت و إنكسرت مع الزمن و التي أثقلت سمعنا أيضاً أنه لأمر يهدد و بقوة كيان دولة قد تنهار بأي لحظة دون سابق إنذار و على أمل أن تنكشف الحقائق و أن يأخذ القانون مجراه و يجب أن تتوخى لجان التحقيق كل الصدق و المصداقية فى مثل هذه الحادثة التي نأمل أن تكون درساً عميقاً لكل المسؤولين في توخى الأمانة و الإضطلاع بالدور المناط بدلاً من أن نفجع مثل هذه المواقف التي تجعلنا نشعر و كأننا نعيش حقبة ما قبل الإستقلال .
خالد زمراوي محام و مستشار قانوني
|
|
|
|
|
|