|
أنا أحب ابن تيمية ، ولكن الحق أحب إليَّ منه
|
كثر في المنتدى مؤخراً الإختلاف في الرأي وهو أمر محمود إلا أن حدة تلك الإختلافات حد الإختلاف والإقتتال وإستخدام أدوات محرمة شرعاً في أدب الحوار إن جاز التعبير هو الأمر غير المحمود فجمعينا مخلوقين من نفس واحدة وقد ألهمنا الخالق جلت قدرته طبائع شتى وأن أصلنا جميعاً من تراب وفي عقولنا آفاق ورؤى لا يحيط بها إلا الله. ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين سورة الروم هذا التنوع الذي خلق الله الناس فيه لا ينبغي أن يكون سبباً للشقاق والخصام والتنازع بل يجب أن نجعل من خلافنا سبباً للتكامل والتعاون فيما فيه مصلحة الخير والحق. اجتمع متناظران فقال أحدهما للآخر: هل لك في المناظرة ؟ قال: على شرط؛ أن لا تغضب، ولا تشغب، ولا تعجب، ولا تحكم، وأن لا تجعل الدعوى دليلك، وأن يجعل كل منا الحق غايته، والرُّشد بُغيته. ولذلك قال ابن القيم، لما اجتهد في مسألة خلاف رأي أستاذه ابن تيمية، وعاتبه بعضهم لمخالفته لرأي أستاذه: أنا أحب ابن تيمية، ولكن الحق أحب إليَّ منه. إن وحدة الحق، وتفردَّه، لا يعني أن الطريق إليه واحد، ولا يعني أن التعبير عنه يكون بأسلوب واحد، ولذلك فإن التعدد في الوسائل والأساليب التي لا تمسُّ بجوهر الحقيقة أو تشوهها ليس مرفوضاً دائماً. إن مصادرة آراء الآخرين، وغلق الأبواب في وجوههم يجعل جذور الخطأ تمتد إلى الأعماق، ومن ثم يصعب تصحيحها أو على الأقل تخفيفها، ولهذا فنحن نحتاج إلى ترويض ومتابعة لكي نتعلم كيف نحترم الرأي الآخر، وننجو من مصادرة عقول الآخرين. وليس بالضرورة أن يخلص الحوار في جميع المسائل إلى اتفاق الكلمة - وان كان ذلك من الأمور المحببة- لان المدارك والإفهام قد تختلف من إنسان إلى آخر، وما قد يكون واضحاً جلياً عندك قد لا يكون كذلك عند غيرك ، قال الله تعالى ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وما يتبين لك صوابه الآن، قد يتبين لك خلافه غداً لأمر ينقدح في ذهنك. --- اللهم إنا نسألك زيادة في الدين وبركة في العمر وصحة في الجسد وسعة في الرزق وتوبة قبل الموت وشهادة عند الموت ومغفرة بعد الموت وعفوا عند الحساب وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنة وارزقنا النظر إلى وجهك الكريم
|
|
|
|
|
|