النزعة العسكرية لدى الأنظمة الشمولية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 07:23 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-10-2003, 07:40 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
النزعة العسكرية لدى الأنظمة الشمولية

    النزعة العسكرية لدى الأنظمة الشمولية
    حسونة المصباحي

    كيف نفسر النزعة العسكرية التي طبعت شخصية صدام حسين ودفعته الى خوض العديد من الحروب الخاسرة التي ادت في النهاية الى سقوط نظامه، هل نكتفي مثلا، بتلك التفاسير التي تقول ان صدام حسين مريض بجنون العظمة، وانه كان يطمح ان يكون خليفة لـ(نبوخذ نصر) او لصلاح الدين الايوبي، لذا خاض حروبا داخل بلاده وخارجها بغرض تحقيق مثل هذا المطمح؟ او بتلك التي يرى اصحابها ان النزعة العسكرية لديه نابعة من التربية العشائرية الخشنة التي طبعت شخصيته في البداية وظلت حاضرة بقوة في جل ممارساته وسلوكياته وافكاره؟
    طبعا يمكن لهذه التفاسير ان تكشف لنا جانبا من الحقيقة، غير انها ليست كافية في نظري، لذا من الافضل ان نوسع البحث ونعقد مقارنة بين نظام صدام حسين وانظمة شمولية اخرى تشبهه، مثل الفاشية والنازية، لكي ندرك الاسباب الحقيقية للنزعة العسكرية التي شكلت العمود الفقري لسياسته منذ البداية وحتى النهاية.
    حتى نهاية الحرب الكونية الاولى، كانت الحرب كما حدد ذلك عالم السياسة المعروف هانس كوهن 1891 ـ1971 في نصه الشهير «الفلسفة الشمولية للحرب» الصادر عام 1939، كانت وسيلة سياسية نستعملها فقط في اللحظة الاخيرة كحل اقصى، اما السياسة فكانت فن تجنب الحرب التي كانت تعتبر امرا غير طبيعي.
    غير ان ظهور الفاشية، انطلاقا من مطلع العشرينات من القرن الماضي، جعل من الحرب طابعا من طوابع الوجود، ولم تعد انحرافا يعود الى خلل اخلاقي او ثقافي، كما جعل منها ايضا الوسيلة المثلى للتعبير عن القوى الحية والجمالية عند الانسان، مقابل ذلك اصبحت السياسة مجرد وسيلة لاعداد الحرب والتهيئة لها. ومنذ ذلك الحين انمحت الحدود بين الحرب والسلام، واصبحت الدولة باقتصادها ومؤسساتها ثكنة واسعة فيها يهيمن الفكر العسكري على جميع مظاهر الحياة الفردية، والجماعية وفيها ينعدم الاعتبار للفنون والآداب، وتتركز كل الجهود على صنع الجندي المحارب. وقد عبر موسيليني عن ذلك قائلا: «على الامة كلها ان تكون امة عسكرية في الحياة، لا يمكن ان تكون هناك بهجة. اعتبر ان الامة الايطالية في حالة حرب مستمرة. فبالنسبة لي الحياة جهاد ومثابرة ومجازفة. ان الفاشية تحتقر الحياة المرفهة. والعقيدة الفاشية هي البطولة».
    وقد حول صدام حسين المجتمع العراقي الى مجتمع عسكري، ولم تسلم من ذلك اية مؤسسة تربوية او اجتماعية او مهنية او غيرها، وخلال العقود الثلاثة الاخيرة نسي العراقيون ان بلادهم انجبت شعراء كبارا من امثال عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وسعدي يوسف ويوسف الصايغ وحسب الشيخ جعفر وآخرين، وباتوا مجبرين على ترديد اناشيد سخيفة تمجد الحروب الخاسرة التي يخوضها صدام حسين على الجبهات الداخلية والخارجية، وانعدمت الفرحة في بيوتهم وفي حياتهم وتحولوا الى شعب كئيب يبكي موتاه ومفقوديه وابناءه ومشرديه في جميع اصقاع الارض. وفي مختلف المدن والقرى لم يتبق هناك ما يمكن ان يبهج القلب او النظر، ذلك ان صدام حسين بسط صورته البشعة على ارض العراق كلها حتى لم يعد باستطاعة العراقيين ان يروا غيرها في صبحهم وفي مسائهم، اما ثروات العراق الهائلة فقد صودرت لتهدر في شراء اسلحة لا نفع لها ولا جدوى غير مضاعفة مصاعب العراقيين واوجاعهم.
    وحسب منظر النازية الشهير كارل شميت، فان النزاعات السياسية التي هي بالنسبة له نزاعات وجودية «لا يمكن ان تحل لا بالوسائل العقلانية ولا الجمالية وانما بالحرب وحدها»، لذا فإن الانسان ينظر الى كل من يواجهه في طريقه الى طموحاته وشهواته وكما، لو انه عدو لدود لا بد من التخلص منه. وعلى ضوء ذلك ادار ادولف هيتلر سياسة بلاده الداخلية والخارجية، لذا كانت الحرب بالنسبة له «سمت الحياة السياسية»، كما يقول هانس كوهن، وتحت تأثير الدعاية النازية، اصبحت الاغلبية الساحقة من الالمان تمجد الحرب والجيش الالماني وترى في السلام ضعفا وخطرا على قوة الامة وسلامتها. ويتجلى ذلك من خلال الفقرة التالية الواردة في «كفاحي» حيث يقول «ادولف هيتلر» ان المانيا هي المثال الرائع لامة اسست فقط على قواعد سياسة القوة. ان بروسيا، النواة الاصلية للرايخ، انبثقت من بطولة مشعة وساطعة وليس من المعاملات التجارية والمؤامرات المالية والرايخ نفسه لم يكن الا المكافأة الاشد بهاء وروعة لسياسة القوة والشجاعة لدى المحارب امام الموت.
    وعندما كانت الاصوات تتعالى لتجنب حرب عالمية ثانية كانت ملامحها قد بدأت تبين في الافق، كتب موسيليني يقول: «ان الحرب بالنسبة للرجل هي بمثابة الامومة بالنسبة للمرأة. انا لا اؤمن بسلام دائم. وليس ذلك فقط، وانما انا اعتقد ان ذلك امر محبط وهو في النهاية نفي للفضائل الاساسية التي يمتلكها الرجل».
    مثل هذا الكلام يؤكده ايضا بيان صدر عن الحزب الفاشستي الايطالي بتاريخ 20 ديسمبر (كانون الاول) 1929 فيه ورد ما يلي: منذ نشأته وحتى هذه الساعة والحزب الفاشستي يعتبر نفسه في حالة حرب دائمة، ذلك ان الفاشية هي قبل كل شيء عقيدة تدفع الايطاليين الى العمل كما لو انهم جنود يطمحون الى كسب الحرب التي تخوضها الامة ضد اعدائها». وفي خطاب القاه يوم 25 اغسطس (آب) 1934، زاد موسيليني تأكيدا على ذلك قائلا: «سنكون امة حربية، تزداد تمتعا يوما بعد يوم بخصال الطاعة والولاء والتضحية والاخلاص للوطن. معنى ذلك ان كل حياة الامة، الاقتصادية منها والاجتماعية لا بد ان تكون ملبية لضروراتنا الحربية».
    ولم يكن نظام صدام حسين مختلفا من هذا الجانب عن النظامين الفاشي والنازي، فقد كانت الحرب وسيلته الوحيدة في التعامل مع الاقليات داخل بلده ومع الجيران الذين يحيطون به. وكان الجميع بالنسبة له اعداء تجب محاربتهم والتصدي لهم بالقوة لانهم يمنعونه من تحقيق اغراضه وتوسيع نفوذه. يستوي في ذلك الاكراد والايرانيون والكويتيون والغربيون، خصوصا الولايات المتحدة الامريكية، ولو عدنا الى تاريخ نظام صدام حسين منذ نهاية السبعينات حتى سقوطه لعاينا انه كان دائما يسعى الى الحرب بأية طريقة كانت، رافضا المفاوضات ذلك انه كان يعتبرها «اداة الجبناء والضعفاء». اما القوة فهي في نظره الاداة المثلى والوحيدة لحسم القضايا العالقة ولايجاد حلول للمصاعب السياسية والاقتصادية التي كانت تواجهها بلاده، وكما هو الامر بالنسبة لكل الانظمة الشمولية، كان المجتمع العراقي برمته خاضعا خضوعا تاما للدولة. وليس بامكان اي مجال اجتماعيا كان ام فرديا ان يكون متحررا من سيطرتها. والدولة هي الحزب الذي يتماهي معها ومع المجتمع ممتصا كل الادوار التي من المفروض ان يقوما بها. ولان الحرب اصبحت تطبع كل مظاهر الحياة، فإن نشاطات الجميع من عمال وفلاحين ورجال صناعة وعلماء واساتدة وغيرهم، لا بد ان تكون في خدمة المجهود الحربي. وعوض ان يستغل خبرات العلماء الذين تكونوا في ارقى الجامعات لتطوير المجتمع، وتعميق البحوث العلمية في جميع المجالات، قام النظام العراقي بتجنيدهم لخدمة اغراضه الحربية الدنيئة والعدوانية متفقا في ذلك تمام الاتفاق مع كارل شميت منظر النازية الذي يقول: «ان الحروب هي جوهر الحياة. وطبيعة الحرب الشاملة هي التي تحدد طبيعة الدولة وشكلها الشمولي».
    Alsharq Alawsat Newspaper
    Alray page
    04-10-03
                  

05-12-2003, 06:30 PM

zumrawi

تاريخ التسجيل: 08-31-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النزعة العسكرية لدى الأنظمة الشمولية (Re: zumrawi)

    Up
                  

05-12-2003, 08:56 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: النزعة العسكرية لدى الأنظمة الشمولية (Re: zumrawi)

    الاخ زمراوي
    ان الربط بين القوة العسكرية والاستبداد يحتاج الى اعادة نظر
    هل امكن في التاريخ
    او هل يمكن
    ان توجد قوة غير مستبدة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de