|
التخويض في دم العراقيين : سعدي يوسف
|
التخويض في دم العراقيين سعدي يوسف مثل ماكان متوقعا، أسرع البعثيون القدامي، المنضوون تحت البيرق الأمريكي الآن، في عودتهم إلي العراق مع دبابات المحتلين وطائرات الأباتشي، تنفيذا لأوامر سادتهم الجدد، وطمعا في الغنيمة من سلب ومنصب. الأسماء كثيرة: حسن العلوي، سعد البزاز، ابراهيم الزبيدي، مشعان الجبوري... إلخ. في خيمة الناصرية، أمس، الخامس عشر من نيسان هذا، عين الجنرال المتقاعد غارنر، عددا منهم وكلاء له، مثل ابراهيم الزبيدي و مشعان الجبوري. في 1992، دخل الضباط العراقيون، خيمة سفوان، بأمر من صدام حسين، ليجلسوا قبالة الجنرال شوارتزكوف ليوقعوا وثيقة وقف إطلاق النار التي هي في حقيقتها وطبيعة شروطها استسلام مؤجل. أما خيمة سفوان الناصرية (الخيمة الكبيرة بتعبير غارنر)، التي رفعت وسط سوافي الرياح والتظاهرات المضادة. فقد دخلها أنفار، بأمر من غارنر، ليستمعوا إلي مايقوله غارنر وينفذوه. وقد عين غارنر وكلاءه وجلاديه. أحمد الجلبي الذي كان تعرض لمحاولة اغتيال لم يجرؤ علي الحضور، خشية أن يلقي ماالقيه عبد المجيد الخوني، ونزار الخزرجي، قبل أيام. من بين هؤلاء الجلادين، مشعان الجبوري، الذي جابهته جماهير الموصل بانتفاضة أغرقها الجنود الأمريكيون بالدم، حماية لجلادهم، وبأمر منه، بعد أن أحرق المتظاهرون سيارته.. أمس لقد قتل وجرح العشرات من المتظاهرين في الموصل الكريمة. مشعان الجبوري هذا، الذي عينه غارنر حاكما بالوكالة علي الموصل ، كان مرافقا لصدام حسين من راكبي الدراجات البخارية، وكان له دور بشع في قمع الأكراد، حتي قال يوما: لقد وصل دم الأكراد إلي ركبتي. وهو الحكم الأمريكي مشخصا وواضحا، خوض في دم الأكراد أيام صدام حسين، وهاهوذا الآن يخوض في دم العرب من أبناء الموصل. التخويض في دم العراقيين، يريده غارنر، وينقذه مشعان. العدد الحالي الأعداد السابقة
|
|
|
|
|
|