|
لإزالة توتري ... مجرد تخيلات
|
في الباص و أنا في طريقي للعمل ، حاولت أن اصرف تفكيري عن ما ينتظري من مهام ، و غيرها من الأمور . و الأهم من ذلك مقابلة الوظيفة الجديدة . فأغمضت عيني و تذكرت زمان ، زمن ما كان الناس عايشين في كهوف . لمن كان الشعر المنفوش موضة ، و جلد الفهد عز و بحبوحة . كان الراجل يقوم الصباح يلقي زوجته قاعدة حارسة العجين لمن تجمر بحرارة الشمس ، و تراقب في الاطفال. يقوم يشيل سلاحه ، و يكورك معلن خروجه للصيد . و الزوجة تقوم تزغرط ، و الراجل الشجاع يخطوا بخطوات ثابتة نحو الأدغال . و عند أول شجرة يقيف و يتراجف ، مسكين يا ناس ، ماشي يسك ليه ديناصور ! . حسي كان في داعي يورط روحه بالشكل ده ، ما كان يقعد في كهفه و يعمل فيها عيان ، محموم ، موجوع . و فجأة يظهر جاره ، كان داير يزاحمه في ظله ، الرجفة تختفي و الكواريك تبدا ... نحن أهل القوة و العزم ، ماشين نصطاد .. و نجيب الغذاء ... يودعوا بعضم وداع الفراق و عدم اللقاء . و كل واحد يمشي في طريقة .. صاحبنا يلقي ليه دوينصر – بيبي ديناصور – و عينك ما تشوف إلا النور ، برطعة شديدة ، و مساككه خطيرة ، و طبعا صاحبنا هو المسكوك ... عداء أوليمبي .... لا منشطات ، لا حقن و لا حبوب ... أدرينالين طبيعي .... و الدوينصر ما مصدق ، لقه ليه مزمزه .... و أخونا فتاحه ، ما تلم فيه إلي عند خط النهاية ... المهم ، بعد بدأ السباق بفترة ، دوينصرنا يتعثر في حجر ، ينبطح أرضا ، و رأسه يخبط في جذع شجرة ، أول مرحلة تعرف الانسان علي الهزة الأرضية، حياته كانت قصيرة .... كلها غلطة ماما ديناصور ... كيف خلته يطلع من البيت براه ..
أخونا طبعا ما واعي ، لسه جاري ، لمن وصل طريق مسدود ، اتلفت ..... وين المخرج ؟ ... دقيقة ! ... و ين الحاجة الكانت ساكاني ؟ .... يقرر يرجع البيت ، و مافي طريق غير الجا منه ..... و ماله العيش حاف ؟ ... و بعدين ما لازم كل يوم لحمة .... في طريق العودة يلقي ليك البيبي منبطح ..... عامل لي فيها ميت .... فاكر روحك حريف .... غيرك كان أشطر ...... لكن حسي أمشي من وين ... كدي أنتظر لمن ييأس و يقوم يمشي ... و يمضي الظل – الساعة في عصرهم - ... و الدوينصر ما اتحرك .. و صاحنا تعب .... معقوله يكون مات ... كدي ألكزه ... ما أتحرك ... كدي أفلجه .... مافي حركه ...... لا لا شكله مات .. هجوم قوي ، قطيع ، مذيق .... عمليات خطيرة جدا ..... في النهاية طلع ليه بـ 30 كيلو ستيك صافي ...... وصل البيت بعد جري نضيف ... ما الحلة كلها ساكاه ، دايره نصيبه ! ..... الزوجة عند مدخل " فيلا كهف الراكض " ... زغاريط شديد ..... و الراجل ما صدق .. عاش ليك الدور ..... من كرمه عزم الحله ... و الحله المجاورة ، رسل ليهم بطاقات دعوه دخانية – و ديل و صلوا بعد العشاء بكم سنة - ... الليل كله يحكي بصيده ... و كيف انه سك الديناصور الضجم المفترس .... و لمن أشتبك معاه في قتال عنيف .... و هو من براعته و لا اتخدش . النسوان يزغرطن .. و الرجال ناكشين ليك الفيلم ، بس ممشين الدور ..... المهم ، الحفلة خلصت ... و أقبل الصباح .... و الزوجة قعدت تحرس العيش و الأطفال ... و الراجل طلع يلعب سك سك .... و صلت الشغل .....
مع كامل الأحترام و التقدير ......
|
|
|
|
|
|