عزيزتي هوزيأولاً : كلامي لم يكن فيه أي نفس حار نهائياً، بمعنى أنني كنت أناقش للوصول إلى نتيجة أي كانت هذه النتيجة.
وثاني الأشياء يا هوزي لا تظني أن قولي (
قولتني) فيه اتهام لك بالكذب علي أو اتهام لك بأي صفة سيئة ولكني احسست بأنك لم تدركي بعض معنى ما أقول.
أقدر جداً جداً من يبذل دمه من أجل دينه أو معتقده أو من أجل وطنه وامته بغض النظر عن كونه يبذل ذلك من أجل جنة عرضها السموات والارض أو لأي سبب آخر، ولكن مع شرط واحد، أن يكون ذلك بقناعة تامة بأن ما يفعله هو من أجل شيء أغلى وأثمن من روحه. وهذا عموماً، أما خصوصاً فأقدر كل من يجاهد في سبيل الله (حق جهاده) وأقدر كل من يحاول رفع راية لا اله الا الله محمد رسول الله.
أكره جداً من
يستغل اندفاع الشباب المندفعين لأسمى الغايات ليحولهم إلى وقود (رخيص) للحرب، كما حدث في هذه الحرب الظالمة، حيث حولهم زبانية صدام حسين إلى وقود تافه رخيص لتستمر المعركة بأي صورة كانت ولم يراعي لأي شيء كان، وكما تناهى الينا أنهم كانوا من أشرس المدافعين عن بغداد فيما كان أهلها نيام، وأنا أعذرهم على نومهم لأسباب كثيرة، وهذا الشيء مقدر جداً جداً، ولكن الذي لايقدر هو أن صدام حسين التافه لا يستحق هذه التضحية ولا عشر معشارها لأنه انسان دكتاتور طاغية.
وربما تقولين لي أنهم لم يذهبوا
لنصرة صدام حسين بل ذهبوا دفاعاً عن العراق، وهذا يجانب الحقيقة، فالشعب العراق محتل بهذه الحكومة منذ عشرات السنين، ولو كان الأمر بهذا التبسيط المخل فلماذا لم يحاول
دعاة الجهاد هؤلاء وأقطابهم إزاحة صدام هذا من قبل لأنه محتل لايختلف ولا إنشاً واحداً عن أميركا او عن غيرها من المستعمرين.
وإذا وضعنا في بالنا أن صدام حسين هو المستفيد الأول والأخير من دماء هؤلاء الشباب لعلمنا مقدار الاستغفال الذي مورس عليهم، بمعنى أن جهادهم هذا لا يؤدي إلى هدفهم المنشود وهو إقامة لا اله الا الله محمد رسول الله في الأرض، بل سيؤدي إلى تثبيت أكان نظام صدام حسين زيادة على ثباته، وهذا مرفوض لأي سبب كان، وهذا خلاصة ما عنيته من أن هؤلاء الشباب يريدون شيئاً ونظام صدام يستغلهم لتحقيق شيء آخر تماماً.
هذا هو أس الخلاف يا هوزي، وما قصدت أن أجعلك تغضبين ولا قصدت أن تحردي النقاش معي، ولكني ربما قلت كلاماً وقع على سمعك بصورة مغايرة لما نطقته به، وهذا ما جعلك تظنين أني أحاول التقليل من شأنك أو إهانتك بصورة أو بأخرى، وهذا لم يحدث أبداً، ولم أقصده بأي شكل من الأشكال.
ولك العتبى حتى ترضي، وأرجو ألا يكون بخاطرك شيء، لأني حقيقة لم أكن أقصد ولا جال بخاطري أن كلامي ربما يغضبك.
.
(عدل بواسطة ود شاموق on 04-11-2003, 06:21 PM)