امسك صفحة 12
في مرافق التعليم ومشروع الجزيرة كمكي عباس وبخت الرضا كمحمد عمر وكمثال مكاوي سليمان أكرت الذي ألحقته بوزارة الداخلية وكان يكاتبه ويرعى تقدمه في وزارة الداخلية واذكر إني قرأت ضمن ما قرأت بعضاً من الرسائل المتبادلة بينه وبين مستر نيو بون ومنها رسالة يشكو فيها مكاوي، وكان وقتها يعمل بإدارة مركز الكرمك، من مزاجه الذي اختل بعدم وصول جريدة التايمز اللندنية لمقامه وقال له أن فاتته مركبة التايمز I have missed the Wagon of the London Times وهو تعبير يستخدمه الإنجليز لمن فاته مركبات اللنبي أو ؟؟؟؟؟؟ ، فرد عليه نيوبولد لا تثريب عليك وأمده بما افتقده، وكان يرعى الطلبة المبرزين أمثال حمزة ميرغني وسليمان وقيع الله وعلي عوض الله ونصر الدين السيد والطيب الطاهر وعبدا لكريم ميرغني وغيرهم كثيرون وحتى الصحفيين وكان يلاحق سيرتهم وأذكر أنه أشار إلى الأستاذ المرحوم بشير محمد سعيد بأنه صحفي واعد Budding Journalist
وكان لنيوبولد قناعة بأن السودان يجب أن يخرج من قاعدة الدول العربية فقد كان يرى أنه أقرب إلى الشعوب الأفريقية مزاجاً وثقافةً وأنه أي الاستعمار لابد من زواله بصورته التي كان عليها أبان الحرب العالمية الثانية وكان يرى مثل بعض مفكري مدرسة القارديان الفكرية وبعض أساتذة مدرسة لندن الاقتصادية التي يشار إليها ب (L. S. E.) أمثال هارولد لاسكي بأن الاستعمار يجب أن يستبدل قواعده العسكرية بالفكرية حتى تحافظ بريطانيا على نفوذها ومن هنا كان اهتمامه برعاية أبناء الشمال والجنوب كل على حده وبقدر ما عجبت لدفاع الدكتور منصور عن سياسي الجنوب في العهد البائد وغضه الطرف عن أفعالهم وعن مآسي الإنجليز