|
تسويق الدين ..للمتدينيين اصلا
|
د.مرتضى الغالي: وضع العاصمة..! الثلاثاء 03 يونيو 2003 06:00
الأمور (من هذا النوع) لا ينفع التعامل معها او علاجها عن طريق الهوجة والصياح ورسم خطوط الكفر والايمان‚‚ اقصد الأمور الكبرى التي تتصل بوحدة السودان وحقوق اهله وطبيعة نظام حكمه وعلاقات التعاقد بين مواطنيه ووضع عاصمته القومية التي يتم الاتفاق عليها لتسع كل (اخلاق السودانيين) لأن البلاد لا تضيق بأهلها‚‚ ما هذه الرايات التي خرجت فجأة لتسم اجواء التلاقي بين ابناء الوطن‚ والاستعداد لدفع استحقاقات السلام والتحول الديمقراطي واعتماد دستور المواطنة الذي اجازته كل هذه الاصوات التي تهتف الآن وهي تطوف بالخرطوم (مكاء وتصدية)‚‚! لقد ظل الصياح والهياج يسود الساحة السودانية ردحا من الزمان ولم ينجز ذلك شيئا على صعيد التنمية والوحدة والسلام وتخفيف اعباء المعيشة‚ ولم نتقدم بفضل هذا الهياج (بوصة واحدة) على صعيد تجاوز الازمات القائمة‚ بل ان الازمات قد استفحلت واحدة بعد الاخرى وازمة بعد مصيبة بسبب هذه (المعارك الهوائية) التي تدور في اغلب الاحوال بسبب محاولات غير مطلوبة لاعادة تسويق الدين للمتدينين اصلا‚ والايمان للمؤمنين وبيع المياه في (حارات السقايين)‚‚ وهي محاولات لا ضرورة لها ترمي الى الباس القضايا الحياتية والسياسية التي تقبل اختلاف الرؤى وتباين الآراء لبوسا كهنوتيا يجعلها تنتقل من التداول حول الصلاح والاصلح الى نطاق (الحلال والحرام) فتضيق بذلك واسعا وهؤلاء واولئك يعلمون ولكنهم لا يريدون ان يعترفوا بأنهم يعلمون‚ والأمر في قضية العاصمة القومية ابسط من كل هذا‚ وعلاجه يأتي بالحكمة والتداول لا بصيحات التكفير لأن المجتمع السوداني دفعت به تعدديته الى اتفاق الجميع على دستور المواطنة‚ والعاصمة القومية ليست استثناء من ذلك الخيار ويمكن حل قضيتها بالتروي‚‚ لأنه حيث توجد مصلحة فثم شرع الله‚‚!
الوطن القطرية ارسل هذا الموضوع
|
|
|
|
|
|