أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-18-2024, 05:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-01-2003, 12:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني (Re: Moawia Yassin)

    النائب الأول في أول حديث لرئيس التحرير بعد عودته من نيفاشا حــول المســار الشــاق للمفــاوضــات..

    گيـف تسنى للطــرفين إجتيــاز عقباتها والوصــول إلى الإتفـــاق؟

    المفاوضات إرتكزت على الإگتشاف الشخصي المتبادل بيني وقرنق


































    مفاوضات نيفاشا بين النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه والدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية رغم ما توصلت إليه من نتائج إيجابية حسمت خلالها أكثر القضايا العالقة تعقيداً، وهي قضية الترتيبات الأمنية، إلا أن العديد من التساؤلات والكثير من الشكوك قد احاطت بشأن مدى إحرازها للنجاح المنشود، وذلك اعتماداً على طول المدة التي استغرقت خاصة وسط حالة التعتيم التي أُحيطت بها مما أفسح المجال للتكهنات والشائعات التي كان بعضها لا يخلو من غرض أو سوء نية خصوصاً من قبل (أعداء السلام) الذين روجوا أن النائب الأول وضع مستقبله السياسي في كفة ونجاح المفاوضات في الكفة الأخرى، وهو ما أدى الى استطالة زمن عملية التفاوض من منطلق أنها تمثل مسألة شخصية على حسب ما روجته تلك الشائعات. ونشير أيضاً الى أنه بعد توقيع الاتفاق أشارت نفس الجهات (المعادية للسلام) الى أنه تضمن تنازلات. أما الذين أحسنوال الظن بالرجل وهم كثر ويمثلون أغلبية الناس فقد كانت مشاعرهم تؤازر جهود النائب الأول وتحرص على متابعة أنباء المفاوضات بترقب واهتمام كبيرين، وعزت طول المدة الى حرصه على بحث القضايا المختلفة بأناةٍ وصبر تجنباً للوصول الى حلول متسرعة. بينما كانت فئة أخرى تعتبر أن علي عثمان لن يتوصل الى اتفاق مع قرنق وأن المفاوضات ستصل الى نهاية سلبية مثلها مثل جولات سابقة للتفاوض اعتماداً على تراكمات انعدام الثقة بسبب تباين المواقف المعلنة للطرفين. ولهذا يبقى السؤال المهم هو: كيف جاءت النتائج على عكس توقعات البعض الذين فوجئوا بحدوث الاتفاق بصيغته المعلنة؟.. إذ تبين أن طول المدة كانت أهميته ليس تجاه التعمق في دراسة القضايا فحسب وإنما لأجل خلق الثقة بين الطرفين وكسر حاجز انعدام الثقة بينهما. وأنا في طريقي الى النائب الأول ظلت ترتسم في ذهني دوائر كل تلك التساؤلات وعلامات الاستفهام، وكنت على ثقة بأنني سأجد لديه إجابات تبدد ما أحاط بالمفاوضات من ضبابية، وكثير من تلك الأسئلة كانت لديَّ إجابات ذاتية عليها لكنني آثرت أن أطرح عليه تلك الأسئلة لأجل أن يتلقى الناس الإجابات حولها من النائب الأول مباشرة. وقد طرحت عليه في البدء السؤال الذي كان الأكثر ترديداً على الساحة: لماذا استغرقت المفاوضات كل هذا الوقت؟ وهل ذلك يعود الى أن القضية التي تناولها البحث وهي قضية (الترتيبات الأمنية) كانت من الصعوبة الى هذه الدرجة؟. ولماذا اخترتم بحث هذه القضية بالذات دون بقية القضايا الأخرى وهل ذلك يعود الى أنها أكثر القضايا إثارة للخلاف بين الطرفين وتعد قضية مستعصية يتوقف عليها مصير بقية القضايا الأخرى والمفاوضات كلها؟

    = أجاب النائب الأول على تساؤلاتي هذه باستفاضة في الجوهر والمضمون ومن خلال إجابته تبينت لديَّ صورة أجواء المفاوضات على حقيقتها وكيف كانت تسير. إذ قال إن الزمن تفسره عدة عوامل من بينها أن اللقاء بطبيعته هو الأول من نوعه. وبالنظر للمنطلقات التي ينطلق منها كل طرف فقد كانت هناك حاجة ماسة للاقتراب على الصعيد الشخصي.

    ü قاطعته: هل يعني ذلك اختبار كل طرف لشخصية الآخر؟

    = قال: نعم، ويقرأ شخصية من يريد أن يتفاوض معه بغض النظر عن التفاصيل والوصول لاتفاق.

    = وتابع الأستاذ علي عثمان قائلاً: تبقى الحقيقة وهي أن نجاح المفاوضات يعتمد في النهاية على إرادة الرجال الذين يقومون على مسؤولية التنفيذ ومدى جديتهم وصدقهم في أن يلتزموا بما توصلوا اليه. إن جانباً كبيراً من الوقت كان ضرورياً لنقضيه فيها ليس فقط ما نسميه علاقات عامة ولكن شيئاً أعمق من ذلك. بمعنى أنها كانت أقرب الى المصالحة النفسية التي تزرع بذرة الاطمئنان وتعين على طرح الشكوك والأوهام والانطباعات الموجودة لدى كل طرف عن الطرف الآخر. وقد نجحنا في تجاوز هذه النقطة بفضل المفاوضات المباشرة.

    = ومضى النائب الأول قائلاً: أنا هنا أحب أن أصحح أن المفاوضات كانت ذات خصوصية ولم تكن سرية وهناك فرق بين أن تكون سرية وبين أن تكون خاصة، بمعنى أنها ليست في الهواء مباشرة ولا بحضور الأطراف ولكن نتائجها واتجاهاتها ومواقفها كانت تبلغ للكافة أولاً بأول. ولذلك كان الرأي العام العالمي كله متابعاً. فإذن، ليس هناك شئ سرى بمعنى أنه كان هناك ما يقال في السر والهمس ولا يراد له أن يخرج للجهر أو أن يعلمه الناس، هذه مسألة مهمة جداً.. ولكن هذه الخصوصية في أن يكون الحوار مباشراً وبين طرفين دون حضور طرف ثالث أدى الى النجاح في هذه النقطة.. نقطة الاكتشاف المتبادل للصعيد الشخصي وقراءة الأفكار ثم التعرف على منهجية التفكير أو فرصها في المستقبل إذا ما وقع اتفاق. وهذا لم يكن ليتأتى لو أن هذا اللقاء كانت فيه أطراف أخرى، لأن هذا النوع من الحديث والحوار لا يصلح في حضور الآخرين. ولذلك ما يبدو الآن وكأنه مجرد قمة لجبل الجليد التي برزت للناس من خلال اتفاق الترتيبات الأمنية تحته مساحة واسعة من الترتيبات الشخصية والنفسية التي انبنى عليها ما بدأ يطفو للسطح وما يمكن أن يكون له أثر حقيقة ليس فقط في معالجة الترتيبات الأمنية ولكن حتى في ترتيب بقية الملفات والقضايا العالقة الأخرى.

    = قلت له: لابد أن وجودك مع جون قرنق قد شكل فرصة بالنسبة لكم للتعرف على شخصيته عن قرب.. وباختصار كيف وجدت جون قرنق؟

    - جاءت إجابته بالقول: مؤكد أنه رغم ما كان يسمعه الإنسان وترسمه مواقف الحرب والقطيعة السياسية فإننا قطعاً وجدنا الصورة مختلفة ومغايرة، بمعنى أن الحوار بيننا جرى أولاً على نهج فيه قدر كبير من اللباقة واللياقة والاحترام المتبادل، وليس معنى ذلك أنه كان مجاملاً لأنه كان طرحاً لمواقف أساسية لطرفين بينهما حرب ويريدان أن يتوصلا الى اتفاق ولذلك لم يكن هناك من سبيل في أن تطرح الأمور في شئ من المداراة والمجاملة. لقد كان هنالك قدر كبير من الوضوح والصراحة والمباشرة في طرح الأفكار ولكنها في قالب به قدر كبير أيضاً من اللياقة والاحترام للطرف الآخر.. ووجدت فيه كما قلت سابقاً قدرة على إدارة الحوار بطريقة منهجية ومرتبة، وان اختلفت مع الآراء ومع النتائج التي يتجه إليها الطرح ولكنك تحترم المنهج في طرح القضايا. وقد قادنا هذا الى بعض التحليق والنظر في القضايا الفكرية على الصعيد النظري حول عدد من القضايا تشمل هوية السودان وتركيبته المتنوعة وحاضره ومستقبله وكيف يمكن أن يبنى هذا المستقبل من حيث تنميته واقتصادياته ودوره وموقعه وبيئته الإقليمية وذلك يعني الاعتزاز بالإنتماء للسودان والحرص على كل مكوناته وجمعها في إطار يسمح بالتمازج والتداخل الاجتماعي والتلاحم لصنع سودان منسجم ليس نسخة مكررة ولكنه بتباينه وتنوعه (وهذه قاعدة مهمة اتفقنا عليها) ان الحل ينبغي أن يستصحب وينبني على أساس التعدد والتنوع في السودان في كل المجالات لكنه تنوع وتعدد يفضي الى التوحد ويفضي الى الانسجام ولا يؤدي الى التناقض أو الصدام.

    = قلت للنائب الأول: إن اتفاقكم كان مفاجأة إذ أنه في مفهوم بعض الناس كانت هنالك قضايا أكثر أهمية مثل قضية قسمتي السلطة والثروة.. فلماذا أعطيتم الأولوية لمسألة الترتيبات الأمنية وهل يعني ذلك أنها المفتاح لمعالجة كل القضايا التفاوضية، وأن أهميتها إذا حُلت عقدتها ستؤدي الى انسياب عملية التفاوض بعد ذلك بشكل سلس؟

    - أجاب: نعم. ان هنالك أسباباً ودوافع عديدة وراء ذلك. السبب الأول هو سبب منطقي يقتضي ترتيباً أن نبدأ بالملف الأمني العسكري لأننا في حالة حرب. والمنطق يقتضي أن لا تدخل الى ترتيب البيت وبنائه إلا بعد أن تطفئ النيران أولاً وتطمئن الى أنها لن تشتعل مرة أخرى وتبعد عنها كل الوقود الذي يساعد على اشتعالها، فكان لابد من التركيز على قضية وقف الحرب وترتيب الأدوات التي تقوم عليها الحرب وهي القوى المتحاربة وترتيب وضعها والعلاقات بينها.

    وتابع بالقول: إن السبب الثاني هو أيضاً مهم، لأنك بغير أن يطمئن الناس الى أن هنالك اتفاقاً حول ترتيبات الميزان العسكري، فإنهم لن يطمئنوا الى الدخول في ترتيبات الميزان السياسي، وهو ما تعارفنا عليه بأنه (المفتاح في بقية الملفات) وهذه - كلمته- والسبب هو أنك بترتيب المسألة العسكرية على وضع يكون شاهداً ودليلاً على أن الحرب لم تنته باستسلام طرف ولا بهزيمة طرف، أو أنها قامت على وضع فيه اعتراف بالطرفين كحقائق موجودة على الأرض في ميدان الصراع، فإن هذا الوضع يمكن أن يُنقل الى تسوية ويصبح أساساً لميزان التسوية السياسية وهو مايعرف بوضع (التعادلية) لا غالب ولا مغلوب، ولا مهزوم ولا منتصر، بل وضع فيه اعتراف متبادل وفيه اتفاق على إطراح الحرب، وهذا يمثل أهم عنصر. يعني أنه حينما أُسأل: ماهو المغزى النهائي من هذه الترتيبات العسكرية الأمنية؟ أقول إن الحرب بطبيعتها بطولها ومداها، وبعنفها وضراوتها التي بلغتها وبنتيجتها التي انتهت إليها، فهذه الاعتبارات الثلاثة هي أكبر عامل إطفاء وضمان لعدم تجددها مرة أخرى. يعني لو كانت الحرب هينة لينة وقليلة التكاليف أو قصيرة العمر أو أنها قد انتهت بميزان عسكري فيه تباين ضخم على الأقل في المسرح الذي تجري فيه العمليات وهو الجنوب، لقلنا إن طرفاً ما يمكن أن تحدثه نفسه بأنه إذا لم تسر الأمور على النحو الذي يشتهيه يمكنه أن يعود الى موقعه الأول ويعيد استخدام العصا مرة أخرى، ولكن الحرب بطولها وزمانها وبحجم ضراوتها ودمارها وخرابها الذي ألحقته وبانعكاسها على حياة الناس في الشمال والجنوب في جانب الحكومة والحركة.. نزوحاً وتشرداً الى الخارج ومعسكرات اللاجئين في جانب الحركة أو استنزافاً للموارد وحفظاً على حياة الناس اليومية وظروفهم المعيشية، وأنها لم تنته الى نصر حاسم لطرف ما بحيث يتناسى الآخر أو يرفع راية الاستسلام، هذه الاعتبارات الثلاثة هي التي أفضت الى أن يقدم الناس على ترتيب هذا الأمر أولاً بإيقاف النزيف والتأكيد على عدم العودة الى الحرب مرة أخرى ثم من بعد ذلك يأتي السؤال.. كيف نصنع السلام وكيف نبني الدار الجديدة.. السودان؟

    = وعدت لأسأله حول ما إذا كانت هنالك تنازلات قد قام النائب الأول خلال المفاوضات بتقديمها للطرف الآخر، في ظل ما ردده البعض في هذا الصدد قائلاً، إنه إذا كان ذلك صحيحاً فما هي تلك التنازلات وما هو حجمها وهل ستخل بالموازين أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تكهنات صدرت من جهات بعينها لا مصلحة لها في السلام وتريد التشويش على مسيرته؟

    - أجاب: ان الذي قدمناه كان قراراً كبيراً وجريئاً، وهو أن نلتزم بخفض القوات في الجنوب وبوضع معايير جديدة لميزان تراجع القوى العسكرية، وهذا أمر تقتضيه طبيعة النقلة المطلوبة لتحقيق السلام، لأنك لا تستطيع أن تبني السلام على ذات اعتبارات ميزان القوى العسكرية إبان الحرب بل لابد من رؤية سياسية لكيفية وضع المعيار والميزان السياسي العسكري.

    = قاطعته: تعني التوصل الى قواسم مشتركة؟

    - عاد ليجيب: نعم، ومن هنا جاءت فكرة أن تحمل المسؤولية العسكرية المشتركة لأنك لا تريد أن تجعل القوات بلا مسؤولية، ولذلك حُدِّدت هذه المهام في (مهام القوة المشتركة) التي حددت بالرمزية للسياسة وبالرمز للوحدة وللقيام بمهام التأمين الاستراتيجية على نحو مشترك.. ولذلك هي إعادة تكييف للدور العسكري وليس إقصاءً له، ونحن بهذه الترتيبات قد أعدنا تكييف ورسم الدور العسكري ليكون السلام مستنداً إليه وليس خصماً عليه أو من حقنا أو للدور العسكري في المرحلة القادمة.

    = قلت له: إذا كان الأمر هكذا بالنسبة للترتيبات الأمنية، هل تتوقع عند اجتماعكم مرة أخرى في 6 أكتوبر المقبل الى أي مدى سيكون هذا الاتفاق عاملاً إيجابياً لدى بحث بقية القضايا العالقة التي سيتم طرحها في تلك الجولة؟ وهل ستتسم هذه المرحلة بنفس المرونة التي تعاملتم بها في الجولة السابقة؟

    - أجاب الأستاذ علي عثمان: بلا شك أن هذه المرونة الواسعة التي أبدتها الحكومة في وضع الترتيبات الأمنية والعسكرية قد أعطت قضية الثقة دفعة قوية، ولذلك قامت شاهداً حياً على الجدية والمصداقية لأنك لا تريد أن ترتب الأوضاع الجديدة على شئ من الإكراه أو ضغط القوة.

    = وتوقف النائب الأول برهة ليعود للقول: كذلك فأنا أتوقع أن يكون لهذا أثره على مرونة الحركة في الجولات القادمة في ما يتعلق بالقضايا العالقة لأنها ستكون حينئذ قضايا تستند الى الموضوعية والمعايير المرتبطة بالعدالة لجميع الأطراف وأنحاء السودان والمستندة أيضاً الى التجربة الإنسانية والمتمثلة في ما سيقدمه الخبراء والفنيون من المجتمع الدولي الذين ستستقدمهم (الإيقاد) لوضع خبرتهم وتجاربهم في خدمة هذا الميزان -أي ميزان العدالة والموضوعية- بين الأطراف في معالجة القضايا القادمة.

    = قلت له متسائلاً: هل العقيد جون قرنق يتفق معك في هذا الفهم في أن ما سيتم التوصل إليه من اتفاق سيكون عادلاً لا ظلم فيه من جهة على أخرى؟

    - أجاب: لقد تداولنا أمر السلام مطولاً في لقاءاتنا هذه وبحثنا كيفية أن يكون السلام مستداماً، واستدامته تتمثل في أن يكون عادلاً ومنصفاً وأن يكون شاملاً ومرضياً لكل أهل السودان خاصة في ما يتعلق بالتنمية وقسمة الموارد والخدمات وكذلك حق المشاركة السياسية لنضمن حشد أكبر قدر من القبول والسند والتأييد لمشروع السلام القادم.

    = وعدت أسأله من جديد من منطلق هذا التفاهم الذي عبر عنه من خلال حديثه: هل هذا هو السبب الذي جعلك تردد أن هذه المفاوضات كانت سودانية- سودانية؟ وأين كان دور الشركاء والوسطاء؟

    - أجاب النائب الأول أن الشركاء والوسطاء يسجل لهم أنهم استجابوا وتجاوبوا مع هذه الرغبة السودانية من الطرفين بأن يكون اللقاء له هذه الخصوصية. (ولعله حاول أن يؤكد أن الكلام الذي يشاع ويفهم منه ضمنياً تقديم تنازلات اثر بعض الضغوط، حاول ضمنياً أن ينفي ذلك). ولكن ذلك لا يعني أنهم لم يكونوا على علم ومتابعة للنتائج التي ننتهي إليها في كل جولة من جولات التفاوض. لقد كانوا يقدمون كل السند المطلوب لتيسير الجهد المطلوب لدفع المفاوضات، خاصة حينما تدخل في ما يمكن أن نسميه التأزم والتباين في المواقف. نحن نقدر للوسطاء خاصة في سكرتارية (الإيقاد) جهدهم المقدر في دفع الأمور ومحاولات تقريب وجهات النظر، وفي تيسير أقصى درجات الهدوء المعينة والظروف المواتية التي تجعل التفاوض موجباً وبناء، وكذلك الأطراف الأخرى، الأطراف القريبة التي كانت تسعى بين الحين والآخر وتستحث الأطراف على الوصول الى اتفاق وتجاوز ما يواجههم من صعوبات. ولكنني أؤكد أن ذلك لم يكن إملاءً أو فرضاً، ولكنها كانت كلها جهوداً تصب في ما تقتضيه وظيفة الوسيط ودور المنسق.

    = وقلت للنائب الأول: نخلص من كل ما قيل في هذا الحديث الى التساؤل حول استقرائك للموقف، فهل أنت متفائل بنجاح المحادثات القادمة؟ وهل المرحلة المقبلة ستكون حاسمة ونهائية؟

    - وقال في إجابته بتفاؤل لا يخلو من الحذر: المفاوضات فيها قضايا تحتاج الى نظر والى كثير من التفصيل والحوار الجاد، فهي لن تكون يسيرة وسهلة ولكنها ليست مستحيلة وصعبة. وما دمنا قد تغلبنا على ما هو أكثر صعوبة وهو الترتيبات الأمنية والعلاقات العسكرية بين الطرفين. فأنا على يقين من أننا سنتوصل الى إجابة سياسية حول بقية القضايا العالقة.

    = قلت له: إن النتائج التي أسفرت عنها جولة المفاوضات السابقة بينك وبين العقيد قرنق وما تم التوصل إليه من اتفاق حول واحدة من أكثر القضايا تعقيداً.. هل يكون ذلك عاملاً مرجحاً في أن البلاد مقبلة على طي صفحة الحرب والنزاع وأن السلام قادم وأن الاتفاق عليه بات وشيكاً. وإذا ما افترضنا أن السلام سيتحقق بالفعل فما هي الضمانات المطلوبة في رأيكم لحماية هذا السلام وتحصينه من المخاطر، خاصة أنه من الملاحظ أنكم وقرنق تحدثتما عن مشاركة القوى السياسية الأخرى في صنع السلام، فهل يعني ذلك أن هذه المشاركة ستشكل حماية كافية للسلام وتؤمِّنه من الانتكاسات؟

    - قال: إنه من المؤمل أن يكون هذا السلام سلاماً مستداماً وعادلاً ومرضياً للناس وأن يتيح فرصة واسعة لمشاركة القوى السياسية.

    = وتوقف برهة عن الحديث ليعود للقول: لا ريب انها ستكون فرصة تمكن من أن يصبح السلام وثيقة تعاهد وطني للجميع حتى لو كانت المشاركة منقوصة أو بصورة تعجِّل أو تفتح المجال لتحقيق ما هو مطلوب، لأن من بين المسائل التي اتفقنا عليها أن تكون هنالك انتخابات وأن يكون هنالك (تداول سلمي) للسلطة، ولذلك نريد أن تكون هذه وثيقة للتعاهد الوطني نبلغ بها الغاية في أن يحدث استقرار سياسي وأن تجرى انتخابات في المواقيت التي يتفق عليها لتقرر الأوزان الحقيقية للقوى السياسية ولتمكن أهل السودان من أن يختاروا من يتولى أمورهم خلال المرحلة المقبلة بقدر كبير من المسؤولية الوطنية ومن الاستقرار النفسي والسياسي لأهل السودان.

    ü لابد لنا أن نشير على ضوء ما قاله النائب الأول الى أن إمكانية الوصول الى حل نهائي خلال جولة المفاوضات المقبلة في تزايد مستمر، خصوصاً أن هنالك ترقباً عالمياً بشأنها وأن هنالك قوى جديدة إقليمياً ودولياً حريصة على إحلال السلام في السودان، وتلك تصبح عوامل ومسببات في أن فرص السلام أكثر احتمالاً من ذي قبل، خصوصاً إذا تزايدت معدلات توافر وبناء الثقة بين طرفي النزاع. ويمكن القول بأن السلام قد يتحقق، لكن تبقى ثمة أسئلة تطرح نفسها بإلحاح: كيف يحافظ الناس عليه ويجعلونه مؤدياً الى وحدة البلاد، وكيف يجعلون هذه الأجواء المحيطة بعملية السلام أكثر انفتاحاً بمشاركة كل القوى السياسية ليتجسد فيها حقيقة ما قاله النائب الأول بجعل وثيقة السلام تتحول الى وثيقة للتعاهد الوطني ليست قابلة للخرق أو النقض. وعلى كلٍ دعونا ننظر بمنظار التفاؤل القائم على حقائق الواقع هذه المرة، وأن نودع زمن النظرة التشاؤمية وأن نتخلص من حالة اليأس والإحباط لأن الأعمال الخيِّرة لا يصنعها اليائسون والمتشائمون الذين فترت همتهم عن إمكانية قهر الصعاب وتخطيها. وتلك كلها مؤشرات واقعية تنبئ بأن واقعاً جديداً يزخر بالتحولات الإيجابية يحيط بقضايا الوطن وفي مقدمتها عملية السلام التي ظلت أملاً كبيراً يراود الناس منذ زمن بعيد، ونأمل أن يكون الوقت قد حان لتحقيقه بكل ما يحمله ذلك من إيجابيات كثيرة ستعود بالخير والنفع والفائدة على أبناء السودان كافة.




    للأستفسار أو طلب معلومات يرجي مراسلتنا علي العنوان التالي
    [email protected]
    ©جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع صحيفة الراي العام 2003
    Copyright © 2003 AL RAYAAM NEWSPAPER. All rights reserved
                  

العنوان الكاتب Date
أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني Moawia Yassin09-28-03, 03:46 PM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني مهيرة09-28-03, 04:06 PM
    Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني ابو جهينة09-28-03, 04:14 PM
      Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني nazar hussien09-28-03, 05:15 PM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني NEWSUDANI09-28-03, 05:19 PM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني Agab Alfaya09-29-03, 05:37 AM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني الكيك09-29-03, 05:47 AM
    Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني مارد09-29-03, 06:20 AM
      Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني Moawia Yassin09-30-03, 09:25 PM
    Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني Moawia Yassin09-30-03, 09:22 PM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني altahir_209-30-03, 09:34 PM
  Re: أسئلة مهمة الى قرنق ... والشعب السوداني الكيك10-01-03, 12:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de