|
السودان بين تسيس الدين وتديين السياسة
|
منذ استقلال السودان والحياة السياسية تسير على وتيرة ديقراطية, انقلاب, انتفاضة. ورغم الاختلاف الكبير بين تلك المراحل السياسة التى مرت على السودان الا ان هناك رابطآ خفي بينهم...وهو الصراع القوى بين مذهبي تسيس الدين وتديين السياسة لفرض مذهبهم الحكمي على السودان. في عهد اسماعيل الازهرى كان الصراع ضعيفآ بين المذهبين لسببين اولهما: قوة انصار مذهب تسيس الدين(الامة/الانصار والاتحادى/الختمية ثانيهما: ضعف انصار تديين السياسة (الجبهة الاسلامية التى كانت في طور النشئة ) اما في حكم عبود العسكرى بدأ الحركة الاسلامية فى محاولة فرض مذهب تديين السياسة على السودانين بالتحالف مع العسكر ,الا ان الشعب قضى على طموح الاسلامين بانتفاضة اكتوبر الشعبية. اما النميرى الذي بدا حكمه الانقلابي كشيوعيآ متعصب وانتهى اسلاميآ متطرف ..عندما تحالف مع الاسلامين بقيادة الترابي الذى استغل انقلاب النميرى على اصدقاء الامس( الشيوعين) واقنعه بفرض مذهب تديين السياسة التى جعلت النميرى امامآ للمسلمين . ورغم اداعاءات النميرى الدينية والتى توجها بقوانين سبتمبر الاسلامية.. لم تشفع له من غضب الشعب الذى انهي حكمه بانتفاضة رجب/ابريل علي يد وزير دفاعه المتدين سوار الدهب الذي رفض خلط ورعه الدينى بالسياسة, فسلم الحكم بعد عام للحكومة المنتخبة ديمقراطيآ وفى عهد الديمقراطية ظهر الصراع علنيآ بين الاسلامين(انصار تديين السياسة ) بقيادة الترابى والتحالف (انصار تسيس الدين )بقيادة المهدى والميرغنى وبقية الاحزاب ,التحالف التى حالت دون وصول الاسلامين للحكم والترابي فى الحصول على مقعد برلمانى. لكن الاسلامين بقيادة الترابى لم يغفروا للشعب السودانى رفضهم لهم انتخابيآ ولا لبقية الاحزاب تحالفهم مع الامة والاتحادى ضدهم, فتأمروا ليلآ مع الضباط الاسلامين بقيادة البشير والزبير لمساعدتهم فى تديين السياسة بقوة السلاح وفرضها على الشعب باسم الانقاذ, وفي الخفاء بدا الترابي تحركه لتهميش دور البشير القيادى فى الحكم...وقبل ان يكتمل مخططه تم ارساله للسجن ثم الاقامة الجبرية. بالرغم من قناعة الشعب بان الترابى هو مخترع مذهب تديين السياسة الحالية فى السودان...الا ان التاريخ سوف يسجل اسم البشير كاول من قام ...بديين الجيش
player
|
|
|
|
|
|