قصر الشباب والاطفال مابين الواقع والحلم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 04:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-18-2003, 09:12 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصر الشباب والاطفال مابين الواقع والحلم (Re: بكرى ابوبكر)

    عشرين حد نازل؟‍ ) هكذا يتصابح (كماسرة) البصات والحافلات معلنين عن المحطة التي هي أمام المدخل الرئيسي لقصر الشباب والأطفال، وعلى الرغم من أن هذا المبنى الكبير والجميل إلا أنه ، نادراً ما يحرض (الكماسرة) على تمييز المكان به وعرفت بعد اسئلة هنا وهناك أن (محطة عشرين) هذه كانت محطة للـ(ترماج) توثقت علاقتي بالقصر حين كنت طالباً بالمعهد (أيام العمارات) وذلك من خلال (قسم الدراما بالقصر، وقد كان الفنان المسرحي المتميز (محمد عبد الرحيم قرني) وراء ذلك، وكان يدعونا دائما كجماعة السديم للمشاركة بعروضنا المسرحية في مناسبات قسم الدراما المختلفة وأذكر أن (قرني) كلفني بمهمة صعبة حين تخرج كل من قاسم أبو زيد وحامد جمعة، والمهمة هي أن أرشح له واحد من الاثنين كي يعمل معه كمدرس بالقسم، وكانت مهمة صعبة إلى درجة اللجوء إلى القرعة (طرة - كتابة) وفاز حامد جمعة بتلك القرعة ليعمل بالقسم وأظنه لا زال هناك ورجع قاسم ابو زيد إلى مدينته ليعمل بكلية المعلمات.
    إن قصر الشباب والاطفال احد اهم الاماكن التي تجوهر حنيني إلى السودان وقد لاحظت ذلك على مدى اقامتي بالقاهرة وهنا بكندا ويأخذ عندي هذا الحنين كثافته من التفاصيل الصغيرة كأن أراني انظر إلى حركة السيارات على شارع (الموردة) وأنا على سطوح القصر أو جالس على مصطبة (النافورة) في انتظار صديق او صديقة ، قد تتحول إلى حبيبة محتملة ، أو أن اشتهي (خمشة) تسالي من طبلية الصديق (خالد) التي هي على جانب من البوابة الرئيسية للقصر، دعك من حنيني الكثيف للزملاء والأصدقاء ولخشبة مسرح القصر او مكاتب وصالة قسم الدراما، من خلال تفاصيل هذا الحنين كنت أعرف إلى درجة التأمل أن ذاكرة المكان والزمان مخزون حيوي للعطاء الإبداعي، في بدايات عام 1983م ولتفاقم العديد من الاشكالات الاكاديمية والإدارية قدم طلاب المعهد العالي للموسيقى والمسرح استقالة جماعية وقع عليها كل الطلاب ما عدا طالبين احدهم بقسم الموسيقى والآخر بقسم الدراما وقد كانت هناك صورة من الاستقالة لرئيس الجمهورية والذي اصدر قرارا مفاجئا بعد شهور من ذلك بأن مبنى القصر للمعهد ومن هنا بدأت لي علاقة جديدة بهذا المكان من أهم ملامحها انني بدأت اتعرف على امدرمان عن قرب فأنا أدرس فيها وأسكن داخلية (بانت) واتسكع في شوارعها، وهذا الملمح تكثف اكثر حين رجع الشاعر والمسرحي الصديق (عمر الدوش) من (براغ) حيث كان يدرس هناك.
    وأشهد أن العلاقة بين طلاب المعهد وقسمي الدراما والموسيقى لم تتأثر بهذا القرار الرئاسي وأجزم ان حيوية اكثف كانت تمارس وجودها الفني في تفاصيل هذه العلاقة، بحكم أن قسمي الدراما والموسيقى يمارسان نشاطهما داخل المبنى حتى الآن، بل أن فكرة بدأت تتبلور في الاذهان وهي أن يتحول قسم الدراما وقسم الموسيقى إلى معهد متوسط يغذي المعهد بالطلاب الذين لهم خلفية عن الحقل الموسيقي والدرامي وقد نفذت هذه الفكرة تلقائيا بدخول عدد من طلاب القصر في القسمين للمعهد وقد أبدوا تميزا وحضورا واضحا الأمر الذي ازعج بعض اساتذة المعهد إلى درجة التبرم الواضح والفاضح لزيف علاقتهم بالمهام العظيمة لمدرس الفنون والدراسات الإنسانية التي تحتاج إلى بعد روحي وثقافي وللأسف ، جاء هؤلاء إلى هذه المهام في غفلة من الزمان وبفساد إداري تناسل حتى أصبح اختيار (المعيد) بالمعهد يخضع اولاً للولاء للمشروع السياسي الحاكم ، وهذه مصيبة في القصر قدمنا عروض التخرج وكانت مهرجانات (الدبلوما) قد التف حولها جمهور غفير بل كان هنالك من يأتي إليها من مدن أخرى الامر الذي ازعج ايضاً اولئك الاساتذة من نوع (الرجال الجوف كما اطلق عليهم هذا اللقب اخونا (احمد طه امفريب) (الله يديه العافية) وهو يعاقر منفاه بألمانيا، انزعج اولئك الجوف من هذه التظاهرة المسرحية السنوية إلى درجة المحاولة البائسة في أن تكون العروض مقفولة على اللجنة المحكمة فقط وقد صرح احدهم في لقاء صحافي (ان هذه العروض هي مجرد امتحانات وان الطلاب المتخرجين يفكرون في النجومية) وكان الاستاذ المحترم قد نسي او تناسى ان الامتحان الذي يجتازه مخرج او ممثل يتم بوجود الجمهور عنصر مهم في العملية المسرحية وهو الجمهور وكيف يتسنى لأستاذ يدرس المسرح التفكير في اجهاض تظاهرة مسرحية لها ذلك التراكم النوعي في علاقة الجمهور بالمسرح وقد كان هؤلاء الجوف يشعرون بالدونية تجاه تميز طلابهم.
    من داخل قسم الدراما - قصر الشباب والأطفال، كان نادي الدراما بمثابة فرقة مسرحية من خريجي القسم يتنقل بعروضه القصيرة مستندا على أسلوب (السهرة المسرحية) في المدارس والجامعات والمعاهد العليا والقرى والمدن وأحيانا عروض مسرح الشارع كلما توفر ذلك ومن أهم تجاربي في الإخراج مسرحية جدادة آمنة التي كتبها الفنان المسرحي المميز ، إلى درجة تراكم نوعي في اسلوب مسرح الممثل الواحد الذي يتحمل تنقية الكوميديا من الشوائب وإعادة الاعتبار لفن (الاسكتش) الصديق والشريك الحميم سيد عبد الله صوصل وقد نفذت هذا العرض مع نادي الدراما بالقصر وقد ماطل التلفزيون في تسجيل هذا العرض بعد مشاهدته ومن صالة قسم الدراما كانت تخرج عروض للسديم وقد تحمل هذا القسم ميلاد وتكوين الفرقة المركزية لاتحاد الشباب السوداني التي اشرفنا على تدريبها انا والسماني لوال وأنجزت تراكم مميز في العرض المتنقل ولم يحمها هذا التراكم من اتهامات قام بإشهارها بعض متطفلي اليسار حين لمسوا نجاحاتها ولازلت احتفظ بمذكرة يقول فيها اولئك إننا قد انحرفنا آيديولوجيا بالفرقة وحولناها إلى سديم أخرى ومعروف أن جماعة السديم هي تيار وجودي فتأمل هذا البؤس وقد فضحت هؤلاء (المحركة ) السياسية وهم الآن يرقصون في نشاز ما يسمى بالفن الرسالي يدوجون نظرية النص العابد ويصطادون دينارات الهرولة نحو توظيف المسرح لخدمة المشروع السياسي بتهافت مبتذل.
    داخل صالة هذا القسم، كان الصديق (الرشيد أحمد عيسى) يتوهج وهو يمنح طلابه خبرته المسرحية وامكانياته الرفيعة في فن التمثيل وقد كان وجود (الرشيد) بفضل نظرة (قرني) الثقافية في اختيار من يصلح لمهمة تدريس الدراما فكان (الرشيد بمثابة روح وثابة وحضور مميز وعطاء لا يفتر ولكن بعد ظهور الكثير من المعاكسات تجاه القسم من قبل شخصيات إدارية تحمل بذرة القبح المكرس ضد ممارسة وتدريس الفنان ، خرج الرشيد من القصر وأعلن احترافه، كما فعل من قبله (قرني).
    وأشهد أن قسم الدراما قد أضاف إلى الحقل المسرحي بتأهيل عدد مميز من فناني المسرح وبنظرة سريعة إلى النشاط المسرحي يمكن أن تصادفك هذه الإضافة التي لا تخطئها العين من خلال العديد من الأسماء لمخرجين وكتاب وممثلين وكان (قرني) يردد دائماً لأولئك المتباهين بنوع من ذلك الثراء من ممارسة المسرح المترهل (تغلبونا بالمال ونغلبكم بالعيال) ولا أعرف سعادة كتلك التي احسستها حين اخرجت مسرحية (سهرة مسرحية) من تأليف مصطفى احمد الخليفة ومصدر سعادتي كان ذلك التوهج الذي منحه قرني لذلك العرض بمشاركة عدد من طلابه ، أشهد أن قصر الشباب والأطفال مكان يخصني جدا اشهد أنه قصر من العطاء والإبداع وأحي من يحملون تلك الشعلة الآن وأعرف انهم يعملون وهم محاصرون بالكوابيس وشح الامكانات ، ترى هل لازال هناك قسم للدراما بالقصر وهل لازال الكماسرة يتصايحون (عشين حد نازل؟‍)
    وأشهد أني اشتهي (خمشة) تسالي من طبلية (خالد) كي استعين بها على مشوار حميم حتى داخلية (بانت).
                  

العنوان الكاتب Date
قصر الشباب والاطفال مابين الواقع والحلم بكرى ابوبكر02-17-03, 08:35 PM
  Re: قصر الشباب والاطفال مابين الواقع والحلم Yahya Fadlalla02-18-03, 09:12 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de