|
تانى واو نار
|
رايكم شنو الليلة ندخل فى نار واو وكما اسلفت فى الحلقة الاولى كان الاستقبال جو خريفى وعند مغيب الشمس والتى كنا قد ودعناها فى مدينة الابيض وطبعا عرفت غروبها بصوت مؤذن جامع واو الكبير المتوسط لربوة عالية تطل على ميدان نقارة الاحد الشهيرة ولنا فيها حديث قادم. اتى الليل والتوجس اصبح لونه اسود واعتلينا غرفة بعض الزملاء المقيمين قبلنا مرحبين بحضورنا وبعد التعارف بدأت الحكاوى والظاهر الجماعة ديل ناسين انو الزول جاى من الخرطوم المهم بعد ان تفرق مجلسنا واتت جحافل الباعوض والتى اطلق عليها احد الظرفاء لفظ (تبع الجماعة) لانو بتخلى كل قرد يطلع شجرته وبعدها بيكون فى التسلل وبدأ زميلى المقيم يطمئنى فى حديثه عن البلد ولكن ما ان استرسل فى حديثه حتى احتكت اذنى باصوات دوى من الجهات الاربعة للمدينة بينى وبينك سرحته مع واو نار وما كان منه الا ان قال لى يا زول ما تخاف اصلو ناس الجيش والمرابطين فى الحراسة لمن تجىء مطرة بيقوموا باطلاق الذخيرة حتى تكون مواسير اسلحتهم جاهزة وما متأثرة بالرطوبة العالية المشوره بها واو فى فصل الخريف واتت ليلة ثانية وثالتة والنار لسه ما انطقئت فى زاكرتى ولكن فى اليوم الرابع وبينما نحن فى جلسة ونسة اصوات الدوى تتوالى والحضور بدأ فى الذهاب الى غرفهم وفضلت انا وزميلى وقلته ليه اه داك عرفانه لكن ده شنو فسكت وقال لى ما تخاف كل ما فى الامر انو بحصل تسلل من قبل افراد الجيش الشعبى عبر نهر الجور بالليل وفى الليالى الحالكة الظلام وعددت اللحظات عصيبة ومضت الايام واصبحنا ننوم على اصوات البنادق لا يؤرقنا صوتها حتى ان غفونا قبلها ولكن اذكر فى يوم كان صوت اطلاق الرصاص داوى مما جعل زميلى المقيم يتححس فراشة وانا ارقبه اذ به يحمل فى يديه بندقية كلاش وعلى طول قال لى يا زول الظاهر الليلة الجماعة ديل ما بعدين مننا غايتوا بقول ليك انته خليك فى الغرفه ده وانا بطلع بره اشوف الحاصل شنو حقيقة كانت كلمات واوا نار تتملكنى حينها وبعد ساعة من الزمن عاد الهدوء الذى يسبقه الحذر ونكررالموقف مرة اخرى الا انه ابعد قليلا وبان لنا فى السماء وعلى الضقة الاخرى لنهر الجور بمسافة ضوء ثم صوت وهكذا دواليك حتى لاح الصباح ومجالس المدينة تسرد فى وقائع ليلة الامس وكانت ليلة اليوم هادئة الا انها مشحبوبة ببعض العواصف الرعدية التى حيت نقع تضىء لمبات النايلون بالغرفة وعملته بالمثل الرومانى الشهير ( اذ كنت فى روما افعل كما يفعل الرومان) ومضت الايام وكانت واو نار بالنهار امطار وصواعق وبالليل رصاص بس المهم انك ما تنسى الناموسية على بالحرام اليرقات المضيئة لو دخلت معاك مافى طريقة الا تعتبر نفسك فى كازينو جنب النيل اضافة الى الكم الهائل من الباعوض . ولنا عوده @@@@@@@@ وكم لظلمة الليل بهاء من الاطياف ولكن كثيرا حولها الى ارتكاب المصائب
|
|
|
|
|
|