|
كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج
|
خــريف
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذا البحر يخرج من حفرة الينابيع بذاكرةٍ ترخي ثياب السفر تلوِّح للعابر بالمناديل التي يحتاجها طير المسافات كلما نفض جناحيه في مكان بعيد يضئ روح العشب وسيقان الشجر يفتح شريان الينابيع بالمعاول التي قالها البحر حينما سفح المياه بموازاة المطر .
أغسطس 2002 لهاث
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ما زال يحفر الصحراء برعونته الخجولة يشاطر الحيوان موسم الخصوبة والذهاب إلى السهل بمخالب العشيرة مثل وعل خانته الذاكرة كان يمص عصير المانجو بمزمار الحنين على عتبات الليلة الأولى .
مذهولة أكياس الصدفة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أحياناً تخرج الزغـاريد إلى عاشق يصفف أحزانه بالنشيد طالعا من لعنة الجسد .
(2) الحلم جنة الليل وفاكهة الغربة على آنية الأصدقـاء كلمـا أوغل الظل في عتمة المكان يخرجون من شهوات مؤجلة في الرَّصيف إلى كسرة في الليل أشهى من دخـان المقاهي .
(3)
المصابيح صعدت وحدها لشجر في الذاكرة تلعق التضاريس من وجـوه النساء والنهار قابعا في الكواكب البعيدة المزاج يلوك لعاب الشمس القديم والأصدقاء/ الصعاليك على بوابة البحر يفتحون ذاكرة الليل نحو نجمة عارية تقبل الرمال بشفاه باردة ورعشة بالغة الضياء.
(4)
على نجمة الروح جليلة أوراق العاشقين تمشي برائحة الوقت البهيج كلما أشعل النور نافِذة الحب البعيدة يخرج الحزن عابراً طحلب الفاجعة إلي وردةٍ تغسل السواد من جدارن المكان .
(5)
غريباً على صـهوة اللَّيل يخرج من سرير الجسد مبللاً بالنساء والرِّيح على قاربٍ كانت تنفض الورد عن أكياس الصّدفة شهـوةً شهـوةً على كراسي الحلم الوثيرة السدَى ليحترق الصمت ويخرج الناس من دهشة البارحـة عابرين إلى الشمس برغبة واحدة في الصباح .
(6)
كان اللَّيل وحيداً في الجَّبَل يرمِّمُ وحشته بحليب يهطل من جنة المَاعز تَرْعَى ماءه بعشب الصعاليك / العناكب . وحيداً يسكن طهارته في الحلم ينتظر أعشاب البحر لتثمر حُـورِيَّة سَمْراء بينما قطعة الخبز طافية على نشيج الموج تسرف كلما خرج الطين من عباءة المـاء
(7)
يبيع أشواقه في الحانة ليسرق النساء سـاقطاً في الجسد والصَّقِيع يمسح وحشته بالماء لاهِثَاً في الجَّليد مثل راعٍ بعيد يجفف شهوته في الحجر يكنس الغيوم من سحابة الدخان .
(
الليل والصَّحراء توأمان في قيامة الفراغ ينسجان تربة السهوب والزمن والغريب في ضلالة السفر يسرد الحنين فارهاً لنجمةٍ تصارع المساء كي تخُط واحةً بآخر الطريق . أغسطس 2001
.. يصنعُ شمعتهُ الأخيرة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)
في غفلة اللَّيل كلما نزلت نجمة من أعالي السقوف يكتب النور أوقاته من حرير السماء يسـوى شمعة في الفناء الوسيع .
(2) نهر من الضوء يمشي عالياً نحو الينابيع بلهفة يطهو مواعيد الغروب يتوكأُ نجمة في الطريق إلى السماء يلم أشجار الظلام التي كانت تخيط اليباس
لحظةً من بهاءِ الخروج . والأفق يدخلُ في ثيابهِ الرَّماديَّة الأسى حليقاً من ضـوءِ القَّمرْ يرصدُ الغُبارَ في الشبابيك الموصدة .
(3)
خيوطٌ من الرِّيحِ تسُـوقُ الضَّبابَ، حِزْمَةً من ضلال التراب قطيعاً من العتمةِ ينجـو من سرير الظلال الكسولة الخُطَى . (4)
شجر يرمي أوراقه اليابسة خلف المواعين المُدلاة من صفق النهار والجليد المتساقط كالرطوبة يكسو حواف الزجاج بقعاً من الماء تضئُ في الممرات الأخيرة من شهوة الرَّعـد .
(5)
يسكبُ النُّور أوقَاتهُ في الليل الوحيد من ترنيمة الروح يكنسُ الضباب والغبار والكهوف من معابر النشيد يوزع الصباح في معابد الصحراء .
ديسمبر 2000
فنجان العرافة يقرعُ منقار الطَّـير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1)
الجوع يمشي على الدرب مشتبكاً بخيط التماسيح الخَرَجَتْ من مخلب القط قبل عام الرمادة . !
(2)
سيِّدٌ يقرعُ منقارَ الطيرِ قد ضاعت بهيمته وهي ترْعى في البريَّةِ بعدما أكمل الرَّاعي كساء ثَديـيْها بأحماض الحشائش المستعادةْ مشْتهياً كأس الحليب الطازج عند السادسة مساءً ،
يقرأُ حلزون المتحف الطبيعي منقوشاً عليه موطن العصافير وهي تراجع شُرْطة الجوازات قبل أن تُهاجر ، في طريقها، تـمزِّق عجز المسافة عن قهر ذاكرة المكان من فضاء الفراغ تمنح يديها جرأة العبث ، تفض رسائلها وتقرأ ما تبقَّى من تواقيع حجبتْـها أظافر الحراس في خط الحدود ، لم تتـذمَّر من الدائرة المعدنية برجلها اليسرى / فلتكُن لديها إشارة لضبط المكان / ! وعالم الاثار يهتم بعناصر المعرفة وتكوين التاريخ مفتوناً بغرابة الأشياء !
(3)
تعاطت هزيمتها بوجعٍ يخصّها : قيدٌ واحدٌ يفْرك ساقيَّ بعنفِ حركة الرِّياح سيشعل قلق الذاكرة ويحجب نافذة النسيان عن تسريب أزمنة الفجيعة السوداءْ / سأذكر ساعة ازدحمت صفوف النعش في عرض الشوارع وهي ترفض سجن هذا القبر / .
(4)
الطيرُ تغادر دائرة العُش المنسوج بقصبِ المناخ البارد لآخر الأوكار في عصب الخريف حيث الكائنات أنيقة، تقبع في فضاءٍ واسعٍ تتحسَّس فيه غناء مصطفى سيد أحمد :
( والله نِحْنَ مع الطيور الما بِتَعْرِفْ ليها خَرْطَةْ ولا في إيدا جواز سفرْ )* همس الرَّجل الباحث عن بهيمتهِ : إذنْ في ذات الاتجاه تـُهاجر الكائنات تشقّ عباب مملكة الضِّياء تكسر ما تآمر من قيود العاصفةْ ما تواطأ من متاريسِ الهواءْ وتنتمي رزم المفاتيح العصية للفضاء تغرز ما تواضع من قناديل المدينةِ في البيوتِ المشتهاة . إذنْ هي الدرب التي صنعت بدايات الأمل هي الدرب التي غرزت نهايات الأسفْ .
(5)
تنمو الأجنحةْ الرِّيش ناصعاً يداعب الهواءْ وتسقط أحماض الحشائش المُستعادةْ . الكائنات تسائل نفسها عنيفاً / تحديداً الكائنات الواعية : لماذا يحلب ثدييـها الغرباء وطفلها يقتات الجوع ظهيرة كل يومٍ فاقع ؟ !
(6)
البهيمة سدرت في نهار الريح أقصى الهتاف الواسع تهيئ حنجرتها لأناشيد البحار المواويل التصارع موجة التيار المعاكس والشوارع الرَّمادية الضحى تقف رأسياً في اتجاه هجرتها ، المسافة اقرب من جدول السقيا والترعة أيضاً تؤدي تمارين اللياقة اليومية بينما ، أقوال الماء تعطن فُرْشاة الصبي في الدم الشاهق . / الطفل يا…. ناجي العلي أشبه بحنظلة القضية / والنّار تصعد من يديه العاريتين تقبض الصَّرْخة والريح تعرك الفرْشاة في الطين الأخضر واللَّوْحة اجترحت بدايات الوطن ، الأشجارُ تسكَّعت في الماء حتَّى سدَّت الأفق بأوراق النَّبات ، صاعداً جهة الفناء المحتمِل صالات عرضٍ شيِّقةْ ، بطاقات الدخول مرقومة بكأس الهواء المتوفِّر بإدمان في البوابات الخليعة من أقفال ومفاتيح بحشرجات حادة ، تحديداً - لم يكتب على الضِّفة : الدَّعوة عامَّة ، الأبواب تفْتَح عند السَّاعة الثَّامنة صباحاً وتغلق عند السَّابعة مساءً يُسْمح باصطحاب الأطفال وتوجد وسائل نقل بعد العرض / لم تعد هذه العبارات استثناء / ! أزْهرَتْ في الأرض أشواق الفرح وتجوَّل الأطفال في الطُّرقِ الجميلة … الرَّوْعة غسلَت نفسها وجلست قريباً من الشَّمسِ تترنَّم بإيقاعِ ( الهُـودَنَـا )** .
(7)
أيضاً نُطفة الماء، تبحث عن حريَّةٍ أشبه بقطْرةٍ أُخْرى ، تكْره فنجان العرَّافة ، أصْداف البحر المنثورة في الرَّمل وصبايا يجلسن القُرْفصاء ، في غباءٍ يبْحثنَ عن حظّ اليَجِـئْ . / سقطت عن فجوة القلب أشكال الخرافة / وخطوط الكَّـف العرجاء ترتوي بغبش التراب ، بينما العرَّافة كعادتها ، تُسَرْطِن قُبَّة الغيب ، تحرق إفادة الرَّاعي وتحني عُنْقَ طفل يافِع : - ماذا ترى ؟ فقاقيعٌ تتفلَّت من قبضة الإناء الضَّيق ، سماءٌ تقتلع المشانقَ وحرَّاس يهربون من قاعة السجنْ . - قُلْ الأرض تفلت من يدي ، الماء تخرج من حلوقي اليابسة ، وثني يحطم رأسه الكاذبْ . وتنقصف المقاعد والكراسي ، الزبائن يدخلون البئر خوْفاً من جحيم العاصفة الأرض صارت ضيِّقةْ . !
(
اللَّوْعة حزمت أمتعتها وانتظرت … ؟ هكذا…… عافية الشوارع تنمو في الهواء الطلق ، تنهض بأعلام جديدة ، ترعرع شمس المناخ الدّافئ وقبيلة النَّجم المضيء : تقيم الكرنفال لأسراب الطيور المهاجرة وتستمع جيِّداً للنَّشيدِ ( مـيرِي* كلِّمـِينَا عَـشَّةْ ذكِّـرِينَا كلُّ سُـونْكِي لازِمْ يَبْقَى مَسْـطَرِينَهْ )*** والنَّهار يتصفَّح وردة الأرض ، صفحة الماء ، موْعد النُّور الأتَـَى من جُبَّة الصَّمت واللّحظة أغنيةٌ عاجيَّةْ : شَـهْقة الميلاد جاءت من نوافير الوطنْ .
هامش ـــــــــــــــــــــــ * من قصيدة عامية للشاعر حافظ عباس ** من الألعاب الشعبية للاطفال *** من قصيدة عامية للشاعر محجوب شريف انحراف ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يفلت النجم من ربكة الأرض طِيلَة اللَّيل يفرن الظِّلال والسَّـواد يلعن السَّماء محاذيـاً قوس قزح بلونه الملتبس ينجز خيانته في السكون الأخير من لهفة العُشْب .
فاكهة المرعى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحارس لقبة النيازك بِعَصَـاةٍ يَلْكِز الرُّعَـاة الخالدين في سلك المجرات يضيئون عشيرة الضّـان بالحشائش الخرجت من وعاء التربة . خليط العلف والجـزر الخضراء .
نسل الطمي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بينما الشِـبَاك تقبض الثَّلج خائراً مثل ضـوء يشيخ كانت طحالب الماء تدس الغذاء في خياشيم الأسماك .
حسرة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اللَّيلُ، بنكهـة الزّنـوج يضمحل في حوض الكسوف ينزوي بالهزيمة مثل فارس هـرم يحـرس جـياد الخليفة حزيناً لتاريخ الدم والصرخة العالية .
مجاعة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحجر بطاحونة القرية القديمة، مشتاق لسحن الذرة بذائقة الفقراء والحاكم يلغو في المدينة عن مطر يجرف الوديان غبار المخازن أسرج خيل الهواء يتسلل الأنفاق البرية والحقول اليابسة غائباً عن مجـرَّة العاصفة .
آخر القمر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذيان القمر والغاً في الرحلة والصمت ذات ليلةٍ فاجعةٍ يلوِّن زرقـة السماء بالعتمة الحائرة .
شحَّـاذ يرمق الغيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
هنا على قارعة الممشى يشرع راحته للعابرين يرمقونه بحفنة بالية من بقايا سلام وأرصدة بالية من ابتسامات قديمة .
(2)
آنية فارغة يفضها كل أمسية بحسرة حارقة ليلعق طعم فتات البَّارحة . ويصعد منهكا إلى سرير الخشب الحافي بجسد بلَّلَه الغبار . وقتها كان يرمق الغيم شريك السراب في الخديعة والهباء ممزقاً بضلالة أوْرَدَتْهُ خواء البَّرق بَيْنَما كان خائباً يمْشِي على رصيفِ قوس قُزحْ .
(3)
بدُعاءٍ مُرْتبكٍ يفتح نافذةً جهة الله ، مُتمْتِماً بتعْويذَةٍ نَسِيَهَا حارس المقبَرة بِلحاف موته الراهن تعويذة دثَّرت خيانة المدينة بقطعة من جلد بهيمة برية استغرقت في موت عميق ، يكفي لأحجبة فارهة الخرافة .
(4)
فزعاً يَتَوارى مجبولاً باللعنة والخوف ودعاء خاسر ظلَّ يُرَاوِح مصْلاةَ الرِّيح وتربة كوخ متهالك يترنَّح مخمُوراً بكُؤوسِ الجُوعِ اليومِيَّةْ .
(5)
كما عصفور يقاوم غصناً تهزّهُ عاصفة الشِّتاء بقسوة نادرة يلُمُّ نَثَارَ غطاءه بلهفة لا تكفي نهار غربته الفقيرة .
(6)
ينصت للخَارجِ ، لينتقي شهْوة الحُلم عنْ وجبة طازجة تراود هتافاً ضالعاً في شوارع المدينة عالقاً بحنجرة المشردين ، بعدما أحرقوا الإطارات بشارع النيل .
(7)
عبر عالياً بحقيبة خاطها ليلاً من بقايا قماش قديم موعداً للرحيل بتذكرةٍ استعارها من فراشة كانت ترشُّ ديار صمته المرعبة .
(
من قوقعة الجوع خرج شرساً علَّق صحيفته البيضاء على شارعٍ تعبره دوريات الشرطة رُبَّما يسْقُط هِتْلرْ واقفاً على حبَّةِ خَرْدَلْ .
البَّـحر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إلى محمد الصادق الحاج
(1)
يتمشى البحر في العراء الذي كان صلداً ، يمسك ردفيهِ بمغناطيس الغرابة المترعرع كعشب الخريف تحت جُلباب ذاكرتهِ الطَّريَّة يحفر ممْشى واحداً - في القارَّةِ الواحدة بماء الوهْلة الزرقاء يُحاصر هيكل الأرض بقطبٍ مالحٍ يكسو الحواف أرصفةً بقواربٍ / ذات ليلة / عبرْن المُدن الساحلية . أو : سمِّها مقاعد البحر الهَيَّـئَها لرحلته المديدة في عراء الكون يفتح قاعة الماء للتضاريس التي تكتب الموج انحناءةً على صدر المدى المائي الطويل تُلامس كفَّيْها قبلةً من شمس النَّهار تكثِّف البخار أعلى حيث مدْخنة السَّماء تخبز المطر كتابة تمشي ناحية السَّحاب الكائن بحراً شفَّافاً تجرحه الشمس فيبكي عذباً على شفاهِ الأرض اليابسة الأرض التي خدعها البحر يوماً فشطر أخاديداً تؤدي قربان سيرتها وجبةً لعاهل الماء الفسيح / كما تجلس حورية في الخفاء تحكي عن البحر الذي يخلع ثوبه ليفرز ملحاً جديداً – خاصَّة الدفاع التي يحتفي بها .
(2)
بهدؤٍ يتقدَّم البحر لابساً بدلة الثلج هارباً من نحاس الشتاء الذي يعبر / قاسياً / جسد الماء ماسحاً حذاءه بأُكسجين الهواء الداخل عبر بوابة المستنقعات حينها أنشد البحر : الريح أُنْثاي المقدَّسة ، على فراش المناخ الطليق توزِّع رقاع دعوتها النزيهة إذن فليبحث العابرون عن جسدٍ يحول الأنثى قصيدةً يخبئها البحر أسطورة غائبة ، أشبه بالثورة في رحم الشارع تقبع في قلب الشارع تنمو من حنجرة الطرق الجوْعى تخرج ذاكرة البحر / الثورة . (3)
غابة الحبر جاهدةٌ بشاطئ البحر تكتب سيرة الماء كما ابن بطوطة يوماً : عبر البحر كي يكتب سيرته بردةً خطَّها على صدر طنجة حتَّى لامست متاهة الرِّحلة بقعةً من جغرافيا التضاريس السائلة بينما الشواطئ تمدِّد رجليها حدَّ المظلات الملونة بمسائل من فضَّةِ الرمل
(4)
هكذا البحر عاشق الحبيبة الغائبة أو : هي العذراء قربان اليمّ حين يأوي إلى ذاكرة الطين الخضراء غائراً تحت بذرة الصلصال يصنع حوريةً ريثما تأتي النساء بالفتاة الجميلة / عذراء الموسم ، التي تخضِّب أطراف الجسد المراهق بحنَّاء الطمي الحزين باكية ترتدي فستان الزفاف وتخطو لبيت عرسها الأخير / الموت من أجل القبيلة/
(5)
الموج عاطفة البحر الأرِقةْ أغنية ترتاد مياه الماء لتحفر حوض الطِّين الأزرق بمعاول من غضب تخرجه ليصير الثقب بحيرة والبحر لسان يعبر حاسَّة ذوق الأرض معفي من شرط الغربة .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج (Re: فتحي البحيري)
|
بكائية الفصول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( إليها ../ إعتدال خليل ،، و هي تصوغ هذا العنوان ، مفردة الحنين و التعب .. تنسل من جسد الغياب .. تتهجّى شرفة الزمن الحبيب . )
(1)
النَّهر يرصفُ ضِفَّتيْهِ للمطر شوقاً يناجي مُقلتيكِ إلى الضياء وجْهاً يرتِّق ثقب هذي الأرض يمْنحها أباريق الهطول هُنا تبكي الفصول الورد والأحلام والأشواق والوجه البتول ذكْرى سنين عارياتٍ من غُبار أو دُخانٍ أو هشيمٍ كالرَّمادْ .
(2)
صَفَق الحديقة يشتهي وجه المطر عامل الكافتيريا يسألُ عن مطر والشمس تدخل في الجدار المستقيم تلد الظلام الذِّكْرى تسمِّي قاطِنيها من تواريخ الغياب / أفقر الأشياء مُفردة الغياب /
(3)
طفولة الليل احتوت أنثاي ، أحلام الطريق وناغمت في الجَّهر أصوات القمر جِسْرٌ من الغيمات يدلق في شبابيك الفصول طراوة المطر الجَسُور أُنْثاي تحت السَّقْفِ تلْهو بالسماءِ صديقة الليل الحميم تبكي مع المطر الرَّزاز ترتدي وجه السِّراج المستضئ بزيت أنسجةِ الحصاد / قبل احتقان الأرض بالجُدْبِ السَّفيه / تنبعث المحاصيل الرَّهيفة من عميق النَّسل ، أوراق الإضاءة والطعامْ .. والزيت يحبل بالإنارةْ .
(4)
تنزف رسالتها الطويلة تحت ظل الفجر تغرز قُطْرَ زاوية الحُضُور وتشْتهي شَبَقَ السحابة ، فيلق التكوين يحْجِلُ من أقاصي الضوء والبرق النَّزِيـه هي لم تزل تنزف دماء وريدها الأخضر على وجه الدَّوايَةِ والسَّرير يهتز إصبعها ليهرب من كتابتها / لآفـاق الحضور فالوقت يجري في اتجاه الرِّيـح يقفز موْجـتين يهزمُ في المـدى أقواس هجْرَتهِ الطويلة والغياب يمـوت في علياء نزْوتـهِ وحـيداً يحْتسي لون البـياض ، يمـدّ ساقيهِ ويرْحل في المـصَبْ .
(5)
جئتُ من جزيـرة المطر أُسـائل البكاء عن صديقـهِ القَّديم عن جلسة رصينةٍ بصُحْبـةِ الحبـيبة المأهولةَ انتظـار عن زماني الذي يجئ وجدته معبأً بوجهـها المغسول في جسارة المطر .
(6)
.. وتشرق الشموس من نهـايةِ الشَّفق تضاحِك الضِّفاف جيِّداً تغازل الأمواج في حراكهـا الطويل تشقُّ غربة المسافر البعيد يعود من سرابهِ لشُرْفة المطر يعانق الفصول في نسيجهـا الأليف .
(7)
وحيدةً تنام في جِدارهِ الظَّليل وتنشُر الحديقة الخضراء فرحة الحضور قِلادةً تنام في جبينها العريض لتحرق السماءُ جُبَّة التَّعب وتلبس الحبيبة الخضراء رغبة البكاء من جديدْ / بطعمهِ اللَّـذيذْ . لأجلِ عـاشقٍ يجئُ من سحابةِ الأُفقْ يضمّهـا برغبة الإلـهِ يكتب الاحلام في نسيج قلبها النضير .
الصَّيف/ حوار الظَّهيرة والماء المالحْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ظهيرة
واقفاً بشارعِ القِّيامةْ والأشعة التي تضجُّ بالحريق تصنع الظَّهيرةْ ، تحرق البخورَ في موائد الجنوبْ ! في متاهة العراء تخلق الصَّحراء والصبَّار والقلقْ ، والنَّهارُ علَّق المياه في جبين عورة المطر ، / حكاية الصّحراء والجفاف والضَّجرْ / وناقة القبيلة وحدها ، جزيرة المياه في براري قُبَّة العطش والمدينةْ : لم تزل تبيع وجهها بصفقةٍ لحاكمِ العبيدْ ! / صفْقةً تنز من حوافر الأكُفْ / .
زهرة عباد الشمس
سيِّدةٌ تخْلع ثوب النَّوْمِ في الطُّرقِ البيْضاء ترشُّ الصَّيف تُعلِّقُ لوْحتها في ذيل الرِّيح كنجمٍ تحت عمود الليل يراود شمس اليوم التالي بآخر عُري يفتح جسد الوردةْ .
ماءٌ من جسدِ النَّهار
نافورةٌ من ينابيع الرطوبة في ساحل البحر تسير على سطوح البشر العاديين كلما لامست ورق النَّهار مدينة تعاني ضجر الظَّهيرة ، وعمال يرْفعون عبوَّات الملح في السَّاعة الثانية عشر ظُهْراً عندها يسيل الماء ساخناً كبخار حزين .
أحزان الظهيرة
كان البحر يبخر خبز الغيم ، عجين المطر القادم يعفو عن سوءات الليل سراب الريح يشتِّتُ في الطرقات بياض الماء الصيف الفاجر يبحث عن أوراق الظلِّ، خيوط الماءْ، يرفع طاولةً مملوءة بالبرق دُعاش العشب الأخضرْ يسرحُ في نيران الخوف يُهيْكل وجه الماء سروجاً خاطتها الطفلة قبل شروق الشمس .
حكاية الهجير
الجمرُ مطيعٌ جدا يسرقُ بهوَ الشمس ، ويغرز مدخنة بالباب قبعة تهوى دخان الحرب حريق الغابة يمشى يمْشي تحت الماء الكاذب خلف النار التفتح خوف الموت يجئ الصيف يسيح الوقت خجولاً بين ثياب القُطن وتبكي نطفة ليل البرد شتاء الحزن !
حاشـية الشمس
(1)
يسْبحُ مُشاغباً صدَفَ الرَّمل برغبةِ الحصول على لُفافة ماءٍ يُدخنها عنوةً لوأد الحرارة في شاطئ الشمس .
(2)
تخرج في الخامسة صباحاً ، بدلال تحيك المؤامرة حتى يغتالها المساء بمدية الظلال الحزينة .
(3)
الطريق مغلقاً مثلما إشارة المرور عارية ، والنهار عاصياً ، يفاوض الربيع والمطر . نوفمبر1999
أُخْرى تغتسل في سماء الأبديـة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( إليها ، فى صمتها الأخير / الشاعرة أماني عثمان )
(1) هُنـا بين المساء على أريكة زهـرةٍ شقْراء سالت دمعة خضراء مُغْبَرة الخُطى مرْصُوفةً بالحزن ضد الموت فارقت الحـياة تركت أساوِرَهـا ، أقاليم المـداد على وجـوهِ الأزرق الأبدي إنزيم الشَّهيق على ضِفاف الأمْكنة
(2) نجمة الليل انتهت ذَبُلَتْ خيوط الحلم وأنتبه الفضاء أين التي كانت تصوُغ الحرف من دمهـا ترُشُّ الحبرَ توقيع الوريد على شفاه الأبيض الوهَّـاج تكوين الكتابة أوْ نقوش الجِّير شئ من صفاء الطين يمْنحها النَّشيد .
(3) حُزن المدينة عـارياً يخطو على وجَعِ السكون فجيعة أخرى وأصواتٌ على كفِّ السفر لُغةٌ تُسافر من أصابعهـا وأحلامٌ تنام على نشيجِ الرِّيـح – تكْتب صمتهـا ورقٌ تصَـخَّر في تراب القبر مكسور الملامح يشتهي قلباً تعذَّب قبل أن يُسْقِطْ تقاسيم الرَّحيل . (4) ليلٌ طويلٌ يقْتفي شفق المسافةِ برْزَخُ الآتي من الغيب الجميل . (5) دروب الأرض باكيةٌ تُفتِّشُ عن هسـيس الغيم يمنحها القصيدة لون ذاكرة نبـيَّة تنفض عن ثياب الشعر أكوام الدُّخـان .
(6) الشمس ظلاً حارقاً للصمتِ مرْسىً يُخبئ ريشة الموت سرابٌ يستبيحُ جسارَةُ الكلمات أوْدِيَـةٌ من الصَّـرَخَاتِ تعلُو جثَّة النَّهر القريب . أوراقُ الكتابة من مياه النيل تغْسِلُ حزْنَهـا . (7)
أُمْدُرْمَان تفقدُ مرَّةً أُخرى قصائِدها جدائل شِعْرِهَـا العذْراء لكنَّها أبداً تُحييِّ صوتها ذكرى الذين تناوبوا نزْفـاً لأجل رسالةٍ قُصْوى ، تكتب عشْقَهـا شَفقاً جديداً من رياح الشِّعْرِ ألْوِيـةً تُرفْرِفُ في سماءِ الكون إنسان القضيَّة لا يخـافُ هزيمةً أبَداً . ديسمبر1996
حـــــــــــــــــــرائق ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حرائق النشيد
من سديم الغرفة السوداء هاجرت القناديل المناديل المصابيح ، القصيدة أوغلت في البحر تغرف شارعاً من طين قافلة النشيد .
حرائق اللغة
بينما الشمس راقدة في خمار المغيب تغزل النهار والأشَّعة والغبار هربت نجمةٌ من جسد العُباءة السَّوداء ، تخطو ضد رائحة الخيانة . والسنابل السمراء تعبر حاجز الموت الأخير لغةٌ تغازل شهوة الحبر الأنيقة للبياض آخر الصبحِ تمرن شفة يابسة على تعويذة القصيدةْ / وحدها حرائق اللغة ـ رهينة العصيان والكتابة والنشيد / .
حرائق القصيدة
ربما كانت القصيدة أنثى أوقدت نجمة بيضاء ، راقصة بالعرش وطفلة تلهو بأقواس الحروف تبيع المحاصيل المضيئة والبروق الصادقة ، خيمة للضوء تمشي في تضاريس الكتابة غواية للمصابيح كي تكشف عن وجهها في ضاحية الليل ، دونما ثقاب كبريت يثير شهوتها لتأويل الظلام خارجاً من قنينة المساء، تعتريه الدكنة والرماد ، مفردة تهجر عشب اللغة الأصفر ثائرة في الشارع تبني هيكل أغنية في الهرم الكائن صوب بنايات الورق الأبيض .
حرائق الحرب
(1)
جنزير يعلك وجه الشمس قبعة يلبسها الثوار بأطراف المدن الحارة ، هسيس سراب كاذب رؤيا معتوهة أمنية في الصحراء تغازل أوردة الشجر اليابس كالحزن يرتب أوراق فجيعته في الارشيف .
(2)
سقيفة هذا الليل المحروق تثرثر في عتمتها والمدن الليلية في حانات الجبل العالي تعبث بالريح / سفيرة هذي العتمة فوق العادة .
(3)
حمراء ذاكرة النيران ترعى نكهة هذا العشب بساقية الحرب حرائق تمشي عارية في الطرق الوعرة تكتب تاريخ المأساة . حرائق العتمة
الوردة كالنجمة قنديل يمشي في العتمة .
نجمةٌ في الليل تغتصبُ الشَّـوارع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( . )
حدَّثتنا الريح عن وكَـرِ الفجيعة كلما جاء العساكر بالبنادق عابرين الليل والأطفال في قاع البناية يحتسون الرمل ذاكرة لأوراق البنفسج / حينما تنجو المدينة من فتافيت الحريق .
( . . )
هَذَا الطَّرِيقُ إلى المَدِينَةِ وانتظَارُ الهَاوِيَةْ ! وَعِـرٌ يجفِّفُ ثوبهُ في الرِّيـحِ غانيةُ النَّهارْ .
( . . . )
بلهفة الخوف من شجر الظلام يُواري سـوْءة الليل في بركانِ عينيه المجيد يُؤاخي زهرةُ الآتين من جـوف المدينةِ عابرينَ إلى سقوف النار سيِّدةُ الحريقْ والليل يخرج من عباءته مديناً للقمرْ يجني قيامته كوجهِ الطين في قبر الجليد .
( . . . . )
كانتْ مواعيدُ الفجيعةِ كالعساكرِ في الخيامْ جـوقَةُ الحانات فاكهةُ المساءِ سليلة الفوضى وأصـواتٌ كعرْبَدَةِ الطَّريقْ لكنما للطبل ذاكرةٌ كوجهِ البحرِ مملوءٌ بصـوتِ الحُلمِ يمشي تحت فروٍ من صهيل الغابة السَّمراء وهي تكسو جُـبَّة الصَّحراء خيطاً من نخيل التَّمر لوناً من عيون الواحة الخضراء في جسد الشمال، دونما لوحٍ قديمٍ تسقط الفئرانُ كالديدان في وحلِ الطريق .
( . . . . . )
هَـذَا المكانُ يوزِّع الأشْـواكَ في أوقاتِ بلدَتِنا البَّريئةَ والنِّسَاءُ يَرِدْنَ ذَاكِـرَة الغناء " عـزَّه " التي كانت بآخر شوقها للنيل في ثوب النَّضالْ أوْقَـدَتْ في الريحِ نايَـاً من زغاريدِ السَّماء .
( . . . . . )
الكونُ مذبلةٌ لسَابِلَةِ العساكر طلقةٌ في الليل تشوي سَلَّةً من عُشبِ فاتحة النشيد والريح مسرعةٌ تولولُ في عيونِ الأوفياءْ وطنٌ يسيحُ ونجمةٌ في اللَّيلِ تغتصبُ الشَّوارِعَ عُنْوةً " أبريل " يخرج من ثيابِ الأرضِ مطليَّاً بماءِ النيلِ ذاكرةٌ تجئ مع الصباح ونسمة الفجر الجديدْ . جيلٌ يخـرِّب كل أطنان الفجيعة والتقاليد السراب . يناير 2001
قمرٌ يضئ كُهوفَ الطَّريقْ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يَتـَنَزَّهُ القَمَرُ في هَيكلِ المدِينَةِ يكشفُ البياضَ عن سديمِ التُراب والفَوَانِيسُ في عَتْمَةِ اللَّيْلِ تّهُشُّ السـواد بمَاءٍ سـراب كأنَّ المرايا تعاكسُ نجمـاً بعيداً يَخُطُّ شموع المسـاء كؤوسـاً عِـذَابْ . هشـيم المساء وحيداً يلمُّ خيوطَ الرمـاد البعيدة يغادر صمت الخلاء كأنثى غزالٍ شـريدة تسـابق وعل الرياح بقوس الفضاء الفسيح لعُشـبٍ يسِّمي النهار وريد الحبيبة وضـوءٌ نضير يقصُّ رداء الظلام بنجم يزيل كهوف المساء الغريبة . نهاراً أخيراً يغافل ظل المساء وليل الشتاء الطويل يـرجُّ ظلال الجليد بحـاراً بليدة .
آخر الليل / أول الضوء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 ) غير عادتها تناسلت الشوارع أفرغت أحشائها قبحاً كأصداف الأظافر من شقوق الطين أطفأت المصابيح التي كانت تضئ كما الرحيق .
( 2 ) أيدي كأشواك الفجيعة أسدلت وسخ الطغاة على دروب الأرض
أزهقتْ وهج القناديل الفتية
أرهفتْ جدران طابية الإذاعة .
هكذا ليلاً من دجى ليل المتاه يجيء الوحش من قاع الجريمة خاشعاً للظلم في مصلاته المثقوبة الأجزاء محترفاً هوايته اللعينة في اقتناص الخبز من شرف المدينة والدساتير الأمينة واللغةْ . يبني هياكل من جماجم أمةٍ أبداً تصارع فكرة الموت الذليل يوماً ستنسج مخلباً للهاربين من الجحيم .
( 3 )
فيزياء الخفافيش التخفي جثة الخوف ارتهان الليل أرشفة الظلام الوحش تحت وســادة النوم السهر سرقة الفوضى وتحريف النصوص المستباحة لحظة الفعل الحرام . تاهت في خبايا القصر في خبز المواطن في حدود البلدة الخضراء في هدم المواقيت العصيبة عبر فوهات البنادق
عبثت كثيفاً بأوزان الكلام وفكرة الإعلام والحلم المراهق في وجوه الصبية الأطفال عمداً لوثت صحن الفضاء وشاشة التلفاز بالقول الفطير .
لم تقل يوماً أن زهر الجوع أورق في البطون أن أطفال المدارس أحرقتهم في مياه النيل / في قصف الجنوب أن البيوت تهدمت من غزو ديدان المتاه والفدادين استحالت قشرة من جدب صحراء الشمال . لكنها تعلم نساء النمل انشأن الطوابير النحيلة بين أبواب الطغاة عبرن أنفاق المحاصيل المخبأة احتيالا بين جدران البيوت
مهر الحقيقة باعثاً في الروح أقوال الخروج البحر ناحية المكان المستباح .
( 4 )
ثمة شئ في الطريق بذرة التكوين قامت من صهيل الروح تخرج كالبريق فوق سطح الأرض أشرقت الوجوه فاتحة الصباح البدر قافلة الشتاء القمح حبات الذرة الخضراء في جوف " المطامير " استحمت بالأمان .
( 5 )
النصر مسبحة الصلاةْ .
( 6 )
من شفاه البحر تورق نجمة ودميرة شرخت كريات الدم القاني ضياء الأرض أودية الهدير والريح تبحر في الصهيل
/ هكذا الأفعال تبدأ في التكون والتخلق والتبخر حيث أدنى البحر أخصب من مياه السطح / من عفو المدينة عن طواغيت الزمان /
حسناً مفاتيح الفضيحة صرَّخت حتى نهايات التلاشي مارست سـرَّاً : انتحار العقرب السوداء لحظة أن تحاصر بالسكاكين تفرِّغ سمّها البائر بسلسلة المفاصل مزدانة في موتها الأبدي خبزاً لديدان الحروب الماهرة .
( 7 )
هدرت مواقيت الخروج الشعب يهدر في الدروب الشاهقات بيني وبينك أيها السلطان بحراً من قصاص الروح .
04/10/1998
حُطـام ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العالم كهف الأشياء السرية يمشي في الليل الطيب نحو خريف يبدأ خطوته الأولى في نيسان الخارج مسكونا بنشيج الغابات وغبار المدن الطالع من أقصى حجرٍ في المبنى أو أدنى ذاكرة في نزقِ الإنسان .
صراخ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يشهقُ طفلٌ في بريّةِ الشتاء ينتشي الجـوعُ في أمعائهِ ويذهبُ في صراخٍ يزلزلُ الأرضَ مثل ضحايا يسقطون وراء الغبار .
طفولة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذا الطريق يضحك مثل ذاكرة الخريف بللتهُ الريح بالماء الذي " شَـالَتْهُ " من قوس المطر حينما كانت ثقوب النهر ترفع ماء رغبتها بماعون النشيد .
حكاية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الصديقة جوار بيتها العتيق والصِبية في الشارع يلعبون ركلةً ركلةً يحتاجون لضياء يبلل الغبار العالق بالمكان كانت تمنحهم سحابة وضحكةً ناعمةً من غيمة أيلول . وحدها سبابة المطر الحزين تحتاج أنثى البحر تطرد من قوافيها الغبار .
زنجية ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نكهة سمراء خبّأتها السُلالة حينما خرجت من حقول البن ذات مساء بعيدٍ مثل نبتة أنجبتها الذاكرة لحصادٍ يليق بزمن الآلهة القدماء تعيد حق أسلافها في النشيد قبل ميعاد أخيرٍ خطَّهُ ليل الخارجين من الرماد .
العاشق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتوضأ في قلب نهايات الليل يقف الآن وحيداً تسكنه نار وصبايا ينزعن خمار الشهوة عن أوراق مدينته مذهول جدا يحصي أنوار الأنثى في شجر الجنة .
سلالة الغيبوبة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 1 )
يذهب الكهف وسكانه الأغنياء بالنوم يتلذذون بالظلام تحت شباك الجبل والثعالب الهاربة من مائدة تكاد تشم رائحة الفريسة التي ستُذْبح حساءً يغطي حجارة العشب تواجه الشمس بلهاةِ العطش الذي لا يزهر في الأماكن الباردة يا ترى كم من البرية نامت هكذا في التابوت تهدر الوقت بمناجل النسيان وأغطية القماش وظلال الحاضر الخارجة من سلالة الكهف هـو الخيط الذي خانته جنازة العائدين من كسل الغفوة التي أنجزت قروناً في الجثة والشخير الصامت
( 2 )
الجراب ملئ بالحكايات المبجلة بزركشة الخسران والسيرة غارقة في برميل الليل الطويل حتى تآكلت الشمس من زرفها النهار بالكثافة التي تكفي ثعابين العتمة الواقفة على رؤوسهم صعقة تذيب الجليد الساكن في الغياب ليلة واحدة في الوحل تخنق الذاكرة بأحلام تغرف أواني الرعب بذات اللهاث المريع تعبئ الصرخات في صناديق الكوابيس ماذا تكون غربة في النوم لكل تلك القرون والصباح يخرج يوميا مثل نار المناجم يصهر الضباب والآخرون يعبرون الكهوف بينما هؤلاء يسكنون الجبال ويحصدون الدهشة من نوم طويل داخل القفص هي المرة الأولى التي يخرج الدُّود مذعوراً ينأى من وليمة بهذا الكسل خاف أن يطارده وعل الموت لأجلٍ مسمى ويفقد الطريق إلى مائدة العالم .
( 3 ) ربما حكمة تشبه الوردة التي تسكت عن سرب الغبار وتفتح نافذة العطر فاكهة تمشي بجوار الكائنات أو تطرد الناس عن كابوس قديم لا ينفع العالم في طبق الحاضر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج (Re: فتحي البحيري)
|
هذا الشعر ينسرب يافتحى بطاقة ذاتية, تتحرك فيه المفردة ملء زادها, اري المفردة تعاود المجئ غير ضجرة وغير مضجرة , العلاقات بين مواد الشعر كانها ازلية مرصودة لقامة الشعر , تنحو نحو تاسيس ذاتها فى الخيبة والالق معا... انت عارف انا مذكر سالت نصار المعانا (علاء الدين ) اذا كان هو نصار الصادق فاجاب بالنفى, اتمنى ان تهاتف نصار كى يدخل معنا هذا الحوش الاكترونى كمايسميه يحى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كالحمى يرنو للشمس : ممخطوطة أولى لنصار الصادق الحاج (Re: فتحي البحيري)
|
اخي فتحي لك المحبة دائما فوجئت لدى دخولي لسودانيز اون لاين بوجود كالحمى يرنو للشمس بكل هذا الزهو الذي منحته لها شكرا لك يا عزيزي وانت دائما هكذا تجيد فتح النوافذ حتى ترفض العودة الى صمتها حاولت ان ان اشكر كل من أحتفى بهذه النصوص وقال كلمة جميلة في حقها لكني لم استطع اداء ذلك عبر الموقع مباشرة ربما مازلت اميا في ايلاج هذه الامكنة اذن ارجوكم تؤدوا هذا نيابة عني بالطبع
لك ايها المبدع الجميل فتحي البحيري ولك يا طارق اسماعيل وبالمناسبة يا فتحي طارق بعث لي برسالة اسعدتني جدا وبلغني فيها تحياتك ورغبتكم في مشاركتي وسيتم ذلك قريبا ان شاء الله ايضا شكري الى سلفر / هدهد / زمراوي / mohdy / وللجميع تحية عالية
نصار الصادق
وصلتنى هذا الرسالة عن طريق الاميل والشكر كل الشكر لنصار
| |
|
|
|
|
|
|
|