|
حرب السفراء بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية: علي طريقة كان راجل طالعني برا
|
علينا أن لا نجهل أن الصراع الدائر الآن بين الحركة الشعبية وحزب المؤتمر الوطني يمر بمرحلةِ في غاية التعقيد ، إنه ليس صراع مبادئ أو الدعوة إلي إشاعة الحريات ، بل هو صراعً علي النفط والنفوذ ، فصوت القائد سلفاكير لا يخرج في العلن إلا في حالة نقصان حصة الحركة الشعبية من عائدات البترول ، أو إحساسه بأن عوض أحمد الجاز والزبير أحمد يمكران عليه ، ويعملان في الخفاء علي إخفاء الزيادة في الإنتاج ، ويعملان أيضا وبصورةٍ ماكرة علي الترويج لتعاقداتٍ قديمة ، بموجبها تكون قيمة العائد علي برميل النفط ضئيلة إذا ما قارناها بالأسعار المرتفعة اليوم . غير بعيدٍ عن هذا الملعب هناك معركة أخري تجري فصولها في الخفاء ، هذه المرة مرد الصراع هو التكالب علي المناصب في الخارجية السودانية ، هذا الصرح الذي أنشأه الوزير مصطفي عثمان بيديه ، حيث حوّل هذه المؤسسة القومية إلي دارٍ يسكنها أهله ، ويتمتعون بها كيف شاءوا ، تم استيعاب 16 فرداً من الحركة الشعبية في وزارة الخارجية ، هذا الاستيعاب الذي أفرزه اتفاق نيفاشا جعل عناصر حزب المؤتمر الوطني والتي تشغل مناصب أقل من سفير تشعر بالفزع والخوف ، لأنهم هم المعنيون بهذا التغيير ، بعد أن اعتادوا علي حياة البذخ والترف في أوروبا ، حيث الرواتب بالعملة الصعبة ، والمدارس الراقية من أجل تعليم الصغار ، مصحوبةٍ برسالة دكتوراه تكفيهم مئونة العيش إلي أن يلقوا ربهم ظالمين أو مظلومين . صديق محمد عبد الله ، القائم بأعمال سفارة السودان في مدريد ، وهو في نفس الوقت يمت بصلة القرابة من الدرجة الأولي مع المستشار الدكتور/مصطفي عثمان إسماعيل ، ربما تكون هذه الشخصية والتي جاء قرار تعيينها في هذا المنصب علي خلفية جدل واسع ، لأنه تخطي كل عوائق الأقدمية والخبرة ، هذا الرجل من المؤكد أن يفقد منصبه بسبب الترتيب الجديد ، فالحركة الشعبية سوف تنولي سفارة السودان في مدريد ، والتساؤل المشروع ،وهل سيبقي المستشار صديق عبد الله في موقع نائب السفير ؟؟ أم انه سوف يلجأ لاستخدام البطاقة الائتمانية ، لينتقل من سفارة صغيرة إلي أخري أكبر منها ، مصطحباً معه زوجته إلهام ، والتي طالما شاركته في تبوء المناصب ، زوجة وزوجة في نفس مكتب العمل ، والقاسم المشترك هو صلة القربى التي تربطهم مع مؤسس دبلوماسية الإنقاذ وصانع عرشها الأمير/ مصطفي عثمان إسماعيل . أما القائم بالأعمال في سفارة السودان بجنيف ، السفير/المقلي ، فقد اشتهر بين أقرانه بأنه شخص غير مرتب ( أروش ) ، وكثيراً ما كان مصدر ضحك وتندر بين زملائه ، فمنصبه أيضاً مطروح في قائمة الإحلال والإبدال ، وكنت قد ذكرت في السابق أن سفيرنا في جنيف قد دخل في عراكٍ حامي الوطيس مع الوزير المفوض/عمر دهب ، عراك سمعه الجيران وبالطريقة السودانية المألوفة : (( كان إنتا راجل طالعني برا) ، الوزير المفوض عمر دهب قلق أيضاً من هذه التنقلات ، من أجل مجابهة ذلك ، يقوم حالياً بإجراء اتصالات مكثفة من أجل الظفر بموقع آخر ، يجد فيه نفسه كسفير أول ولا يهم إن كانت الدولة صغيرة أو كبيرة . والآن صراع حزبي المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في اشده علي سفارات السودان في واشنطن ونيويورك ولندن وجنيف والقاهرة ، ونحن في انتظار ما تسفر عنه هذه المعركة ، خاصةً إذا علمنا أن هناك قائمة أخري من سفراء الحركة في الطريق ، فقاعدة القسمة تقول أن سفراء دول الخليج والمغرب العربي من حزب المؤتمر الوطني ، وسفراء السودان في أوروبا وأمريكا وروسيا من الحركة الشعبية ، من المؤكد أن تُطيح بعض الرؤوس في بعض السفارات ، وهذه معركة أخري تُضاف إلي ملف النزاع علي عائدات النفط وتقرير أبيي . هكذا تضيع مصالح العباد بين الشريكين المتشاكسين بينما يتفرج الشعب السوداني علي مسلسل مكسيكي طويل الحلقات ، أنه عهد السودان الجديد ، تقديم المصالح الشخصية علي المصلحة الوطنية ، وترزية نيفاشا فشلوا في تصميم ثوب فضفاض أو جبة كبيرة تسع كافة السودانيين ، والآن لم يعد أمامنا خيار ..إما أن نكون مؤتمر وطني ( مشلخ شايقي ) ، أو نكون حركة شعبية ، كجواز سفر من أجل شغل أي منصب في السودان .
|
|
 
|
|
|
|