زين الدين زيدان ونهاية أسطورة البطل العربي في برلين

Quote: مابين سارة عيسي والنجم العالمي زين الدين زيدان سماح الفاضل/جدة [email protected] لم أكن أتوقع أن تقوم الأخت سارة بتناول أي شأن يتعلق بالرياضة لأن الرياضة تسعي لترسيخ مبادئي التنافس الشريف وكل القيم الجمالية السامية والنبيلة في نفس الإنسان، وهي أبعد ما تكون عن تلك المعاني والقيم السامية من خلال تناولها الشاذ للشأن السياسي السوداني من بكتابات اتسمت جميعها بروح العنصرية البغيضة وأظهرت مكابدتها لحالة مرضية مزمنة تدل علي عمق العقدة النفسية التي تسيطر علي كيانها النفسي ولن تنفك عن مطاردتها حتي الممات وستظل منظورها الوحيد الذي تري من خلاله الأشياء. ورغما عن ذلك لم أستغرب قيامها بتناول شأنا متعلق بالرياضة لأنها تود الكتابة من أجل الكتابة وتحاول حشر أنفها في أي موضوع حتي وإن لم يكن لديها رقبة لشعر ذلك الموضوع بعد سئمت نفسها (فيما يبدو) من التكرار السمج لمضمون سيل كتاباتها المتلاحقة عن أزمة دارفور، حكومة الإنقاذ، أهل الهامش، أهل الشمال وآلة طمبورهم، تركية آل العتباني وحمدي، ... إلخ من الهوس الذي تجذر بداخلها وأضحي ماركة مسجلة لأمثالها ممن قذفت بهم تداعيات أزمة دارفور إلي مستنقعها الآسن. وكان من الطبيعي أن تأتي كتاباتها في حق النجم زين الدين زيدان من خلال ذلك المنظور السئ ليتواصل سقوطها الآثم في وحل العنصرية البغيضة، وكان من الطبيعي أيضا أن يجئي سقوطها كبيراً هذه المرة حيث أن زيدان نجم كرة قدم عالمي من طراز فريد وحظي بهذه المكانة لما يتمتع به من إمكانات عالية في فنون كرة القدم أسكنته عشقاً في قلوب محبي كرة القدم في كل العالم وإعترف له الإتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بذلك عندما كرمه علي أثرها بجائزة أفضل لاعب في العالم لأكثر من مرة، وهو بطل حقيقي للفرنسيين وجميع محبي كرة القدم في كل العالم شأنه في ذلك شأن بيليه ، مارادونا وأفذاذ كرة القدم علي مر التاريخ، ولقد قال فيه شيراك "أنني أكن له عظيم الإحترام لأنه جسد قيم هذه الرياضة وأثبت نبل القيم الفرنسية". وكما دأبت سارة في الشأن السياسي فها هي في الشأن الرياضي أيضاً تخطئي التقدير بقولها "أن الجمهور في أوروبا لا يشاهد صناع الكرة لأنهم بيضُ أو(زرقة)، أو لأن أصولهم ساكسونية أو عربية، فالجمهور هناك يشاهد فن كرة القدم فقط ولا يهمه لون اللاعب أو انتماؤه العرقي كما نفعل نحن في العالم العربي" فمدحها للجمهور الأوروبي بإنه يشاهد فن كرة القدم فقط ولا يهتم للون اللاعب أو إنتمائه العرقي يكذبه ما حدث لبعض نجوم كرة القدم من الأصول الزنجية في أوروبا وآخرهم النجم الكاميروني صمويل إيتو الذي تعرض للكثير من المضايقات من الجماهير الأسبانية بلغت حد تشبيهه بالقرد، أما تجنيها علي الجمهور العربي بإنه يهتم بالإنتماء العرقي للاعب ولايهتم بالفنون التي يقدمها في كرة القدم فهو الآخر يكذبه الإحترام والتقدير الشديد الذي تكنه الجماهير العربية للاعب الكاميروني صمويل إيتو (حاليا) وبيليه (سابقا) وأمثالهم من أفذاذ اللاعبين من أصحاب البشرة السمراء، وأتحدي الأخت سارة أن تأتينا بأي حادثة من خيالها المريض لأي لاعب كرة اجنبي تعرض لمضايقات عنصرية في أي من الملاعب العربية. ولا نستغرب من تجنيها علي الجمهور العربي، خاصة وأنه سبق لها وأن وصفت أسلافهم بأقذع الألفاظ حينما ذكرت في أحد كتاباتها البغيضة بأن حروبهم في الجاهلية كانت من أجل الجواري! والغلمان!! بقدرما نستغرب كيف فات عليها أن تحسب نفسها ضمن الجمهور العربي بإيرادها لعبارة "كما نفعل نحن في العالم العربي" فهل ذلك كان بهدف تحسين مقالها القبيح؟ أم التشويش علي قراء سودانايل الذين يعلمون إعتزازها بإنتمائها الزنجي الأفريقي وإشمئزازها من المنتمين إلي العروبة؟؟ لقد كان قمة السقوط في مقالها القبيح قولها "أما زيدان الذي رأيناه في ليلة البارحة كان هو زيدان العربي بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني، العربي الذي ينتصر لكرامته الشخصية في أصعب الأوقات، ولا تهمه خسارة الوطن أو الجمهور، هذه المباراة حضرها عدد لا بأس به من القادة والحكام، من بينهم كوفي عنان ورئيس جنوب إفريقيا، والرئيس شيراك وعقيلته ومستشارة ألمانيا، ذلك غير مليار من المشاهدين شاهدوا زيدان وهو ينطح برأسه الخصم الإيطالي فيصرعه حتى يسقط علي الأرض" وتشبيهها له بالتيس في قراع الخطوب ... فما قام به زيدان لايخرج عن كونه تصرف خاطئي أتي به لاعب كرة القدم أثناء مباراة لكرة القدم يسمي "مخالفة" إستحق عليها الطرد حسب قوانين اللعبة، والمخالفات في كرة القدم لم تبتدأ ولن تنتهي عند زيدان، وكثيراً مايراها مشاهدي كرة القدم (ولستي أنتي منهم بالطبع) تحدث أثنا المباريات في أي مكان بالعالم، وهي ليست حصراّ علي اللاعبين من ذوي الأصول العربية!! كما حاولت الإشارة إلي ذلك بتلك الصورة الساذجة، ولتعلم سارة أن الإنتصار للكرامة الشخصية هي صفة ملازمة للنفس البشرية وإلا بماذا تفسر لنا وجود مصطلح إسمه "الاستفزاز"؟ ما أتي به زيدان علي مرأي من القادة والحكام الذين أشارت إليهم سارة ومليارات المشاهدين هي مخالفة في لعبة كرة القدم (كما ذكرنا) لا ترقي إلي مستوي جرائم القتل والفظاعات التي ترتكب يوميا بحق المدنيين في مختلف أنحاء العالم علي مرأي ومسمع وصمت أولئك القادة والحكام، ولا يرقي إلي مسح تاريخ زيدان الرياضي وموهبته الكروية الأصيلة (كما توهمت) فهو خالد في نفوس محبي لعبة كرة القدم علي مختلف مشاربهم. أخيراً كفي منك عبثاً يا سارة، بالله خليك مع السياسة وحكومة الإنقاذ وحركات دارفور المسلحة والأمم والمتحدة وكوفي أنان وبوش ودخول القوات الأممية لدارفور وتجزئة السودان وشتم أهل الشمال والتغني بأحلام المهمشين والسودان الجديد ففيها متسع للف والدوران والأحقاد العنصرية وخلافه من الأفكار التي تناسب تركيبتك ... وخليك بعيدة عن مجال رياضة كرة القدم إذ لامجال للزج بأفكارك العنصرية البغيضة فيها، وأعلمي أن الفيفا يهتم بلعبة كرة القدم ويحاول بشتي السبل محاربة الظواهر العنصرية السالبة التي تحدث في ملاعب كرة القدم وأصدر عدداً من القرارات السالبة علي خلفية ماحدث لبعض نجوم كرة القدم من الأصول الزنجية في الدوريات الأوربية (كما أسلفنا). المصدر سودانايل : 12 يوليو 2006