هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 05:23 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سارة عيسي(SARA ISSA)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-12-2006, 02:50 AM

SARA ISSA

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 2064

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ

    هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ



    (( الخرطوم كالطفلة الحبيسة ، تنام باكية في ثيابها البالية بسبب حظر التجوال ، من أين جاء هؤلاء الناس ؟؟ ألم تنجبهم الخالات والعمات ؟؟ ألم يستمعوا إلي ألحان كرومة وسرور وأولاد حاج الماحي ، يُكرّمون شهداؤهم وهم علي قيد الحياة ))
    هذا الحديث الجميل لأديبنا الكبير الأستاذ/الطيب صالح ، كتبه في بداية التسعينات ، حيث وجه سهام نقده لحكومة الإنقاذ .
    شنت حكومة الإنقاذ هجوما قوياً علي هذا المقال ، في ذلك الوقت كان المقدم يونس محمود هو مفوه الإنقاذ وخطيبها الأوحد .، فرد علي الطيب صالح فوصفه بصنيعة الغرب ، وأن روايته (( موسم الهجرة للشمال )) لم تنل استحسان الغرب إلا بعد أن خرجت عن العرف و الدين والتقاليد .
    صحيفة ( المسيرة ) و التي كان يصدرها الاتحاد العام للطلاب السودانيين ، نشرت فتوى دينية صدرت في السعودية تُحرم قراءة هذه الرواية .
    كانت معارضة الأديب الكبير الطيب صالح للإنقاذ لا تتعدى الكتابة بالقلم ، فالرجل لا يعمل تحت مظلة حزب سياسي ، أو زعيم أوحد يطلب منه الذهاب إلي ميادين القتال ، وهو بالأحرى كان مناصراًً للحرية والديمقراطية ، مما جعله يطير إلي العلياء ، ويُحترم من كافة أطياف الشعب السوداني ، فالحرية كما قال إبراهام لنكولن لا يستحقها إلا من يؤمنون بها .
    رغماً عن كل ذلك عاد الطيب صالح إلي السودان ، ودلف إليه من صالة كبار الزوار في مطار الخرطوم ، تلك الصالة التي عادةً ما يستخدمها رموز هذا العهد في حلهم وترحالهم ، لم يكن في انتظار الطيب صالح في مطار الخرطوم ( بنت مجذوب ) أو (مصطفي سعيد ) و ( الزين ) كما كنا نتصور ، هذه الشخصيات التي عشعشت في ذاكرة قرائه من السودانيين ، فأحبوها من بساطتها وطيبتها ، بل كان في انتظاره نفس أولئك الناس الذين جعلوا الخرطوم في يومٍ ما حبيسة وهي تبكي في أسمالها البالية . ونفس الناس الذين تساءل عنهم في يوم ما من أين جاءوا ؟؟
    لعبة الدومينو آيلة للتساقط ، قطعة بعد قطعة ، عاد الموسيقار محمد وردي ، بعد رحلة طويلة قضاها وهو يطالب بعودة الحرية والديمقراطية ، غني للجنوب ولقرنق ، نعم لحكم الشعب نعم .. ولا لحكم الفرد لا ..، خرج الموسيقار وردي من وقاره المألوف وحبا إلي القصر الجمهوري ، وبارك القسم الثلاثي للرئيس البشير برفض القرار الأممي رقم 1593 ، خسارة كبيرة أن تنتهي القداسة تحت أقدام السياسة ، وتاريخ نضالي كلّف الاستاذ/وردي جل حياته خسره في صالة قمار أوراقها هي معسكر ( كلما ) و ( أبو شوك ) و ( طويلة ) ، كنت أتوقع منه أن يهتف ويقول .. لا لاغتصاب النساء في دارفور .. لا لقتل المدنيين وحرق القرى .. لا لحرق المدارس وطمر آبار المياه ، لا ولا .. ولا ..لكل ما هو شائن ومقيت ، فأنتهي وردي الأسطورة وسط ذهول محبيه و معجبيه الذين غنوا معه .. يا شعباً لهبت ثوريتك .. تلقي مرادك و الفي نيتك .
    عاد الباقر أحمد عبد الله وفيصل محمد صالح و سيد أحمد خليفة ومحمد الحسن أحمد .
    وأخيراً حسن ساتي ، الصحفي المايوى والمحلل السياسي اللندني ، عاد إلي الوطن بعد 18 عاماُ ، فوجد في انتظاره منصب رفيع وسيارة مكيفة وكرسي وثير يستطيع أن يمد رجليه من تحته لينام نومة قرير العين هانيها ، إن الديمقراطية لم تعد ، والشعب السوداني لم يتحرر من قيود الحزب الواحد ، وهناك موت جماعي في دارفور ، أليس من حقنا أن نتساءل .. لماذا عاد هؤلاء السادة إلي السودان .. بعد أن أهل أهلكوا مسامعنا من لندن والقاهرة وهم ينادون بالحرية والديمقراطية ؟؟؟ فإن عرفنا سبب عودتهم فيا تُري ما هو الثمن الذي دفعته الإنقاذ لقاء ذلك ؟؟ أعني بذلك كم تزن الجزرة التي مُنحت لهم ؟؟
    هناك من يقول أن أبناء الشمال شعروا بخطورة المعادلة الجديدة في السودان ، والتي سوف تؤدي إلي بروز قوة جديدة كانت مغيبة في السابق ، وإن عودة هؤلاء كانت مربوطة بالوقوف ضد هذا المشروع ، ورموز صحافة المهجر التي عادت إلي السودان كلها من الشمال ، وتحمل تصوراً واحداً لقضية دارفور ، أنها نزاع بين العرب والأفارقة ، والدولة السودانية بحكم أنها عربية يجب أن تُرجح كفة العرب ، وإن أي حل سوداني يستثني العرب في دارفور لن ينتهي بسلام ، وهذه النظرية يرددها كل من حسن ساتي ومحمد الحسن أحمد ، فوحدة أبناء الشمال ، وبالذات مثقفيهم ، تعتبر ضرورية في هذا الوقت لإنقاذ السودان من خطر أفريقي داهم ، يبدأ من الجنوب ويلتف بدارفور ويأخذ طريقه نحو الشرق ، يأتي كل ذلك وسط تمزق نخبة أنباء الشمال النيلي وتوزع ولاءاتهم الحزبية بين الإنقاذ والختمية ، وبما أن الإنقاذ تشكل الآن أفضل بديل مطروح فلا بد من الالتفاف حولها ومناصرتها ، بالشكل الذي عناه عبد الرحيم حمدي في ورقته ، سودان مكون من محاور وسادة واتباع ، يبدأ المحور من دنقلا ، ولا مانع أن يضم المحور الأبيض وسنار ، علي شرط أن يُصوّت ( الأتباع ) في هذه المناطق لصالح حزب المؤتمر الوطني ، ويمكن أن يتنازل ( السادة ) عن بعض مواردهم لصالح الأتباع ، فيتكفلون ببناء بعض المدارس والمساجد ، أما الجنوب ودارفور والشرق فتعتبر طريدة من هذا المحور .
    ويُقال أن النائب الثاني الأستاذ/علي عثمان طه فاوض بنفسه هذه المجموعات العائدة ، ودعاها لمواكبة التطور السياسي الذي بشرت به الإنقاذ ، وإلا انهد الهيكل فوق رأس الجميع ، بما فيهم الختمية وحزب المؤتمر الوطني ، فيخرج الجميع من المولد بلا حُمّص ، فشد أبناء الشمال أياديهم فوق بعضها ، ليشكلوا قوة موازية تقف ضد مخطط أفرقة السودان ، لذلك نجد أن معظم هؤلاء العائدين من أبناء الشمال النيلي ، والنسبة الغالبة لانتمائهم العرقي هي اللون الشايقي ، القبيلة التي ينحدر منها النائب الثاني ، وفي قضية دارفور نجد أن مواقفهم السياسية وإن حاولوا إلباسها ثوب الحياد إلا أنها في الأخير تتطابق مع رؤية حزب المؤتمر الوطني ، أزمة دارفور مؤامرة صليبية تهدف إلي طرد العرب من السودان كما حدث في الأندلس ، وحسن ساتي بحوزته مذكرة سرية ، بموجبها سوف تقوم الولايات المتحدة برسم 60 من الدويلات الجديدة في السودان ، فإن نجحت في تأسيس دولة في الجنوب ، ودولتين في الشرق ودارفور ، فقد تبقي لها الآن سبعة وخمسون دولة تبحث لها عن مكان ، هذه هي رؤية المحلل اللندني الثاقب الفكر والذي يسميه المصريون ( بشبيه السادات ) ، ومعظم هؤلاء العائدين مع احترامي لقراءتهم لم يزورا دارفور مرةً في حياتهم ، ومعلوماتهم عن هذه المنطقة لا تتجاوز معلومات طالب السنة الثالثة بمرحلة الأساس ، فإعلام الإنقاذ يغذيهم بالمعلومات المطلوبة ، فلم يرهقوا أنفسهم بمشقة البحث والتنقيب عن مصادر المعلومات ، ولذلك استحقوا لقب ( صحفي المكاتب ) .
    هناك نظرية أخري تقول أن معظم هؤلاء الصحفيين كرهوا الإنقاذ في شخص الترابي ، المؤسس الحقيقي للنظام الحالي ، وبعد المفاصلة الشهيرة ، شعرت هذه الجمهرة بزوال العقبة التي كانت تقف في طريق تطلعاتهم ، فلذا ، عادوا إلي السودان ، بعد أن وفرت الإنقاذ لهم بعض المزايا ، مثل تملك البيوت والسيارات المكيفة ، أي إن خلافهم مع الإنقاذ لم يكن يتجاوز سقف المصالح الشخصية الذاتية ، وتأييدهم للإنقاذ في أزمة دارفور كان هو الثمن الباهظ الذي دفعوه من دم أقلامهم وضمائرهم حتى يعودوا للوطن .
    سارة عيسي

    (عدل بواسطة SARA ISSA on 06-12-2006, 04:40 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ SARA ISSA06-12-06, 02:50 AM
  Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ Faisal Al Zubeir06-12-06, 04:22 AM
    Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ SARA ISSA06-12-06, 05:03 AM
      Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ Faisal Al Zubeir06-12-06, 05:40 AM
  Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ عثمان فضل الله06-12-06, 06:04 AM
    Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ SARA ISSA06-12-06, 07:14 AM
      Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ عادل فضل المولى06-12-06, 10:49 AM
  Re: هجرة الصحفيين إلي السودان ، والاختيار الصعب بين المصالح الشخصية والمبادئ عمر ادريس محمد06-12-06, 07:49 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de