|
الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم
|
المرأة في حزب المؤتمر الوطني لها مكانة كبيرة ، وهذه المكانة تزيد وتنقص ، وتسرع وتبطئ ، وفقاً لعوامل كثيرة شابت العمل العام خلال سنين الإنقاذ ، الكفاءة المهنية لم تكن من بين هذه العوامل ، الدكتورة المتطرفة/سعاد الفاتح ، وحميراء الإنقاذ /الدكتورة عائشة الغبشاوي ، وغيرهن من أخوات نسيبة وخولة بنت الأزور ، فوراء كل رجل عظيم امرأة ، ووراء كل تمساح تمساحة ، تضرب الخصوم بذيلها ، وبأنيابها تقطع الحديد ، فسرقة المال العام في عهد الإنقاذ لا تتطلب أن يكون المتقدم ذكراً أو أنثي ، المهم أن تتولد رغبة النصب في نفسية المتقدم . يمكننا أن نتفهم لماذا أطلقت الإنقاذ أسماء رموزها علي الشوارع والميادين والمستشفيات ، فأصبح عندنا عبيد ختم وأحمد علي الريس وعلي عبد الفتاح والزبير محمد صالح وأبو دجانة ، وهؤلاء لم يموتوا من أجل غاية كبيرة أجمع عليها كل أهل السودان ، بل ماتوا من أجل مبادئ تنظيم محدود العدد والفكر ولا يمثل كل أبناء السودان ، ومن أطلق أسماءهم علي هذه شوارع ليس البرلمان المنتخب من قبل الشعب ، بل أطلقها الحزب الحاكم حتى يحفظ تراثه من الزوال ، وهناك تبرير يجعلنا نتجاوز هذه النقطة ، أن هؤلاء الشهداء ماتوا من أجل قضية كانوا يؤمنون بها ، والله أعلم بنواياهم ، ولو كانت هناك إمكانية تسمح بإعادة الموتى إلي الحياة لتبدلت وجهة نظر هؤلاء الشهداء حول ما قاموا به من عمل ، وكل ما أتذكر الاحتفال الراقص الذي أقامه حزب المؤتمر الوطني في البرلمان ، علي أنغام الموسيقي وكلمات وردي ..أتساءل لماذا مات هؤلاء الناس في حرب الجنوب ؟؟ ومن الذي جنى ثمار موتهم ؟؟ إن كانت هناك قابلية لتوقيع السلام وبأقل من شروط نيفاشا منذ زمن بعيد فلماذا تم دفع هؤلاء الناس البسطاء إلي المحرقة !! وهل اسم الشارع يعطي الشهيد مكانته في المجتمع ؟؟ أم لأنه لا يكلف الإنقاذ شيئاً سوي أجرة الخطاط وثمن الدهان . الدكتورة/زكية عوض ساتي لم تمت في حرب الجنوب ، ولكنها خاضت حرب الداخل في جامعة الخرطوم ، إنها من الكوكبة التي أشرفت علي تحطيم هذه المؤسسة ، قرارات الصالح العام في حق أعضاء مجلس التدريس ومصادرة النشاط الطلابي تعتبران من أهم النقاط المضيئة في تاريخ الدكتورة/زكية ، والتي لم تكن تتعامل مع طلابها إلا بالسوط والعصا ، فشخصيتها المترفعة جعلها زاهدة في الحوار ، وكل قرار تتخذه أدناه الفصل التعسفي ، تم تعيينها من قبل النظام كعميدة لكلية الآداب ، فأجادت الدور المنوط بها ، وكنا في الجامعة نلقبها ( بألينا شاوسيسكو ) بسبب تعصبها واستبدادها ، في عهدها انتهت اندثرت كافتيريا النادي الجغرافي بكلية الآداب ، أما كافتيريا الفلاسفة والواقعة في أعلي سطح الكلية فقد أصبحت من الماضي ، وفي كل كبيرة وصغيرة كانت الدكتورة/زكية تستنجد بقوات الأمن والشرطة ، وكل قرار عندها ثوري وفوقي ، إن المرأة إذا رغبت في الاستبداد فسوف تكون ابشع من الرجل ، خاصة إذا رعتها مؤسسة فكرية متطرفة مثل الجبهة الإسلامية القومية . أكبر جريمة ارتكبتها الدكتورة/زكية ساتي ، في حق نفسها كأستاذة جامعية ، وفي حق طلابها وجامعتها أنها قامت بإلغاء حجر الدسميس (Dismiss corner) ، وهو ركن يقع في الواجهة الشمالية لكلية الآداب ، في هذا المكان كان الطلاب يقيمون أركان النقاش ، ويرفد إليه أهل الفكر والحوار ، ومنه تم تكوين اللجنة العليا للدفاع عن السكن والإعاشة ، ساء كل ذلك الدكتورة/زكية ، فقررت هدم الهيكل فوق رؤوس عباده ، فكان قرارها الشهير بحظر التجمع في هذا المكان ، ولكن الطلاب رفضوا الانصياع لهذا القرار ، ولكن حيل الدكتورة/زكية لم تنتهي ، وسحرها لم يموت وينهزم ، وعلي طريقة شارون وألمرت دخلت الجرافات إلي جامعة الخرطوم ، وشرعت في تكسير الحواجز والكافتيريات ، تمت تسوية المكان بالأرض ، وقامت علي أنقاضه حمامات درجة أولي حريمي ورجالي ، رائحة طفح الحمامات كانت أطيب لأنف الدكتورة /زكية من سماع الندوات والمحاضرات ، وكما هو معروف في البيوت السودانية أن ( الأدبخانة ) تكون في أقصي زاوية في حوش المنزل ، أما الدكتورة /زكية فقد جعلتنا نضع المناديل في أنوفنا قبل أن ندخل لكلية الآداب ، فلكل قاعدة شواذ ، ولكل إنسان طريقته في النظر إلي الأشياء ، وما تراه أنت قبيحاً يراه غيرك حسناً ، فنسبية الأشياء جعلت الدكتورة/زكية لا تري في رائحة ( فضلات ) الإنسان شيئاً مقززاً طالما أن صوت الحرية قد أُخمد . رحم الله الدكتورة الزكية والتي رحلت عن دنيانا بعد مسيرتها مع الإنقاذ ، وتركت لنا شيئاً نتذكرها به كل ما دفعنا الظروف لزيارة كلية الآداب ، فنشم جزءاً من رائحة الماضي الغابر ، والمستغرب له أن هناك من أطلق اسمها علي داخلية طالبات في الفتيحاب بأمدرمان ..أحد الظرفاء علّق قائلاً: يا تري دي استشهدت في ياتو معركة ؟؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | SARA ISSA | 07-11-06, 06:41 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | Bakhaf | 07-11-06, 07:14 AM |
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم | elhilayla | 07-11-06, 07:15 AM |
Re: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم | SARA ISSA | 07-11-06, 08:59 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | amar adam | 07-11-06, 08:48 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | ayman haroun | 07-11-06, 09:02 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | Murtada Gafar | 07-11-06, 10:04 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | Bakhaf | 07-11-06, 10:11 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | حبيب نورة | 07-11-06, 01:34 PM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | ali elhassan | 07-11-06, 11:57 PM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | Faisal Al Zubeir | 07-12-06, 01:30 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | محمد ابراهيم قرض | 07-12-06, 01:20 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | Hatim Al Jed | 07-12-06, 01:41 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | JAD | 07-12-06, 03:11 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | على عجب | 07-12-06, 05:53 AM |
Re: الدكتورة/زكية عوض ساتي وقصة أدبخانات كلية الآداب بجامعة الخرطوم | SARA ISSA | 07-12-06, 07:34 AM |
|
|
|