|
حسن ساتي.. حسين خوجلي ..مجذوب أونسة .. وجلسة شمال نيلي في (اشجان الغربة )
|
إذا وجدت شخصاً هزيل الجسم في السودان ، وأردت أن تعرف السبب ليس عليك إلا أن تنظر إلي حسين خوجلي ، كتلة كبيرة من اللحم البشري تجلس علي كرسي واسع ، يغطيها ثوب كبيرٌ فضفاض يخفي في داخله ما يجعل ثورة الجياع تنطلق في كل أرجاء السودان ، عاب الناس علي سيدنا عمر الخطاب سعة ثوبه وسألوه من أين لك هذا ؟؟ فرد عليهم ابنه الصالح عبد الله واخبرهم أنه أعطي فضل ثوبه لأبيه ، فسيدنا عمر أعطاه الله بسطة في الجسم ، ولذلك أرتاب الرعية في مصدر ثيابه ، وقتها كان سيدنا عمر بن الخطاب يتولى حكم الحجاز واليمن والعراق ومصر والشام .. ومعلومة صغيرة كهذه ود الناس معرفتها حتى يستيقنوا أن من يقودهم نظيف اليد من مال المسلمين . ونحن غير مضطرين أن نسأل حسين خوجلي من أين لك هذا الطعام الدسم الذي جعل المشاهدين لا يعرفون حسين خوجلي إلا وهو جالس علي كرسي وثير ، وأمامه طبق من الفاكهة (عنب وكريز وفراولة ) ، ودلة شاي عربية تصطف أباريقها وسط الكاسات الصغيرة ، أحدهم قال لي : أتمني أن أري حسين خوجلي وهو يركض !! فقلت له : وأنا أتمني أن أراه وهو يمشي الهويني .. كما يمشي الوجى الوحل كما كانت تقول العرب
حسين خوجلي يعتبر أول رجل سوداني من النخب (celebrities) يستخدم المساحيق التي تعطي الوجه التعيس نوراً كاذباً وتخفي عيوباً خطها الدهر بقلمه الذي لا يرحم ، ولا يعرف كبيراً أو صغيراً ، مؤتمر وطني أو شعبي ، فلكل داءٍ دواء إلا الهرم ، يعتبر حسين خوجلي من الرموز الناعمة داخل الإنقاذ ، وقد أشتهر بولعه بالفنان عبد الكريم الكابلي ، وكان يستحثه علي الغناء بمقولة كنا نتندر بها وقتذاك : ( سحرتني يا كابلي ) !!! في بدايات الإنقاذ أشتهر حسين خوجلي ببرنامج ( أيام لها إيقاع ) إن كان هذا الاسم صحيحاً ، وعندما بدأت الإنقاذ في تجنيد الطلاب واستخدامهم وقوداً في الحرب ، كان حسين خوجلي يقدم لهم ما يعرف وقتها ( بالجلسات الإيمانية ) ، وهي برنامج شبيه بال (brain Washing) الذي كان يقوم به الحزب الشيوعي في أوروبا الشرقية ، حيث كان ( حسين خوجلي ) يقنع بعض السذج بفكرة الجهاد والموت في سبيل الله من أجل الدين والمبادئ . بعد خلاف الرأسين البشير والترابي وضع الرجل نفسه في المربع الخطأ ، وراهن علي حصان المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي ، ولكنه أكتشف أن بقائه في سلة الترابي سوف يحرمه الكثير من المزايا والأعطيات ، فحزب المؤتمر الوطني قام بإفقار الشعبي تماماً وجعل منتسبيه يعتمدون علي التبرعات . صحح حسين خوجلي موقفه ، وعاد إلي كنف الإنقاذ ولكن بحجم أصغر من السابق ، فله الآن صحيفة محدودة التوزيع ، أما حسين خوجلي الذي ذاع صيته وسطوته بعد وصول الإنقاذ قد انتهي ، ولم يتبقى منه سوي ( بدنه ) تثير الحرث مسلمة لاشيه فيها ، وعمامة كبيرة جعلته أشبه بأبطال المسلسلات التاريخية ، ( حذاء الطنبوري وسنباد البحر وعلي بابا والأربعين حرامى ) ، عاد حسين خوجلي إلي حرزه القديم وأستعاد كرسيه الفخم في مبني التلفزيون السوداني ، برنامجه الجديد أخذ اسم ( أشجان الغربة ) ، وهو يأتي في إطار ترسيخ الثقافة المركزية ، كما أتي في مثال سرده أثناء البرنامج أن شخص هجين يعمل معه في الصحيفة ، من أم شمالية وأب جنوبي تمكن من إنشاد ( مسدار ) علي طريقة أهلنا في البطانة ، ضيف الحلقة كان هو الأستاذ/حسن ساتي ، العائد من بلاد الضباب إلي الوطن السودان ، حتى يطور صحافتنا العتيقة ويجعلها علماً مرفوعاً في كل ناصية وفي كل جبل أرساه الله في أرض السودان . ربما يكون هناك شئ يجمع كل من حسين خوجلي وحسن ساتي ، غير انتمائهم لما يعرفون اليوم بنخب الشمال النيلي ، فكلاهما عمل في بلاط الدكتاتورية ، وكرّس قلمه للتطبيل للطغاة وأعداء الحرية ، حسن ساتي عمل في بلاط النميري ، حتى أنتهي الأخير في مزبلة التاريخ ، وحسين خوجلي كان في معية النفر الذين استقلوا سفينة الإنقاذ ، واقتاتوا علي غنائمها التي نزعتها من أحشاء الشعب السوداني ، دهن وزيت وشحم لا يشوبه ورم.. فيا تري ماذا يأكل الأستاذ/حسين خوجلي في وجبة الإفطار ؟؟ أو ماذا يتناول في طبق شاي الصباح !! ولكن الشعب السوداني في ضواحي أم ضواً بان والرميلة وقبوجا والفردوس والشوال وأم نبقاً مر ..كل هذا الشعب يود أن يعرف ماذا يأكل الأستاذ/حسين خوجلي في وجبة الغداء ؟؟ قالها الزير سالم : هل مات أخي كليب مرةً واحدة ؟؟ فرجل مثل كليب لن يقتله رجلُ واحد ؟؟ ولكن فارسنا حسين خوجلي يمكنه أكل خروف مشوي لوحده ، من غير أن يشاركه في الوجبة طفلُ من ( الضعين ) أو امرأة من ( ود عشانا ) ، فله الرأس والبطن والفخذ والأضلاف ، فيأكل اللحم ويذيب الشحم ويهرس العظم بأضراسه ، ثم يلحس العظم بلسانه حتى يبيض ، فلن تجد الجن حظها منه حتى وإن سموا الله عليه
|
|
|
|
|
|
|
|
|