|
خضر هارون أحمد : يقيم مأدبة عشاء فاخمة لحاكم ولاية نيو مكسيكو
|
خضر هارون أحمد ، هذا الاسم أوردته صحيفة شيكاغو تربيون في صفحتها الأولي ، نعم ، نحن نعرف خضر هارون ، أليس هو أحد المحافظين في قصر الإنقاذ الذين يكرهون أهل دارفور ، ويحملون الضغينة علي كل من يمد لهم يد المساعدة ؟؟ أفهم أن تتحدي الإنقاذ الولايات المتحدة ، وتعد لها جهاز الحرب ، شئ بالقصائد ، وشئ بالمديح ، وشئ بالرقص والغناء .. ولكن أليس من المفترض أن يكون باطن الأرض مثل ظاهرها ؟؟ أما أن تقلبات المناخ ومرور السنين جعلاهما مختلفان .. السفير السوداني في واشنطن أعد مأدبة عشاء فخمة لمحافظ نيو مكسيكو، والرواية تصدرت صفحة شيكاغو تربيون الأمريكية ، فهل يا تري قدم له ( الشربوت ) كبديل للبراندي والمارتيني ، وهل احتوت المائدة علي كسرة أم رقيقة ( أكل الملوك ) ؟؟ وسلطة المصقع ؟؟ وقطعة الضلع بالأرز والمكرونة والجبنة ؟؟ لا أظن أن السفير خضر هارون أطعم ضيفه من هذه الطيبات ، وحسب ما أعرف أن سفيرنا السابق في مجلس الأمن ، رجل المخابرات الفاتح عروة كان يعرف كل أسماء المطاعم الراقية في مدينة نيويورك ، ويعرف الفارق بين الطعام الصيني والإيطالي ، ويعرف طريقة السداد عن طريق بطاقات الائتمان ، ربما تكون القائمة قد تسربت إلي سفيرنا خضر هارون ، وربما تكون المائدة قد عجت بالروبيان وجراد البحر واليخنة الإيطالية ، ليس هناك شئ نقلق عليه ، فالمال موجود والمطاعم مفتوحة علي مدار الساعة ، هناك خدمة توصيل المنازل ، برنة جرس واحدة تستطيع أن تملأ مائدة كبيرة بالطيبات .فالمال يجري من جيب الشعب السوداني ، فيهطل كالأمطار الغزيرة في خزائن سفاراتنا الخارجية . صحيح أن أهل دارفور ليس حظ في هذا المال ، وكما أن حاكم ولاية نيو مكسيكو السيد/ريتشارسون ليس جائعاً كما نظن ، ولكنه زار سفيرنا في واشنطن لحاجة صغيرة ، وهي إطلاق سراح الصحفي بول سالوبيك . كان من الممكن أن يكتفي سعادة الحاكم بتناول فنجان قهوة ، خفيف السكر ، لا يحتوي علي مواد تزيد السمنة ، لكنه خرج بوجبة كبيرة لم يكن يحلم بها ، لم أسمع يوماً أن الأمريكان قد اشتهروا بالكرم ، هم لا يريدون أن يُعرفوا بذلك . كما قال بخيل البصرة : ((أتمني أن ينشر بخلي في الأمصار عشرة من الشعراء وعشرة من الكتاب وعشرة من الخطباء ، لئلا يطمع في مالي أحد )) ولكن سفيرنا في واشنطن السيد خضر هارون والناطق باسمه خالد موسى ، قد قتلهم الكرم الفياض ، ربما لم يسمعوا في الخرطوم أن الواليين يوسف كبر وعطا المنان خلعا الجلاليب جانباً ، ولبسا لبوس الحرب ، الكاكي المبرقع ، ويتأبطان كيس صغير فيه أكفانهما ، كل ذلك في سبيل محاربة أمريكا ، فلماذا جاءت هذه الدعوة في هذا الوقت ، فالإنقاذيين في الخرطوم دمائهم تغلي من شدة الحر ، وألسنتهم ترغي وتزبد وتطلق الرذاذ كنافورة حديقة القصر الجمهوري . يقول الناطق باسم السفارة/خالد موسى ، أن اللقاء بين الجانبين كان مثمراً وإيجابياً ، وعد فيه هارون بتخفيف عقوبة الصحفي المختطف ، دائماً ما يفوز الأمريكان في نيل حاجتهم، فحاكم نيو مكسيكو جاء من أجل إطلاق سراح صحفي مختطف ولكنه خرج بوجبة دسمة ، لا نعرف بالتحديد كم بلغت قيمة الفاتورة المرفقة ، لكنها دُفعت من جيب محمد أحمد وأبكر وجون وأوشيك . قلت لأحد الظرفاء : سفيرنا في واشنطن دعا حاكم ولاية غنية بالنفط لمأدبة عشاء فاخرة !! فرد علي ممازحاً : ألسنا في حالة حرب مع أمريكا فلماذا نطعم أهلها وهم في بلدهم ؟؟ قلت له : هل صدقت بأن هناك حرباً بين أمريكا والسودان ، فمستشاري الرئيس يتقاتلون الآن من أجل الفوز بمهمة المندوب الذي سوف يذهب إلي البيت الأبيض وهو حاملاً رسالة الرئيس البشير .
|
|
|
|
|
|
|
|
|