|
البروفيسور المشير/عمر البشير يمنح شهادة الدكتوراه للفريق الركن عبدالرحيم محمد حسين
|
ظاهرة الانتشار الكثيف لحملة شهادات الأستاذية والدكتوراه في إعلام الإنقاذ
سؤال طرحته علي نفسي أكثر من مرة ، لماذا ازداد عدد البروفيسورات والدكاترة في السودان ؟؟ وهل صحيح أن الحصول علي شهادة الدكتوراه في السودان اصبح أكثر سهولة من طلب وجبة السمك المقلي في كافتيريات الموردة بأمدرمان ، حيث أصبحت العلاقة مع الحزب الحاكم هي مفتاح السر لتحقيق الأحلام و التطلعات الذاتية ، قرأت تعليقاً في أحد المنتديات ً كتبه أحد الذين عملوا في مجال الإعلام في عهد الإنقاذ ، فقد طُلب من المذيعين أن يفخموا الدرجة الجامعية عند ذكر اسم الوزراء في نشرات الأخبار ، وأن يقال لكل دكتور بروفيسور ، ويقال لكل حامل شهادة بكالوريوس عامة أستاذ ، لذلك شاعت الألقاب العلمية في عهد الإنقاذ بصورةٍ لم يسبق لها مثيل ، فحفظنا عن ظهر قلب ، بروفيسور التيجاني حسن الامين ، بروفيسور إبراهيم أحمد عمر ، بروفيسور أحمد علي الامام ، بروفيسور محمد علي قنيف ، بروفيسور عبد الرحيم علي ، بروفيسور حسن مكي ، بروفيسور عبد اللطيف البوني .. وتدور ساقية جحا علي هذه الشاكلة ، كما قال عادل إمام : (كلكم عاوزين تبقوا فتوات ..ولكن لم تقولوا لي مين الحا انضرب )) شهادات بالكوم ، وألفاظ يفخمها المذيع عمر الجزولي في نشرة أخبار الساعة العاشرة المسائية ، ولكننا لم نسأل إذا كان السودان يضم هذا العدد الهائل من حملة الأستاذية الجامعية فلماذا يا تري رجعت أحوالنا إلي الوراء ؟؟ ولماذا تقهقر السودان وتحولت أرضه إلي بلقع لا تنبت فيه حتى أشجار العُشر ؟؟ وهل هذه الشهادات صحيحة أما أنها أصبحت ألقاب اجتماعية درج الناس علي تناولها كنوع من تمييز الأسماء مثل أن تقول للرجل الكبير : يا حاج كنوعٍ من إظهار التبجيل والاحترام ، فالعلم الحقيقي تنسحب ظلاله علي المجتمع فيتقدم نحو الأمام كما حدث في أوروبا ، نهضة صناعية وتقنية استفادت منها كل الأمم والشعوب ، واليوم استطاع عالم بريطاني أن يحسم الجدل البيزنطي الدائر عبر العصور ، هل البيضة من الدجاجة؟؟ أم أن الدجاجة من البيضة ؟؟ ، وقد سررت أيضا عندما علمت أن طبيباً غربياً توصل إلي معالجة جراح مرضي السكري دون الحاجة إلي بتر أطرافهم ، ليس هذا فحسب ، فقد تمكن علماء التحليل المخبري من إيجاد طريقة تمكنهم من تحليل الدم من أجل كشف مرض الأيدز بسرعة دون الحاجة إلي الانتظار لساعات طويلة أمام أبواب المختبرات ، هذا هو العلم الحقيقي الذي يحس الناس بقيمته ، ويسير بالإنسانية جمعاء نحو التطور والازدهار ، أما ما يحدث في السودان فلا يمكن مقارنته بهذه الصورة الزاهية ، فشهادة الأستاذية التي يمنحها مقدمي النشرات الإخبارية لكل من هب ودب أشبه بإصدار العملة الورقية من غير غطاء ذهبي ، أي أنها لقب اجتماعي يسهل الحصول عليه ، المهم أن تدفع بسخاء للجامعة المانحة ، أو تمت بصلة القرابة لأحد المتنفذين في الدولة . وقد سادت الآن الأمية الثقافية بين من يحملون هذه الشهادات ، ذَهلت عندما قرأت للدكتور/قطبي المهدي قبل شهر من الآن ، صحيح أنه كتب مقالاتٍ تعجَ بالعنصرية إلا أنها كانت مليئة بالأخطاء النحوية والإملائية ، لدرجةٍ جعلتني اشك كيف حصل علي الشهادة السودانية ، ناهيك أن يحمل بين يديه شهادة دكتوراه ، أما البروفيسور/عبد اللطيف البوني فكثيراً ما كان يستنجد باللغة ( الدارجية ) من أجل إنقاذ كتاباته . حتى الرئيس البشير دخل في هذا المزاد ، فقد عرفت من مصادري الخاصة ، أنه يسعى للحصول علي شهادة الماجستير من إحدى جامعات الداخل الكثيرة ، نعم اطلبوا العلم من المهد إلي اللحد ، ولن تشغلنا عنه حتى دقات طبول الحصار الدولي علي السودان ، فهتلر النازي تزوج من عشيقته ( إيفين ) وقوات الحلفاء علي قاب قوسين أو ادني من أبواب عاصمته برلين ، وسوف نفاجأ قريباً بلقب جديد يطلق علي سعادة /رئيس الجمهورية ليقال له : قرر اليوم المشير/البروفيسور /عمر حسن البشير منح شهادة الدكتوراه للفريق ركن /عبد الرحيم محمد حسين ، إن العلم اصبح تجارةً رابحة في السودان ، والألقاب العلمية اصبحت تُباع وتَشتري ( بالملوة ) في ملجة العيش قرب نادي الهلال الرياضي بأمدرمان .لكن أين محصلة هذا العلم في الشارع والمجتمع ؟؟ وما هي آخر المخترعات العلمية التي ابتكرتها مخيلة علماء الإنقاذ ؟؟ لا شئ البتة ، أمر واحد نجحوا فيه ، انهم استطاعوا نهب ثروات هذا البلد بذكاء يحسدهم عليه البرت أنشتاين ، وأنهم نجحوا في تمزيق هذا الوطن إلي أشلاء وحولوه إلي قبائل تحارب بعضها بعضاً علي طريقة العرب في الجاهلية ، فكثر السبي والاعتداء علي الأعراض وسرقة الماشية . في أيام الملك فاروق رفض الأديب طه حسين بعض التوجيهات الملكية ، والتي صدرت من أجل منح بعض الوجهاء شهادة الأستاذية ، وقف الأديب طه حسين بقوة في وجه هذا القرار وعرقله ، إنها غضبة العالم الذي ينتصر لروح العلم والإنسانية . سارة عيسي
|
|
|
|
|
|
|
|
|