|
Re: هـيـئـة عـلـمـاء الـمـسـلـمـيـن (Re: wadalzain)
|
جريدة الراية القطرية عدد 25/3/2009
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=24&parent_id=23
الرئيس انتصر على الفتوى بقلم : حامد إبراهيم حامد .. لقد فاجأ الرئيس عمر البشير العالم اجمع بزيارته القصيرة لارتيريا والتي شكلت تحدياً ليس على اوكامبو او الجنائية الدولية التى تطالب بتسليمه للعدالة بجرائم حرب وانما على هيئة علماء السودان الذين اصدروا فتوى تحرم سفر الرئيس للخارج ولكنه فاجأهم وتحداهم وانتصر عليهم واثبت انه لا يبالي بالفتاوى ولذلك ليس امام هؤلاء العلماء الذين حشروا أنوفهم في مسألة لا تخصهم الا اصدار فتوى جديدة تدحض فتواهم الاولى التي انتصر عليها القصر الجمهوري والمستشارون.
فسفر الرئيس المفاجأة الى اسمرا والعودة سالما غانما يؤكد ان هيئة العلماء مطالبة بتوضيح مواقفها من هذا السفر خاصة اذا ما ظهر انها لم تدر ولم يعلم قادتها بنية الرئيس الذى من بين مستشاريه احد المسؤولين المباشرين عن العلماء والفتاوى التي تنوعت ما بين منع سفر الرئيس واباحة زواج المسيار وختان الاناث وتجاهل اهم القضايا خاصة المتصلة بإصلاح ذات البين وعلاج أزمات المجتمع الاخلاقية منها التي ظهرت بسبب الفقر المدقع الذي طال الجميع حتى اختفت الطبقة الوسطى وظهر بالسودان طبقتان فقط هما الفقراء الذين يشكلون 95% من الشعب والاغنياء الذين يشكلون لـ5% ومن بينهم ربما هؤلاء العلماء.
رغم ان السفر لارتيريا لا يعد مقياسا للخطر الذي يواجه الرئيس لعدة اعتبارات منها القرب المكاني واتصال الحدود وموقف الحكومة نفسها من الجنائية الدولية ومن المجتمع الدولي بشكل عام ، الا ان هذه الزيارة قد شكلت انتصارا ليس على الغرب والجنائية وانما على المدعين بالداخل من العلماء اصحاب الفتاوى الموسمية وردت الاعتبار لمؤسسة الرئاسة وللجهاز التنفيذى خاصة ان الفتوى التي اصدرتها هيئة العلماء كانت مصدر تندر خارجيا على السودان والسودانيين ويبدو ان الرئيس شخصيا قد احس بذلك ولم يجد بدا من القيام بهذه الزيارة التي الجمت الفتاوى.
فمن المؤكد ان هؤلاء العلماء الذين تغاضوا عن تقديم النصيحة للرئيس وللحكومة طيلة الفترة الماضية حتى تحولت الأمور الى التدويل والعقوبات والمحاكمات سيجدون انفسهم في موقف حرج لأنهم تسرعوا في اصدار الفتوى التى لم تطلبها منهم أية جهة في امر لا يحتاج اصلا الى فتوى من اي نوع ، باعتبار ان امر السفر للخارج للرئيس او نائبيه او حتى الوزراء وكبار المسؤولين يحدده الجهاز التنفيذي ولذلك فإن الرئيس عندما سافر الى اسمرا لم يستشر هؤلاء العلماء الذين ربما سعموا بالزيارة لحظة وصول الرئيس الى ارتيريا او عودته منها.
من الواضح ان هيئة العلماء تخلت عن دورها الرسمي الذي يجب ان يكون ناصحا وموجها للسلطة تجاه مساواة الرعية في الحقوق ورد المظالم وهذا يتطلب ان تكون الهيئة مستقلة لا ان يكون اعضاؤها موظفين في الحكومة كما هي الحال الآن، وهذا الوضع الشاذ جعل الهيئة وعلماءها مقيدين لا يستطيعون اصدار فتوى تعارض توجهات السلطة ولذلك كل الفتاوى التي اصدرتها نابعة من توجهات حكومية صرفة ولكن الفتوى الأخيرة بخصوص السفر كشفت عن قصور واضح وان سفر الرئيس الى اسمرا عالج هذا القصور واعاد الهيبة للجهاز التنفيذي والسيادي للدولة.
ان محاربة الجنائية الدولية يجب الا تتم عبر الفتاوى والاعتصامات وانما عبر حجج قانونية واضحة وان سفر الرئيس او عدمه ايضا يجب الا يخضع للفتاوى وانما عبر مؤسسات الدولة كالرئاسة ومجلس الوزراء فقط وان ادخال جهات اخرى مثل الفتاوى ما هو الا تعقيد للأمور.
|
|
|
|
|
|
|
|
|