|
Re: هـيـئـة عـلـمـاء الـمـسـلـمـيـن (Re: أبو ساندرا)
|
جريدة الراية القطرية عدد 25/3/2009
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=24&parent_id=23
الفتوى في خدمة السياسة بقلم : طه خليفة .. من غير المقبول بالنسبة إلى رئيس الجمهورية المشاركة في قمة الدوحة في ظل الظروف الحالية .
من نص فتوى هيئة علماء المسلمين في السودان التي حظرت على الرئيس البشير المشاركة في قمة الدوحة. مرة أخرى يوظف الدين في خدمة السياسة.
وهذه الفتوى الطازجة مثال حي على ما نقول.وليس ببعيد أيضا تلك الفتوى التي أصدرها العام الماضي عالم دين سوري بتحريم مقاطعة قمة دمشق أو عدم المشاركة فيها لان في ذلك ضرر وخطر علي الأمة.
المنطق يقول أن المشاركة من عدمها في هكذا مناسبات هو قرار سياسي يبحثه السياسيون وليس فتوى دينية يصدرها علماء الدين.
الموقف السياسي والظروف الراهنة والاحتمالات المختلفة تكون أكثر وضوحاً وتفصيلاً على طاولة النقاش والبحث أمام رجال الحكم والسياسة لذلك يفترض بهم أن يتوصلوا للرأي السديد والقرار السليم .
أما العلماء والشيوخ والمفتون فإنهم ليسوا في قلب الأحداث ولا على اطلاع كاف بمجريات وتطورات الأوضاع ، ومن هنا يكون إقحام أنفسهم في إصدار فتاوى دينية في شؤون سياسية بحتة مسألة محفوفة بالمخاطر والمكاره على صورة الدين الذي يتحدثون باسمه ويفتون وفق أحكامه ومذاهبه، وعلى صورتهم هم أيضا .
هنا خطورة إقحام الفتوى الدينية في كل صغيرة وكبيرة خصوصا في أمور السياسة المتغيرة والمتقلبة والتي لا تعرف إلا لعبة المصالح ويغلب عليها منطق الغاية تبرر الوسيلة . وهو المنطق الانتهازي الذي نربأ بالدين أن يتأثر به.
لكن بالمقابل وحتى ندرك خطورة الفتاوى المسيسة .. فإننا نسأل: ماذا لو رأت هيئة علماء سودانية أخرى أن فتوى حظر مشاركة البشير بالقمة تعني خوف النظام من خروج رئيسه من البلد وهذا يعتبر رضوخا بشكل واضح لتحذيرات مدعي المحكمة الجنائية أوكامبو كما يعني أن البشير بدأ يتراجع عن تصميمه بالمشاركة وإلى درجة أن ترافق طائرته مقاتلات عسكرية سودانية وبالتالي ماذا لو أصدرت تلك الهيئة فتوى مناقضة تشدد علي ضرورة المشاركة لتأكيد صلابة وصحة موقف الرئيس في رفض قرار الاعتقال وعدم الاعتداد أو الاعتراف به؟.
وماذا لو وجدت تلك الهيئة أيضا أن في القمة فرصة عملية ليقوم أوكامبو بتذويب قرار الاعتقال في الماء ويشرب هذا الماء كما قال له البشير، وهي فرصة عملية أيضا ليحقق البشير مقولته الأخرى بأن قرار اعتقاله تحت حذائه .
عندما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة وهدأت الهتافات فإن بصيص من العقلانية لابد أن يتحدث عن نفسه لكن تلك العقلانية والرشادة السياسية كانت تحتاج إلى مبرر مقنع للجماهير وليس هناك بالطبع أشد تأثيرا من الدين لذلك جاءت فتوى علماء السودان بخطر مشاركة البشير بالقمة ليتخفى النظام وراءها في العدول عن إصراره السابق بالحضور.
ولذلك في اليوم التالي لصدور الفتوى أعلنت الحكومة السودانية بأنها تدرس مشاركة البشير بالقمة. وهذا تراجع سياسي واضح حيث سيكون القرار الغالب في النهاية هو عدم الحضور.
الفتوى تقوم بدور مسح ماء الخجل من على وجه الحكومة، لذلك نربأ مجددا بالدين أن يوظف في خدمة الحكام والحكومات والسياسة عموماً حفظاً لقدسية هذا الدين ومكانته السامية الروحانية في القلوب.
|
|
|
|
|
|
|
|
|