وطبقا لمارك سيمونز Mark Simmons، رئيس منتدى المنظمات غير الحكومية الدولية في الخرطوم، توجد 74 من المنظمات الدولية غير الحكومية تعمل الآن في شمال السودان، أي أنها لا تشمل وكالات المعونة العاملة في جنوب السودان.
ويتهم السودان المنظمات الخيرية الغربية بالفساد والتجسس باعتبارها إحدى أدوات الاستعمار الجديد، فطبقا للأمم المتحدة تكلف نفقات نقل مواد الإغاثة إلى دارفور نحو مليار دولار سنويا، بيد أن معظم هذه الأموال تذهب إلى تلك المنظمات وتنفق على الموظفين في شكل رواتب وامتيازات.
لا مراء إذن في أن الغرب في تعامله مع العالم غير العربي، ولاسيما الإفريقي والمسلم، يغلف دوما أهدافه الحقيقية، وإن كانت غير معلنة، برداء إنساني عام، بيد أن الدروس التاريخية تؤكد أن ثمة أبعادا وغايات مصلحية ربما يكون آخرها الاعتبار الإنساني.
وتظهر فضيحة اختطاف الأطفال التشاديين العام الماضي على أيدي جمعية خيرية فرنسية "زوز آرك" Zoe’s Ark بحجة توفير الرعاية الصحية لهم في أوروبا مدى زيف الذرائع الأخلاقية والإنسانية العامة التي تسوقها المنظمات الأهلية وغير الحكومية الغربية في تعاملها مع الواقع الإفريقي.
وتطرح تلك الفضيحة ثلاثة أنماط من التساؤلات المهمة التي تساعدنا على فهم ما بات يعرف في الأدبيات المعاصرة باسم التدخل الإنساني "Humanitarianism"، فما هي طبيعة ذلك التدخل؟ ولمصلحة من تعمل المنظمات والجمعيات الأهلية غير الحكومية في إفريقيا؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة