|
Re: من أروقـة صاحبـة الجـلالة : أيها المنافـقون .. كـم من العمـر تبـقى لديـكم ؟؟. (Re: خضر عطا المنان)
|
أما الكاتب ( جمال عبد القادر بدوي ) فقد كتب اليوم أيضا في( الراي العام ) مقالا مطولا ينضح نفاقا وافكا كعادة من تنفسوا أكسجين الانقاذ وشربوا ماءها و( برطعوا ) في مراتعها .
فماذا قال :
Quote: بلغ الكيد المدى دون الغاية :
البندقية المحشوة لكسر الإرادة بتحطيم الرمز .. أرادها (مشنقة) فتحولت إلى (ملحمة) نعم بلغ الكيد مداه رغم كونه لم يبلغ غاياته لذلك سيظل مداه الآخر مفتوحاً لا تحده إلا الغاية، فمنذ العام 2003م وما أن لاحت تباشير السلام في الجنوب وفي تزامن مريب إندلعت الحرب في دارفور .. حريقاً مدبراً ترعاه سراً وعلناً دوائر الغرب وتسوق إليه الدعمين المادي والمعنوي .. حرصت تلك الدوائر على رأسها (الثالوث) الأمريكي الفرنسي البريطاني على إرهاق حكومة الإنقاذ كل الرهق بغية (قطع) أنفاسها فكلما أغلقت باباً للحرب فتحوا لها آخر .. وهي تٌنافح بالقوة العسكرية والسياسية والدبلوماسية في صمود مركوز بخبرة (14) عاماً سبقت العام 2003م في التعايش مع الحصار وتجاوز كل محاولات كسر الإرادة خلال كل تلك الفترة ظلت الضغوط تتكاثف بتركيز .. وبتبادل للأدوار ما بين الآلة الإعلامية والمنظمات الطوعية والدولية وكلها تندفع بإتجاه (توريط) السودان وتشويه صورته وقيادته في إطار أحكام (حبكة المؤامرة) عبر تبرير لدخول القوات الدولية في حملة ماكرة تكسرت نصالها على أعتاب تمسك السودان القاطع بإرادته وسيادته والتي أقسم فيها المشير / البشير بأن لا تطأ أقدام القوات الدولية (كما أرادوها) أرض السودان في دارفور .. ومع إشتداد الحملة وإحتدام الضغوط إلا أن السودان قد نجح في فرض رؤيته وتوارى إلى مزبلة التاريخ قرار مجلس الأمن (1760) .. وقتها وقف المجتمع الدولي مندهشاً بل ومذهولاً من نجاح السودان في إبطال هذا القرار ، ولما كان الكيد متأصلاً ، إتجهت بوصلة المؤامرة إلى مسار آخر وبدأت الآلة الإعلامية تطرق بإصرار مريب على الوضع الإنساني في دارفور لتصنع منه أرقاماً وهمية فائقة المبالغة في عدد الوفيات ومن بعد صورته على أنه (الكارثة الإنسانية) الأفظع والأخطر إلى آخره من مسوغات التضليل والتهويل ، وكل ذلك تهيئة وتمهيداً للقرار ( 1593) الذي فنده مولانا / سبدرات في كتابه (القرار المؤامرة) سياسياً وقانونياً - ووصف القرار الذي يربط بخبث بين ما سمى بالكارثة الإنسانية وكون الوضع في دارفور يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين ، من هنا بدا واضحاً أن المدخل الجديد للنيل من السودان قد تغير مساره بإتجاه إستغلال محكمة الجنايات الدولية التي أحال إليها القرار المؤامرة (1593) الأمر ، ومن بعد جرى وبعناية توظيف الطاهي محامي الفضائح السابق لويس مورينو أوكامبو كل هذا ترعاه علناً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وهي ذات منظومة إجتياح بغداد تحت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل .. وبرغم رفض أمريكا التام لميثاق ومبدأ إنشاء محكمة الجنايات الدولية ورفضها أن يحاكم ولو (جندي) أمريكي أو يمثل أمامها إلا أنها لا تمانع بل وترغب كل الرغبة أن يخضع لها السودان مٌسلماً (رئيسه المنتخب) الذي أقسم هذه المرة ثلاثاً أن لا يسلم مواطناً سودانياً ليحاكم خارج السودان ناهيك عن محكمة لسنا طرفاً فيها . هكذا فإن المؤامرة السياسية التي يتعرض لها السودان ليست وليدة عام أو أثنين بل مشوار طويل من الدسائس والفتن والأحقاد .. وها هي الطبخة تكاد تكتمل على خلفية أكثر من ستة قرارات متتالية أصدرها مجلس الأمن ضد السودان في تهافت مذهل وتسلسل محسوب لم يكن من بين كل تلك القرارات ما يٌقدم حلاً أو يدفع بجهود من شأنها إقرار السلام في دارفور فكلها كانت تصب في إتجاه اللوم والتهديد والإدانة وكانت جميعها ذات أثر سلبي تجاه الوضع بدارفور . ولعل كل مراقب يلحظ جلياً أن ثالوث الـ((A.F.B) أمريكا ، فرنسا ، بريطانيا) كان يقف بعناد خبيث ضد حتى مجرد تأجيل صدور قرار المحكمة الجنائية .. وبلغ الأمر مرحلة التبني الكامل لما جاء في مذكرة مدعي المحكمة الجنائية وتحولت الخارجية الأمريكية إلى ناطق باسم المحكمة ومدعيها ، بعد أن زودته بالوثائق ودفعت له ما دفعت من نصائح وغيرها ، وتتعهد له بحماية ودعم كل كلمة زور يدونها في عريضة الى المحكمة لأجل وضع اللمسات الأخيرة على المؤامرة ضد السودان الذي بالقطع لن يكون إستهدافاً (فرداً فرداً) ولا مشروعاً مشروعاً .. فرفعت سقف المؤامرة لتصويب (البندقية المحشوة) وهي النظرية الأمريكية في إصدار المذكرة إلى (القمة والرمز) ، وسخرت لأجل ذلك حتى (إخراج) مسرحية الإعلان عن القرار الذي جاء بأغلبية (2- 1) من مجمل أصوات (قاضيات) المحكمة الثلاث ومن ثم أعلنته (السيدة) الناطقة باسم المحكمة في مشهد هزيل هو عنوان محكمة الجنايات الدولية. إن الأمر برمته يمثل إمتهاناً وإستفزازاً لمشاعر كل سوداني حر ، ولعل ذلك في تقديرات المؤامرة كان محسوباً .. بهدف أن تٌكسر إرادة شعب السودان وكسوه بحالة من الإنهزام والإنكسار النفسي بمحاولة تحطيم القدوة وهدم الرمز .. فهم يدركون تماماً ما أحدثه البشير من تحول في نفسية وذهنية الشعب السوداني وما أحياه فيه من قيم ليحوله جملةً إلى شعب ضد الخنوع والإنكسار .. وقد رأى في البشير الأخ والمخلص والصديق .. معاوداً المرضى في المستشفيات وفي كل (دافنة) في شرفي والبكري وحمد النيل والصحافة وفي كل مسجد وكل عقد قران .. رآه الشعب في بشائر وهجليج وفي كل الطرق والكباري .. رآه بالكاب والجلباب والصديري .. عرفه في مروي والميرم ونيفاشا والميل (40) وفي حوش بانقا وصراصر وجوبا . هم أرادوا شنق عزتنا وكسر عظام عزيمتنا وطمس قناعتنا وحرماننا طعم المجد الصاعد فإختاروا (الرابعة) عصراً من يوم (الأربعاء) (الرابع) من مارس أن يكون مأتماً لعزة وسيادة السودان.. ولكن إنقلبت المعاني ويا لها من أبيات ، تلك التي نسج غزلها الشاعر الفذ / محمد المكي إبراهيم في أربعاء 21 أكتوبر حين قال : o بالأربعاء طبولنا دقت وزوبعت الفضاء o صيحاتنا شقت جدار الليل وإقتحمت فناءه o وتحدرت ناراً بآذان الطغاة العاكفين على الدناءة o الحاسبين الشعب أغناماً وشاة o بالأربعاء هتافنا شرخ السماء o حفت بموكبنا بطولات الجدود تزيد عزتنا مضاء فإن هم أرادوا الأربعاء (مشنقة) وحلموا بأن القرار وحده كفيل بتفجير الوضع في السودان فقد كان الرد (بالتلاحم) وليكن سيناريونا وحبكتنا |
|
|
|
|
|
|
|
|
|